أعلنت محافظات يمنية قطيعة مع صنعاء، ومع أي سلطة قد تنشأ من الانقلاب، ما يجعل الحوثيين محاصرين بإعلانهم الدستوري، الذي أعلنوه من جانب واحد، ويحاولون فرضه على الشعب اليمني.
إيلاف - متابعة: يتجه الحوثيون نحو المزيد من العزلة الداخلية بسبب إعلانهم الدستوري المتفرد بالسلطة في اليمن، إذ أعلنت أقاليم وأحزاب ومنظمات من المجتمع المدني وشخصيات معارضة في داخل اليمن وخارجه أن هذا الإعلان الدستوري عملية انقلابية انفرادية غير شرعية، ما وسع دائرة رفض الإعلان الحوثي وقرارات ما بعد استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الحكومة خالد بحاح.
فك ارتباط
رفضت سبع محافظات يمنية إعلان أنصار الله. وقال بيان صادر من المحافظات الجنوبية والشرقية إن "إعلان الحوثيين الإنقلاب على الدولة والشرعية الدستورية، لا نعترف به ولا نتعامل معه، وذلك بعد اجتماع سلطات محلية وتنفيذية في عدن ولحج وأبين، وقيادات عسكرية وأمنية في المنطقة العسكرية اليمنية الرابعة، وبعد التشاور والاتصال مع محافظي الضالع وشبوة وحضرموت وسقطرى".
قال البيان: "الانقلاب الذي قاده الحوثي على الدولة وعلى مخرجات الحوار وعلى مسودة دستور الدولة الاتحادية وعلى اتفاق السلم والشراكة يعدّ مرفوضًا شعبيًا على كل المستويات الوطنية اليمنية، ناهيك عن مخالفته الأعراف والمواثيق العربية والعالمية، وعليه السلطات المحلية في المحافظات ستظل في حالة انعقاد دائم والتواصل مع بقية المحافظات اليمنية الرافضة للانقلاب الحوثي، وتحيّي في الوقت نفسه كل أطياف المجتمع السياسي والفكري والنقابي والحزبي والشبابي والنسوي، الذين أدانوا هذا الانقلاب في كل من محافظات تعز ومأرب وصنعاء والحديدة".
وأدان البيان استمرار حصار هادي وبحاح والوزراء والمسؤولين في حكومة الكفاءات.
لا تعامل مع الانقلاب
أوقف عبدالعزيز بن حبتور، محافظ عدن، التعامل مع الإعلان الدستوري الحوثي، وقال في تصريح إعلامي: "لن نتعامل مع سلطة انقلابية استولت على السلطة، ونحن في المجلس المحلي والتنفيذي والسلطات المحلية لأربع محافظات جنوبية، والتي يطلق عليها إقليم عدن، ويضم محافظة لحج والضالع وأبين، على تنسيق دائم وسنعمل على إدارة هذه المحافظات بعيدًا عن تأثيرات السلطة الانقلابية في صنعاء".
كما أكد أن المؤسسات والهيئات الحكومية في المحافظات الأربع، ومنها عدن، ستتلقى الأوامر من قيادة المنطقة العسكرية الرابعة التي تتخذ من عدن مقرًا لها، "ولدينا أجهزة أمنية وعسكرية ولجان شعبية قاتلت القاعدة خلال السنوات الماضية، وهي من ستحمي المقار الحكومية والمؤسسات التابعة للدولة".
ندير أمورنا بأنفسنا
اعتبر أحمد باحاج، محافظ شبوة، أن ما يحدث في صنعاء لا يعني أبناء شبوة، "لأن المحافظة تدير نفسها بنفسها، ولا تستلم التوجيهات من صنعاء، من خلال السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية، بالتنسيق والتعاون مع الشخصيات الاجتماعية وقيادات في الحراك الجنوبي والفعاليات السياسية".
وأعلنت قيادات السلطة المحلية والمجلس المحلي وأعضاء المكتب التنفيذي في محافظة شبوة رفضها التام لإعلان الحوثي، معتبرين أنه إعلان انقلابي ضد الشرعية الدستورية وثورتي سبتمبر وأكتوبر والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة ومحاولة بائسة للعودة بالتاريخ إلى الخلف، مؤكدين أن الإعلان لا يعنيهم بشيء وأنه محاولة من معلنيه لإغراق البلاد في مستنقع الفوضى. كما أقروا تكليف السلطة المحلية باتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لما من شأنه حفظ أمن واستقرار المحافظة.
السلطة المحلية مرجعيتنا
أعلن المجلس المحلي في محافظة حضرموت أن السلطة المحلية في المحافظة هي المرجعية والمصدر الوحيد لكل السلطات في الوقت الراهن. وأقر المجلس المحلي تشكيل "المجلس التنسيقي الأعلى"، برئاسة محافظ المحافظة، وعضوية أعضاء المجلس المحلي في المحافظة وأعضاء كتلتي حضرموت في مجلسي النواب والشورى، ووكلاء المحافظة، والوكلاء المساعدين.
ويتولى هذا المجلس مساعدة قيادة المحافظة في مهامها خلال هذه المرحلة، في ابتعاد اختياري عن السلطة في عمان، التي تعتبر مصادرة من الحوثيين، بعد الإعلان الدستوري.
لا صلة لنا بصنعاء المحتلة
في إقليم سبأ، الذي يمد اليمن بنحو 80 بالمئة من ميزانية الدولة، ويحوي أكبر مخزون نفطي يمني، قال الناطق باسم قبائل مأرب الشيخ صالح الأنجف إن القبائل ترفض بشكل كامل الإعلان الدستوري الجديد لجماعة الحوثي، ودعا القبائل اليمنية إلى الوقوف في وجه تحركات جماعة الحوثي وممارساتها.
ونقلت التقارير عن مسؤول محلي في محافظة مأرب قوله: "أبناء إقليم سبأ، ويضم مأرب والجوف والبيضاء، يرفضون الإعلان الدستوري الذي أعلنته جماعة الحوثي، ويعتبرونه انقلابًا على شرعية الدولة، ويتولون بأنفسهم إدارة شؤونهم، حتى تعود القيادة اليمنية إلى أصحابها الأصليين، إلى الرئيس هادي ورئيس حكومته بحاح، وحتى ذلك الوقت، لا صلة لنا بأي قرار تتخذه الجماعة التي تحتل صنعاء وتصادر القرار الشرعي".
نريد حكمنا الذاتي
في الحديدة، عاصمة إقليم تهامة، تستمر التظاهرات الاحتجاجية من شباب الثورة والحراك التهامي تنديدًا بالانقلاب الطائفي الذي ينفذه الحوثيون على الاتفاقيات الوطنية، معلنة كل من شارك ويشارك في المؤامرة الدنيئة والانقلابية من أبناء تهامة شخصًا موتورًا".
وكان الحراك الجنوبي بارك الدولة الاتحادية المكونة من أقاليم خمسة، وعدّ اقليم آزال محتلًا من عصابة الحوثي المسلحة، مؤكدًا تمسكه بحق أبناء تهامة الشرعي في الحكم الذاتي المستقل لإقليم تهامة التاريخي، مبتعدًا اليوم عن أي سلطة نشأت أو قد تنشأ من الإعلان الدستوري الانقلابي.
خطرة وأحادية
وصف اللقاء المشترك في محافظة تعز إعلان الحوثي وخطواته بـ "الخطرة والأحادية"، وبأنها "انقلاب كامل على الشرعية"، رافضًا التعاون مع أي سلطة تنشأ عن الانقلابيين، ومعلنًا الابتعاد عن صنعاء حتى تعود الأمور إلى نصابها الشرعي، مع الدعم الكامل للسلطة المحلية، ومطالبتها بالاستمرار في موقفها الوطني استجابة لأبناء المحافظة والمصلحة الوطنية وقيم الجمهورية وحماية للمشروع الوطني في اليمن.
وفي محافظة إب، خرج المواطنون غاضبون يطالبون بخروج الحوثيين من أجزاء المحافظة التي تسيطر عليها&الجماعة، وبإعلان القطيعة مع صنعاء.
&
التعليقات