طرح رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني اليوم ثلاثة حلول لإنهاء الأزمة السياسية المتعلقة برئاسته للاقليم، من بينها بقاؤه رئيسًا حتى انتخابات عام 2017، ودعا الحكومة إلى وضع خطط محكمة للخروج من الصعوبات المعيشية التي يمر بها الاقليم، وان تنفذ اصلاحات جذرية، وطالب العالم بدعم قوات البيشمركة الكردية لتحقيق النصر على تنظيم داعش.
لندن: دعا بارزاني في رسالة إلى مواطني الاقليم لمناسبة رأس السنة الجديدة 2016 القوى الكردية إلى اجتماعات مكثفة لإنهاء الأزمة حول موضوع رئاسة الاقليم المختلف عليها بين القوى السياسية الكردية، أو أن يقرروا اجراء انتخابات جديدة لرئاسة الاقليم، أو ان يتفقوا على شخص آخر ليتولى الرئاسة حتى إجراء الانتخابات البرلمانية لعام 2017 أو أن يقرروا بقاء الوضع كما هو عليه حتى إجراء الانتخابات لعام 2017 بسبب الحرب التي يخوضها الاقليم والوضع الصعب الذي يجتازه في الوقت الحالي.
وفي بداية رسالته إلى مواطني اقليم كردستان، فقد هنأهم بارزاني لمناسبة السنة الميلادية الجديدة، واطلعت على نصها "إيلاف"، قال بارزاني "أتقدم بأحر التهاني لشعب كردستان ولكل شعوب العالم متمنيًا أن يكون عام 2016 عام الخلاص من الحروب والارهاب وتحقيق السلام والرفاهية في كردستان وفي كل بقعة من العالم".
وأشار إلى أنّ عام 2015 كان حافلاً بالتضحيات من قبل قوات البيشمركة، "حيث ضحوا بارواحهم ودمائهم في سبيل حماية شعب كردستان بكافة مكوناته القومية والدينية وللحفاظ على القيم الانسانية والحياة المدنية في العالم، متحدين أكبر قوة تهدد الانسانية في هذا العصر، بروح عالية للتضحية والفداء قل نظيرها على مستوى العالم".
عام إيقاف تمدد داعش
وأضاف أنّ هذا العام كان أيضًا "عامًا لدحر الارهاب ولإيقاف تقدم وتمدد داعش،&وكان عامًا للانتصارات العظيمة، وعاماً مكتظاً بالتضحيات والصعوبات لشعب كردستان ولاسيما من الناحية الاقتصادية، وذلك بسبب استمرار الحكومة العراقية في قطعها لحصة اقليم كردستان من الموازنة العامة العراقية وإنخفاض اسعار النفط والمصاريف الكثيرة للحرب ضد الارهاب وإستضافة أكثر من مليون وثمانمائة الف نازح ولاجئ، وكل هذه الامور أدت إلى صعوبة الوضع الاقتصادي لشعب كردستان".
وقال "لكنّ لكردستان شعبًا قويًا وواعيًا ويستطيع الاستفادة من ثرواته بشكل ممتاز، لذلك انا مطمئن أن مستقبلاً مشرقًا ينتظر هذا الشعب، ومع ذلك فإن الخروج من هذه المرحلة بحاجة للكثير من الصبر والتحمل وفي ظل هذه الظروف أرى من الضروري ان أتقدم بجزيل الشكر لمواطني كردستان لصمودهم وموقفهم الذي ينم عن كامل المسؤولية تجاه الوطن، وأؤكد بأن كردستان مازالت بحاجة إلى دعم ومساعدة من الدول الصديقة والحليفة كي ينتصر شعبها وكل العالم للحرب ضد الارهاب، لذلك أطالب جميع الدول لدعم البيشمركة وشعب كردستان في هذه الحرب المصيرية".
وعد بحل الأزمة السياسية
وخاطب بارزاني مواطنيه الاكراد قائلاً: "أعدكم أن أبذل كل ما في وسعي بمعية جميع الاحزاب المشاركة في حكومة اقليم كردستان وفي البرلمان لحل جميع المسائل التي تواجه العملية السياسية، والتي تعترض طريق اقليم كردستان لحماية المصالح العامة لشعب كردستان ولحل كافة المشاكل والنواقص وعدم تكرارها ولتفعيل عمل البرلمان والحكومة وفق اساس جديد".
وفي ما يخص موضوع رئاسة الاقليم المختلف عليها بين القوى السياسية الكردية، فقد طالب بارزاني الاحزاب المرخصة والمجازة من قبل حكومة اقليم كردستان بأن يعقدوا "اجتماعات مكثفة لانهاء هذه الموضوع أو ان يقرروا اجراء انتخابات جديدة لرئاسة الاقليم أو ان يتفقوا على شخص آخر ليتولى رئاسة الاقليم حتى إجراء الانتخابات البرلمانية لعام 2017 وسأكون داعماً له بكل قوة أو أن يقرروا بقاء الوضع كما هو عليه حتى اجراء الانتخابات لعام 2017 بسبب الحرب التي يخوضها الاقليم والوضع الصعب الذي يجتازه في الوقت الحالي".
ودعا إلى إنّهاء استغلال موضوع رئاسة الاقليم، وأن لا يتم استخدام هذا الموضوع مرة اخرى لاثقال كاهل الشعب وتعميق المشاكل بشكل أكثر .. وقال: "أؤكد بأن أكثر لقب أعتبره عظيمًا بالنسبة لي هو لقب البيشمركة، ولا افتخر بأي لقب آخر اكثر من البيشمركة، وإذا كنت في أي منصب أو موقع سأبذل قصارى جهدي لخدمة هذا البلد، وسأستمر في حماية كردستان في الحرب ضد داعش والسعي لتحقيق الاستقلال الوطني وشعبي".
دعوة للابتعاد عن النزاعات
وأشار إلى أنّ الظرف الحالي الذي يمر به اقليم كردستان يتطلب العمل جميعًا على تحسين أوضاع شعب كردستان بدلاً من الخوض في صراعات وعداوات سياسية، وأن نستفيد من التغييرات المتواصلة في المنطقة وان لا نفرط في الفرص المتاحة لنا حالياً "لضمان مستقبلنا، وذلك عبر رص الصفوف وتقويتها وهذا اكثر ما يفرضه علينا الظرف الحالي".
وطلب من حكومة اقليم كردستان أن تضع خططًا محكمة للخروج من الصعوبات المعيشية التي يمر بها الاقليم، وان تنفذ اصلاحات جذرية .. وقال: "انا متأكد وواثق بأن شعب كردستان يستطيع التغلب على الصعوبات الحالية وجميع العراقيل التي من الممكن أن تواجهه في المستقبل وسيخطو نحو حياة افضل، واطمئن المواطنين الاحبة أن مسيرة الاعمار والانتعاش في كردستان ستبدأ وستستمر وسنعمل على تقوية البنية الاقتصادية لهذا البلد.
وحيا بارزاني تضحيات قوات البيشمركة قائلا "إنني أنحني إجلالاً أمام الذكرى العطرة والارواح الطاهرة لشهداء البيشمركة واتمنى للجرحى الشفاء العاجل مع كل التقدير والاشادة لتحملهم مختلف الظروف وأشكر ومن كل قلبي أبناءنا المتطوعين الذين شاركوا في صفوف بيشمركتنا الابطال في جبهات القتال والدفاع عن كردستان .. كما أشكر شعب كردستان الذي دعم قوات البيشمركة وأنتهز هذه الفرصة لأشكر الدول الصديقة والحليفة التي دعمت قوات البيشمركة في الحرب ضد الارهاب.
وعبر رئيس اقليم كردستان العراق في ختام رسالته أن يكون عام 2016 عام الخلاص من المشاكل والأزمات، "وأن يكون عاماً للانتصار لشعبنا وأن يعمّ السلام والاستقرار في منطقتنا، وأن تمحى الافكار التي تؤدي إلى الكراهية والارهاب والتطرف وانكار الآخر المقابل، وأن يتحقق الأمان للانسانية بشكل عام".
التعليقات