نصر المجالي: أعلن مصدر عسكري أردني، أن مقاتلات أردنية دكت مواقع لتنظيم (داعش) الإرهابي في الأراضي السورية، بينما قدم الملك عبدالله الثاني التعازي لأسرة وذوي وعشيرة الطيار النقيب معاذ الكساسبة.
وبينما حلّ الملك عبدالله الثاني في بيت عزاء الكساسبة، الخميس، قامت طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بالتحليق فوق بيت العزاء في بلدة عيّ بمحافظة الكرك الجنوبية، تحية لروح الطيار.
وحسب مصادر أردنية، فإن العاهل الأردني ابلغ والد الطيار معاذ الكساسبة ظهر الخميس أن 30 غارة شنتها اسراب من قوات المسلحة الاردنية - الجيش العربي على تنظيم داعش الارهابي، يوم الخميس.
وقال الكساسبة في تصريحات صحيفة أن سرباً من سلاح الجو الملكي شنّ هجوماً على مراكز ومقار تابعة للتنظيم الارهابي، مشيرا الى أنه سيسمع أصوات هذه المقاتلات الآن تحلق في السماء.
وكان والد الطيار يتحدث أمام الملك في مقر ديوان عشائر الكساسبة، قبل أن تحلق الطائرات الحربية الاردنية في سماء لواء عي مسقط رأس الشهيد حيث قطع حديثه الحاج صافي الكساسبة وقال "هذه الطائرات عادت للتو من الرقة.
ومن جهته، قال العاهل الأردني إن الشهيد الكساسبة انضم إلى نخبة من شهداء رفاق السلاح، ممن قضوا في سبيل الدفاع عن الأردن العزيز ورسالة الإسلام والإنسانية.
وأكد أن نشامى الجيش العربي المصطفوي يفخرون بالشهيد الطيار الكساسبة، الذي سيبقى اسمه محفوراً بكل فخر في سفر الوطن وقلوب أبنائه، مشدداً جلالته أن الحرب على الإرهاب مستمرة دفاعاً عن ديننا الحنيف ووطنا الغالي وشعبنا العزيز.
وقدم واجب العزاء، بمعية الملك، الأمير فيصل بن الحسين، ورئيس الوزراء، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشارالملك للشؤون العسكرية، رئيس هيئة الأركان المشتركة، ومستشار الملك لشؤون الأمن القومي، مدير المخابرات العامة، ومدير مكتب الملك، ومستشار الملك لشؤون العشائر، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.
وقدمت الملكة رانيا العبدالله من جانبها واجب العزاء بالشهيد البطل معاذ الكساسبة وذلك خلال زيارة قامت بها الى بلدة عي.
واعربت الملكة عن مواستها لوالدة الشهيد البطل ولزوجته واخواته، مؤكدة ان الشهيد معاذ سيبقى في قلوب وذاكرة كل الاردنيين ابنا وأخا وبطلا قدم حياته فداء لوطنه ودينه.

كلمة والد معاذ
وأكد صافي الكساسبة، والد الشهيد الطيار البطل، وأسرته وذووه وعشيرته، أن زيارة قائد الوطن ومواساته لهم، تجسد الوقفة الكبيرة والمقدرة لجلالته، وجميع أبناء الوطن، إلى جانبهم منذ اللحظة الأولى لسقوط طائرة الشهيد رحمه الله.
ولفتوا إلى أنهم، كما الأردنيين جميعاً، في خندقٍ واحد وصفٍ متماسك، ملتفون حول القيادة الهاشمية، في كل ما فيه مصلحة الوطن وحمايته والذود عنه، وأن الشهيد الكساسبة، الذي اختار الانتساب إلى مؤسسة الجيش العربي ونسر مقاتل في صفوفه، استشهد شامخاً مظفرا في سبيل حمل رسالة دينه الحنيف والدفاع عن وطنه.
وألقى والد الطيار كلمة أمام الملك، قال فيها "أدامك الله يا سيدي تاجاً على رؤسنا، ملكاً وقائداً ملهما، وذائداً عن هذا الحمى بعد الله، بك نلوذ ونحتمي، وبعد الله اليك نرنوا متوسمين خطاك في الحفاظ على تراب الوطن الذي ما نمنا يوماً ولا سهونا لحظة عن صونه، وتقديم الأرواح إفتداءً له".
وقال مخاطباً الملك: "قدرنا يا مولاي في هذا الوطن الكبير أن نجعل من أنفسنا وأبنائنا مشاريع شهادة جاهزين قابضين على الزند للذود عنه، وقدمنا كواكب الشهداء على تراب فلسطين وأسوار القدس، ابتداءً من قيام الثورة العربية الكبرى، مروراً بنشأة وقيام الدولة الأردنية، إلى أن وصلت أسماء قافلة الشهداء إلى ابنكم النسر معاذ".
وأكد "أن عزاء كل الأردنيين لك يا سيدي وللأسرة الهاشمية وللقوات المسلحة على اختلاف تشكيلاتها ومواقعها، وبالأخص منها سلاح الجو الملكي الأردني بجميع تشكيلاته".
وفي الختام، خاطب والد الطيار الشهيد الأردنيين "هذا الوطن أمانة في عنق كل واحد منكم، وأبني معاذ هو واحد منكم، ولكم العهد منه وأبناء عمومته أن نكون جاهزين للذود عن هذا الوطن العزيز، وللبطل معاذ منكم أنتم الوفاء أن تبروا بالقسم بأن تسيروا جميعاً على دربه، جنداً لله ولرسوله وللإسلام وللقيادة الهاشمية المظفرة".

&