يزور الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي مصر اليوم، ويلتقي بالرئيس عبد الفتاح السيسي، في إطار تعميق العلاقات بين البلدين، والتحضير للمؤتمر الإقتصادي الدولي لدعم مصر. وكان السيسي في استقبال بن زايد في مطار القاهرة.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: في إطار توطيد العلاقات بين البلدين، زار ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد مصر، حيث كان الرئيس عبد الفتاح السيسي في استقباله في مطار القاهرة.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، إن السيسي وبن زايد سوف يبحثان "آخر استعدادات مصر للمؤتمر الاقتصادي وتطوير العلاقات الثنائية، وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة في كل من سوريا والعراق واليمن، والتعاون بين البلدين لمكافحة الإرهاب والمنظمات والجماعات الإرهابية في المنطقة".
وتشهد العلاقات بين مصر والامارات ازدهاراً واضحاً في أعقاب حالة من الفتور والتوتر أثناء حكم جماعة الإخوان المسلمين، التي شهدت هجوماً شديداً من أقطاب الجماعة ضد الإمارات، بسبب إيواء أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، ووجه الإخوان إتهامات للإمارات بتدبير مؤامرة ضد نظام حكم محمد مرسي.&
وبعد عزل مرسي عادت العلاقات بين مصر والإمارات إلى سابق عهدها، وشهدت إزدهاراً أكثر من ذي قبل، منذ أن كان عبد الفتاح السيسي وزيراً للدفاع، وحتى توليه الرئاسة. ويرتبط السيسي ومحمد بن زايد بعلاقات قوية، أساسها هو خدمة دولتي مصر والإمارات، وابعاد شبح التقسيم والحرب الأهلية عن دول المنطقة.
تأتي زيارة بن زايد قبل يومين من انعقاد المؤتمر الإقتصادي العالمي في مصر، والذي يهدف إلى دعم الإقتصاد المصري، وقال السفير جمال سعيد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ"إيلاف"، إن زيارة بن زايد تهدف إلى التنسيق مع مصر بشأن الدور الإماراتي في المؤتمر الإقتصادي وما بعده، مشيراً إلى أن مصر تعتمد بشكل أساسي على السعودية والإمارات في إنجاح المؤتمر وتدفق الإستثمارات إلى أراضيها، ونبّه إلى أن الدعم الإماراتي لمصر في هذه المرحلة مهم.
&
مشاركة الامارات
ومن المتوقع أن تشارك كبرى الشركات الإماراتية في المؤتمر الإقتصادي، ومنها مجموعة الفطيم، التي أعلنت أن "المؤتمر الاقتصادي ليس هدفًا في حد ذاته، وإنما المهم هو الإطلاع على المشروعات الإستثمارية الواعدة التي سيتم طرحها في المؤتمر، بهدف دفع عجلة الإنتاج، والتي تمثل بداية الإنطلاقة الحقيقية لنمو الاقتصاد المصري". وأعلنت الشركة أنها خصصت نحو 4.3 مليارات جنيه في ميزانية هذا العام، لتنفيذ مشروعات في مصر، منها بناء فندقين بطاقة 700 غرفة، و3 مشروعات اسكان، ومبنى إداري في مشروع كايرو فاستيفال بالقاهرة الجديدة.
ويشارك بنك الإمارات دبي الوطني، في المؤتمر الإقتصادي، وقالت سهر الدماطي، نائب العضو المنتدب للبنك إن المؤتمر "سيكون انطلاقة حقيقية للتنمية الاقتصادية في مصر"، مشيرة إلى أن "مؤشرات حضور المؤتمر جيدة وستشهد مصر طفرة اقتصادية عقب الانتهاء من المؤتمر الاقتصادي".

دعم اماراتي
وضخت الإمارات في شرايين الإقتصاد المصري، في أعقاب سقوط حكم الإخوان في (يوليو) تموز 2013 ، دعمًا بقيمة 4.9 مليارات دولار منها مليار دولار منحة لا ترد، ومليار دولار مواد بترولية. وشمل الدعم الإماراتي تنفيذ مشروعات في البنية التحتية، منها: بناء 25 صومعة لتخزين القمح والحبوب، وإنشاء 50 ألف وحدة سكنية في 18 محافظة، بالإضافة إلى إنشاء مائة &مدرسة، واستكمال مشروعات للصرف الصحي ومياه الشرب. وبلغ إجمالي الدعم الإماراتي ما يزيد على عشرة مليارات دولار أميركي، منذ ثورة 30 (يونيو) حزيران 2013، وحتى الآن.
ووفقاً لإحصائيات البنك المركزي المصري، فإن الإمارات تحتل المركز الأول من حيث الاستثمارات العربية المباشرة الموجودة في مصر، بقيمة 401.2 مليون دولار، قبل السعودية التي جاءت في المركز الثاني، باستثمارات تبلغ قيمتها 284.4 ملايين دولار. وتأتي الإمارات أيضاً في المركز الأول من حيث حجم التبادل التجاري المصري الخارجي، وتليها أميركا، ثم السعودية، ثم إيطاليا، ثم الصين على التوالي.
ويتوقع السيسي مشاركة قوية لكل من الإمارات والسعودية في المؤتمر الإقتصادي، وقال خلال افتتاح عدد من المشروعات منذ أيام، "أقدم الشكر والتقدير لكل الأشقاء العرب، وخاصة دولة الإمارات". وأضاف: "نتقدم بالشكر لدولة الإمارات ليس فقط على المساعدات بل على مواقفها المشرفة مع مصر".
وقال محمد بن زايد في تصريح له إن "موقف دولة الإمارات المساند والداعم لمصر، موقف تاريخي ثابت وليس وليد مرحلة معينة". وأضاف: "ما نقوم به يأتي في إطار الواجب ونعمل على دفع المشاريع في مصر بمساعدة التجار والمستثمرين وأبناء الوطن".
&
&