مع تأكيد الشرطة البريطانية أنها تواصل التنسيق مع أنقرة في شأن الفتيات الهاربات الثلاث اللواتي وصلن إلى سوريا، قال تقرير نشر في لندن، إنه "حان الوقت لأن تقرر تركيا إذا كانت حليفًا أم عدوًا".

نصر المجالي: يقول تقرير نشر في بريطانيا إن تركيا أصبحت حليفًا غامضاً للتحالف الغربي ضد تنظيم (داعش)، ففي الوقت الذي تؤكد فيه مراراً دعمها ومشاركتها في استهداف وملاحقة عناصر التنظيم المتشدد، فإن تصرفاتها في ما يتعلق باستخدام أراضيها كمنفذ رئيسي للمتشددين الآتين من كل أنحاء العالم للإنضمام للتنظيم، تشير إلى أن ما ينقصها فقط وضع علامات إرشاد في المطار تكتب عليها "الطريق إلى الحرب المقدسة من هنا".

وكانت السلطات التركية أكدت في وقت سابق من الأسبوع الجاري، تعاون أجهزتها الأمنية والاستخباراتية مع نظيرتها في المملكة المتحدة، للبحث عن المراهقات البريطانيات، بحسب ما أكد إبراهيم كالين، المتحدث باسم مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأضاف تقرير صحيفة (التايمز) اللندنية، الأربعاء، انه لا يخفى على أحد أن لتركيا هدفين رئيسين واضحين، هما الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وقمع الأكراد حتى لا يأتي اليوم الذي يمكنهم فيه اقامة دولة مستقلة ومنفصلة، وهو ما يجعل من الحفاظ على تنظيم الدولة أحد الوسائل التي قد تساعد أنقرة في الوصول لهدفيها، فمن ناحية ضربات التحالف للتنظيم تنقص شرعية الأسد، ومن ناحية أخرى ينشغل الأكراد بالحرب مع التنظيم.

وتدعو الصحيفة الغرب إلى التعامل بحذر مع التحالف مع تركيا في ما يتعلق بحربه ضد التنظيم المتشدد الذي تتعامل معه أنقرة على أنه وسيلة لتحقيق أهدافها قبل أن يكون عدوًا.

الفتيات في سوريا

وكانت الشرطة البريطانية قالت&الثلاثاء&إن الفتيات البريطانيات الثلاث اللواتي هربن إلى تركيا، ويعتقد أنهن كنّ ينوين الالتحاق بتنظيم "داعش"، قد وصلن فعلا إلى سوريا.

وكانت الفتيات الثلاث، أميرة عباس (15 عامًا) وشميمة بيكوم (15 عاًما) وخديجة سلطان (16 عامًا) قد غادرن بريطانيا في السابع عشر من الشهر الحالي في طريقهن إلى اسطنبول.

وقالت الشرطة في تصريح أصدرته اليوم الثلاثاء، "هناك أسباب تدعو الضباط الذين يقودون عملية التحقيق في هروب الفتيات الثلاث إلى الاعتقاد أنهن غادرن الأراضي التركية ووصلن إلى الأراضي السورية".

وكانت قصة الفتيات الثلاث قد أثارت قلقاً واسع النطاق في بريطانيا، ودفعت رئيس الحكومة ديفيد كاميرون إلى الطلب من الشركات التي تدير وسائل التواصل الاجتماعي في الانترنت أن تبذل المزيد من الجهود للتصدي للتطرف، وقال إن الفتيات قد اعتنقن الأفكار المتطرفة "وهنّ في غرف نومهن".

وقال أيضاً إنه ينبغي على شركات الطيران اعتماد أنظمة جديدة للتحقق من الأطفال الذين يسافرون منفردين.