هاجم وليد المعلم، وزير خارجية النظام السوري، الأردن اليوم متهمًا إياه بأنه جزء من عملية إرسال "الإرهابيين" عبر حدوده إلى سوريا بعد تدريبهم في معسكرات داخل أراضيه، بإشراف الولايات المتحدة الأميركية.
بهية مارديني: قال وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البلاروسي فلاديمير ماكيه: "سوريا أدانت الجريمة الإرهابية التي حصلت للطيار الأردني معاذ الكساسبة، ووجهت دعوة إلى الحكومة الأردنية للتنسيق معها لمكافحة الإرهاب، رغم معرفتها المسبقة بأن الأردن لا يملك قرارًا مستقلًا لاتخاذ مثل هذا القرار".
وكان نائب وزير خارجية النظام فيصل المقداد، ووزير اعلامه عمران الزعبي، اتهما الأردن أيضًا بأنه يؤوي الإرهابيين ويدربهم, واعتبرا أن دمشق مارست أقصى درجات ضبط النفس حيال هذه المسألة.
وقال الزعبي: "عمّان ترسل مقاتلاتها إلى شمال سوريا لتقتل الارهابيين فيما تؤوي الارهابيين على حدودها في الجنوب".
ويرى محللون أن سبب هجوم النظام السوري على الأردن شعوره بالخطر القريب المحدق به&من ناحية الجنوب، حيث الخطورة الوحيدة الحقيقية ضده، بعد سلسلة المكاسب التي حققها الجيش الحر في درعا، على الطريق نحو دمشق.
بوابة دمشق
وتوقع الكاتب والاعلامي عبد الرحمن الراشد في مقال له في "الشرق الاوسط": "في لحظة لاحقة قد نرى قوات أردنية تضطر، رغمًا عنها، للانخراط في تقرير الوضع في سوريا، وترجيح كفة فريق ضد آخر. وليس سرًا أن الجيش السوري الحر المعارض يتجمع في شمال الأردن، أعني داخل الحدود السورية الجنوبية، ويسيطر بشكل شبه كامل على تلك المناطق، لكنه لا يشكل بعد قوة مسلحة تسليحًا نوعيًا كافيا للاستيلاء على العاصمة دمشق، التي لا تبعد عن درعا سوى مائة كيلومتر، أو ساعة بالسيارة".
اضاف: "لو أن الأردن، وخلفه مجموعة الدول المؤيدة للجيش الحر، قرر سابقًا المخاطرة بتمكين الجيش الحر من فتح دمشق، لربما ما وصلنا إلى هذه المرحلة المعقدة والخطرة، بظهور تنظيمات إرهابية صارت اليوم أعظم خطر يواجه العالم".
وتساءل: "فهل يستطيع الأردن، وكذلك السعودية والعراق وبقية دول المنطقة، تحمل إفرازات الأزمة السورية بتنظيماتها الإرهابية، ونظامها الإجرامي، لعشر سنوات مقبلة؟ هل يمكن الركون فقط على الجبهة الشمالية، المحاذية لتركيا، التي تتسيدها "جبهة النصرة"، التنظيم الإرهابي الآخر؟ هذا يجعل الأردن بوابة شبه وحيدة".
لا نسمح
في المؤتمر الصحافي نفسه، قال المعلم: "لا نسمح لأحد بخرق سيادتنا الوطنية، ولسنا بحاجة لقوات برية كي تدخل لتحارب داعش، الجيش العربي السوري يقوم بكل بسالة بهذه المهمة".
وعن مساعي المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي يزور دمشق غدًا، قال المعلم: "مبادرة دي ميستورا انصبت على مدينة حلب وليس على الريف الحلبي، وترحيبنا يأتي رغبة في إنجاز اتفاق يحقق وحدة حلب واستقرارها وإعادتها إلى الحياة الطبيعية".
وعن المساعدات الإنسانية، أكد: "تعاونا مع المنظمات الدولية، ونسعى إلى التأكيد على ضرورة عدم تسييس المعونات، وفي أية منطقة تحتاج نبذل أقصى جهد لإدخال المساعدات إليها". واعتبر أن في منتدى موسكو أولوية سوريا هي مكافحة الإرهاب وإجراء المصالحات المحلية كوسيلة للوصول إلى الحل السياسي".
وشدد على&أن سوريا تستجيب لكل مبادرة تقوم على أولوية تجفيف منابع الإرهاب وتؤكد على الحوار السوري السوري، شاكرًا من سماهم بالأصدقاء الروس لعرض لقاء موسكو، "فما فعلته روسيا فشل الغرب في فعله ونحن مصممون على متابعة هذه الجهود وصولًا إلى حوار سوري سوري في دمشق".
&
التعليقات