وصل أكثر من 300 شخص من الذين تم إجلاؤهم من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في شمال غرب سوريا إلى جنوب دمشق الثلاثاء، في عملية تبادل نادرة بموجب اتفاق بين قوات النظام والفصائل، بإشراف الأمم المتحدة، وفق ما أكد مصدر مواكب للعملية.
بيروت: قال المصدر لوكالة فرانس برس، "وصل اكثر من 300 شخص من بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة ادلب الى منطقة السيدة زينب جنوب دمشق صباح اليوم"، مشيرًا الى وجود "مظاهر احتفال ورفع اعلام سورية وأخرى لحزب الله اللبناني".
&
ويحاصر مقاتلو المعارضة السورية بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تقطنهما غالبية شيعية منذ &اكثر من سنتين، وبات الحصار كاملاً مع سيطرة فصائل من المعارضة بشكل كامل على محافظة ادلب التي تقع فيها البلدتان. وكانت ميليشيات محلية موالية للنظام ولحزب الله اللبناني تدافع عن البلدتين.
&
وتم الاثنين اجلاء اكثر من 450 شخصًا، بينهم جرحى ومدنيون، من بلدتي الفوعة وكفريا ومن مدينة الزبداني المحاصرة من قوات النظام في ريف دمشق، والتي كانت من آخر المدن الحدودية مع لبنان، التي لا تزال بيد مقاتلي المعارضة.
&
حصلت العملية بموجب اتفاق تبادل نادر بين الجانبين المتقاتلين تم في 24 ايلول/سبتمبر برعاية الامم المتحدة، التي تولت الاشراف على عملية الاجلاء امس. وشنت قوات النظام وحزب الله اللبناني في تموز/يوليو هجومًا عنيفًا على الزبداني أدى الى محاصرة مقاتلي الفصائل في وسط المدينة. وفي رد على هذا الهجوم، ضيّق مقاتلو الفصائل الخناق على الفوعة وكفريا.
&
وبحسب بيان صدر مساء امس من الامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري، تم اجلاء 338 شخصًا من الفوعة وكفريا، و126 شخصًا من الزبداني وبلدة مضايا المجاورة. واجلي هؤلاء وفق البيان، "في وقت واحد برًا وجوًا عن طريق تركيا ولبنان".
&
وسلك الخارجون من الفوعة وكفريا طريق البر حتى الحدود التركية، وانتقلوا منها جوًا الى بيروت، ثم توجهوا الى دمشق، بينما سلك الخارجون من الزبداني برًا طريق بيروت، وانتقلوا جوًا الى تركيا. ويفترض ان يعودوا الى مناطق المعارضة في شمال غرب سوريا.
&
تخلل عملية الاجلاء وفق اللجنة الدولية للصليب الاحمر، ادخال بعض المساعدات الانسانية الى المناطق الاربع. وقال المتحدث باسم اللجنة طارق وهيبي لوكالة فرانس برس الثلاثاء، "تمكنّا امس من ادخال بعض المساعدات، فقط بعض الطعام والماء". واضاف: "ثمة حاجة للقيام بالمزيد، ونأمل أن يتحقق ذلك في الاسبوع المقبل. ننتظر الضوء الاخضر".
&
وتوقع المصدر السوري أن يتم تنظيم احتفال رسمي لاستقبال الوافدين من كفريا والفوعة في وقت لاحق اليوم في ضاحية السيدة زينب، حيث يقيم عدد كبير من النازحين من البلدتين.
&
استعادة اللواء 82
إلى ذلك،&استعادت قوات النظام السوري الثلاثاء السيطرة على اللواء 82 القريب من بلدة الشيخ مسكين، التي تسيطر الفصائل المقاتلة على اجزاء منها في محافظة درعا في جنوب البلاد، بعد اشتباكات عنيفة، وفق ما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان.
&
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس، "تمكنت قوات النظام بدعم من مقاتلي حزب الله وضباط ايرانيين الثلاثاء من استعادة السيطرة على اللواء 82 والتقدم في بلدة الشيخ مسكين بعد سيطرتها امس على الجزء الشمالي في البلدة". واضاف أن "السيطرة على اللواء 82 &تخول قوات النظام السيطرة ناريًا على الحي الشمالي الغربي من البلدة".
&
واكدت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" بدورها أن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة تحكم سيطرتها على تل الهش ومعسكر اللواء 82 بالكامل، وتواصل عملياتها بنجاح باتجاه الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي".
&
وسيطرت الفصائل الاسلامية والمقاتلة، وبينها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)، قبل عام بشكل كامل على بلدة الشيخ مسكين واللواء 82، الذي كان يعد ابرز نقاط تواجد النظام في ريف درعا.
&
وتسعى قوات النظام وفق عبد الرحمن، منذ عام "الى استعادة السيطرة على البلدة الواقعة على تقاطع طرق، ابرزها طريق دمشق درعا القديم وطريق استراتيجية تربط بين بلدتي بصر الحرير ونوى، خزان المقاتلين في محافظة درعا".
&
وافاد المرصد عن استمرار المعارك العنيفة الثلاثاء بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في البلدة ومحيطها، بالتزامن مع قصف وغارات جوية لقوات النظام على البلدة ومناطق في محيطها.
&
واشار عبد الرحمن الى أن الطيران الحربي التابع للنظام شن نحو ستين غارة على الشيخ مسكين امس. وتسيطر الفصائل الاسلامية والمقاتلة على معظم محافظة درعا، فيما تسيطر قوات النظام على جزء من مدينة درعا، مركز المحافظة، وعلى بلدات عدة في الريف الشمالي الغربي بشكل رئيس.
&
وتعد محافظة درعا مهد الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في اذار/مارس 2011 ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، والتي تطورت لاحقًا الى نزاع دامٍ متشعب الاطراف، تسبب بمقتل اكثر من 250 الف شخص، ودمار هائل في البنى التحتية ونزوح اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
التعليقات