&أعلن عدد من الأحزاب ونواب مستقلون عن تشكيل تحالف "دعم الدولة المصرية"، بهدف دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي والتصدي لأي خلاف يقع بين البرلمان والرئيس، فيما اعتبر بعض المراقبين أن هذا التطور يُمثل استنساخًا لتجربة حكم مبارك، لا سيّما لجهة السيطرة الكاملة على عمل البرلمان، مؤكدين أن هذا الأمر لن يصب في مصلحة السيسي على الإطلاق.

أحمد حسن من القاهرة: أكد خبراء وسياسيون أن "تحالف دعم الدولة في البرلمان"، الذي أعلن عنه اللواء سامح سيف اليزل وانضم إليه الكثير من النواب، يأتي لمنع وجود أي شكل من أشكال المعارضة داخل البرلمان، وهو ما يعيد إلى الأذهان ما كان يفعله الحزب الوطني المنحل في عهد حكم مبارك، وحذر الخبراء أن تشكيل هذا التحالف لن يصب في صالح الرئيس السيسي، وسيكون عائقًا كبيرًا قد يؤدي إلى وجود حالة من الغضب الشعبي على البرلمان يتحملها الرئيس بعد ذلك.
&
دعم السيسي
&
وكانت قائمة "في حب مصر" قد أعلنت عن تشكيل تحالف "دعم الدولة المصرية"، يضم عددًا من الأحزاب والنواب المستقلين المنتخبين في البرلمان، وقد وصل عدد الموقعين على استمارات الانضمام للتحالف 400 نائب من الأحزاب والمستقلين، ومن أشهر الأحزاب المنضمة لتحالف دعم الدولة المصرية: حزب الوفد ، والمؤتمر، وحماة الوطن، مستقبل وطن&والمحافظين، فيما رفض حزب المصريين الأحرار الانضمام للتحالف.
&
من جانبه قال اللواء سامح سيف اليزل، المنسق العام لقائمة "في حب مصر"، وعضو البرلمان: "سيتم الانتهاء من تشكيل تحالف دعم الدولة المصرية خلال أيام"، وأضاف اليزل في تصريحاته الإعلامية، أنه تم التوافق مع 3 أحزاب لضمها لتحالف "ائتلاف دعم مصر"، وهي أحزاب "الوفد" و"مستقبل وطن" و"حماة وطن"، موضحًا في الوقت ذاته أنه تجرى مشاورات حاليًا مع حزب "المصريين الأحرار" لضمه للتحالف الجديد، مؤكدًا أن ائتلاف "دعم الدولة" لا يعني دعم الحكومة، نحن سنعارضها، ونستجوبها، ونوجه لها اللوم، لكن نحن ندعم الرئيس عبد الفتاح السيسي تمامًا، والبرلمان سيتعامل مع الحكومة وبرنامجها، وليس هناك ما يدعو للاختلاف مع الرئيس.
&
تحالف غامض
&
من جانبه، أكد شهاب وجيه، المتحدث الإعلامي لحزب المصريين الأحرار، أن الحزب متمسك بعدم الانضمام إلى تحالف دعم الدولة المصرية في البرلمان، مشيرًا إلى أن السعي وراء تشكيل هذا&الائتلاف ليس له هدف واضح، بل سيؤدي للانقسام والتخوين داخل البرلمان، وسيعيد فكرة الحزب الوطني المنحل الداعم للسلطة.
&
وأضاف وجيه ﻠـ "إيلاف": "إن المصريين الأحرار سيكون لهم كتلة مستقلة داخل البرلمان، وهناك عدد من أعضاء البرلمان تواصلوا مع الحزب &لتشكيل كتلة برلمانية مستقلة بعيدًا عن "تحالف دعم الدولة المصرية".
&
وفي سياق متصل، قال شهاب وجيه، المتحدث باسم الحزب: "خضنا الانتخابات علشان برنامج مش علشان مناصب، لنا كتلتنا التي تعبر عن برنامجنا وجاهزون للتنسيق مع من يتفق معنا فكريًا و ليس من يوزع المناصب".
&
استنساخ تجربة مبارك
&
في السياق ذاته أكد الدكتور وحيد عبد المجيد، نائب رئيس مركز الأهرام للعلوم السياسية والاستراتيجية، ﻠ"إيلاف"، أن تشكيل هذا التحالف يطرح العديد من التخوفات لإعادة إنتاج برلمان الحزب الحاكم، وذلك على غرار سيطرة الحزب "الوطني" المنحل على البرلمان إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وهو تكرار لتجربة برلمان 2010، مشيرًا إلى أنه لا يعتقد أنه ستكون هناك معارضة فعلية، أو أنه سيرسي توازنًا في مواجهة سلطة رئيس الدولة، وهو تكرار لما كان يحدث في عصر المخلوع حسني مبارك لمحاربة المعارضة، وألا يبقى إلا صوت المؤيدين فقط، وهذا ليس في صالح الرئيس السيسي أو الشعب الذي خرج لانتخاب البرلمان من أجل رؤية مجموعة من القوانين تعيد الاستقرار في البلاد وضمان حياة كريمة للمواطن.
&
ديمقراطية سليمة
&
كما يرى الدكتور محمد حمزة، عضو ائتلاف ثورة يناير، أن قائمة "في حب مصر" تعمل لصالح الدولة، وتشكيلها من البداية جاء بتدخلات أمنية، والهدف هو سيطرة الرئيس والسلطة التنفيذية على البرلمان، واحتكار السلطة لضمان تنفيذ تعليمات السيسي، من حيث تعديل الدستور وزيادة صلاحيات الرئيس ومد فترة الحكم لست سنوات.
&
وأشار حمزة &إلى أن هذا الائتلاف سيغيّب المعارضة داخل البرلمان، وسيكون بالفعل هو مجلس النواب الأسوأ في تاريخ مصر، وأضاف لـ "إيلاف": "إن الرئيس السيسي مطالب بالحفاظ على ثقة الشعب، وتعهده بالسعي نحو وجود حياة ديمقراطية سليمة توفر مبادئ ثورتي يناير ويونيو، وعليه التدخل لمنع تشكيل تحالف دعم الدولة المصرية، لأنه من الأساس لا يحتاج دعم البرلمان لأن ملايين من الشعب المصري تسانده، وهذا هو الأهم بالنسبة لاستمرار الرئيس في السلطة".
&