كانو: اجتاح مئات من عناصر جماعة بوكو حرام الاسلامية النيجيرية صباح السبت مدينة غومبي في شمال شرق نيجيريا لبعض الوقت من دون مواجهة اي مقاومة عسكرية ودعوا الى مقاطعة الانتخابات العامة المرتقبة في نهاية اذار/مارس.

من جهته، طلب الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" مساعدة الاميركيين لمحاربة اسلاميي جماعة بوكو حرام. واكد السكان ان المهاجمين انسحبوا لاحقا من المدينة واقتحموا منطقة اخرى على بعد نحو 40 كلم حيث احرقوا المنازل. ودفع ذلك بحاكم الولاية الى فرض حظر تجول في المدينة على مدار الساعة.

وقال شهود عيان ان المسلحين الاسلاميين اقتحموا المدينة عند الساعة التاسعة صباحا (08,00 توقيت غرينتش) وتقدموا من دون ان يواجهوا اي مقاومة من قبل القوات الامنية.
واطلق المسلحون نيران الاسلحة الثقيلة والقوا منشورات تطلب من السكان عدم المشاركة في الانتخابات. وقال تاسكان ان طائرة عسكرية حلقت فوق المدينة لكن من دون التدخل ضد الاسلاميين.

وقال الرئيس جوناثان في حديثه مع وول ستريت جورنال "الا يحاربون تنظيم الدولة الاسلامية؟ لماذا لا يأتون الى نيجيريا؟". واضاف ان "الاميركيين اصدقاؤنا. اذا واجهت نيجيريا مشكلة اتوقع من الولايات المتحدة التدخل لمساعدتنا".

وتاتي تصريحات جوناثان بعد اشهر من التوسع العسكري لبوكو حرام الى شمال شرق البلاد التي تكثف هجماتها من دون ان تواجه اي مقاومة حقيقية من الجيش النيجيري. الا ان المتحدث باسم البنتاغون الاميرال جون كيربي اعلن خلال مؤتمر صحافي الجمعة عدم وجود خطة حاليا لارسال جنود الى نيجيريا.

وقال للصحافيين "ليس هناك في الوقت الحاضر اي مشروع لارسال او اضافة عدد الجنود الاميركيين في نيجيريا". واوضح المسؤول ان الولايات المتحدة تنوي المشاركة في تشكيل قوة افريقية متعددة الجنسيات لمحاربة بوكو حرام. وقال "لقد بدأت المباحثات للتو". واشار الشاهد كبيرو ناغواندو الى ان طائرة مقاتلة نيجيرية حلقت في الاجواء من دون ان تتدخل ضد المتمردين. ولفت الى ان السكان تلقوا تحذيرات سابقة لاخلاء غومبي، التي تعرضت لعدة هجمات من قبل مقاتلي الجماعة المتطرفة. ولم يتضح ما اذا سقط قتلى او جرحى.

وروى ناغواندو الذي يعيش بالقرب من قاعدة عسكرية في المدينة "تلقيت اتصالات من اصدقاء في كوادام التي تبعد خمسة كيلومترات، يحذرونني من ضرورة مغادرة المدينة لان مقاتلي بوكو حرام في طريقهم اليها". وتابع "اخليت منزلي قبل وصولهم الى المدينة، وانا سعيد بذلك لانه وفقا للمعلومات التي وصلتني فقد سيطروا على الحواجز العسكرية".

ودعت الجماعة السكان الى مقاطعة الانتخابات التي كان من المفترض تنظيمها السبت ولكن تم تأجيلها الى 28 آذار/مارس. وجاء في تحذير بوكو حرام "على كل مسلم ان لا يقترب من مراكز الاقتراع لاننا سنهاجمها".& وقال السكان ان المسلحين الذين كانوا يرتدون الزي العسكري هاجموا المدينة في 30 عربة والعديد من الدراجات النارية، وانسحبوا منها لاحقا دون ان يلقوا اية مقاومة.

وصرح بيلو جاتاو احد السكان ان المسلحين "خرجوا من المدينة بارادتهم، وهم حاليا في بلدة داكين-كوا" التي تبعد 40 كلم. واضاف ان السكان الفارين من بلدة داكين-كوا يلجأون الى التلال حيث يشاهدون مسلحي بوكو حرام يحرقون منازلهم. وتردد ان الجنود يقومون بدوريات في شوارع غومبي ويطلقون النار عشوائيا عقب انسحاب المسلحين.

وقال صحافي في المدينة "الرصاص يتطاير في كل مكان. الجنود يطلقون النار عشوائيا. واخترقت احدى الطلقات مطبخي، ولكن لحسن الحظ كنت مختبئا في غرفة النوم".
وتعرضت غومبي لهجمات انتحارية عدة واعتداءات اخرى من قبل التنظيم المتطرف خلال ست سنوات من التمرد في شمال شرق نيجيريا. ومنذ اسبوعين، فجر انتحاريان نفسيهما خارج استاد في المدينة بعد دقائق على مغادرة الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الذي القى خطابا في اطار حملته الانتخابية. واسفر التفجير عن وقوع عدد من الجرحى.

وفي شباط/فبراير 2012، شنت بوكو حرام هجومها الاول في المدينة ضد مركز للشرطة وقتلت 14 شخصا، فيما صدت قوات الجيش هجوما آخر ضد سجن قريب. وقال سكان محليون قبل هجوم السبت ان المسلحين اقاموا معسكرا في قرية هاني على بعد 36& كلم من غومبي حيث ابلغوا السكان المحليين انهم في طريقهم الى احتلال مكتب المحافظ في المدينة.

وصرح مصطفى بابا احد السكان لوكالة فرانس برس ان "المسلحين جاؤوا عند نحو الساعة السادسة صباحا (05,00 ت غ) واستولوا على حاجز عسكري كان الجنود قد هجروه الخميس". واضاف ان المسلحين فروا من غابة غالدا في ولاية يوبي المجاورة عقب هجوم شنه الجيش النيجيري على معسكرهم.

وشن الجيش النيجيري في الاسبوع الماضي هجوما بريا وجويا ضد معسكرات بوكو حرام في غابة غالدا حيث يعتقد ان الاسلاميين كانوا يخططون لشن هجمات في تلك المنطقة. وفي الاسابيع القليلة الماضية، صعدت بوكو حرام هجومها داخل نيجيريا وعلى البلدات الحدودية في الدول المجاورة ما اجبر نيجيريا على تاجيل الانتخابات.

والجمعة هاجم مسلحو بوكو حرام تشاد لاول مرة واستهدفوا قرية على ساحل بحيرة تشاد. واعتبر الهجوم تصعيدا جديدا في الحملة التي تشنها الجماعة منذ ست سنوات لاقامة خلافة اسلامية متشددة في شمال شرق نيجيريا التي لها حدود مشتركة مع الكاميرون وتشاد والنيجر.

وشنت كل من نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر هذا الشهر عمليات مشتركة غير مسبوقة للقضاء على الاسلاميين المتطرفين. واسفر تمرد بوكو حرام في نيجيريا وقمعه عن سقوط اكثر من 13 الف قتيل ونزوح 1,5 مليون شخص في البلاد منذ 2009.