يقول جمال معروف قائد "جبهة ثوار سوريا" لـ"إيلاف" إن جبهة النصرة تعيش وضعا صعبا، مؤكدا أنها لا تلتزم كجل الاسلاميين والمتطرفين بالالتزامات التي توقعها مع الجيش السوري الحرّ، وأن اتفاقاتها "مرحلية لا غير".


بهية مارديني: أصبح من المألوف مطالعة أخبار عن معارك& بين الجيش الحر وجبهة النصرة تخلف قتلى وجرحى دون أسباب واضحة باستثناء ما يتردد عن أن تلك الاشتباكات تأتي على خلفية ما يقال إنها "اعتقالات بين الطرفين أو سيطرة على مقرات أحدهما".

وعادة ما تهدأ الصراعات في مكان ما بعد وساطات لتنفجر في مكان آخر، ما سبب احباطا لدى السوريين، وآخر تلك المعارك اندلعت من جديد على شكل اشتباكات عنيفة بين تنظيم جبهة النصرة ولواء شام الرسول مساء الاربعاء في بلدة بيت سحم في ريف دمشق الجنوبي.

يقول جمال معروف قائد "جبهة ثوار سوريا" في تصريح لـ"إيلاف" إنه "لا يمكن لجبهة النصرة أن تنفذ اي اتفاق مع الجيش الحر".

يضيف: "إن وقعت النصرة اي اتفاق فهذا يعني أنه مرحلي ولفترة وجيزة وان الجبهة في وضع صعب وغير مناسب، والامور تجري ضد مصلحتها وأنها تريد أن تلملم صفوفها".

يتابع: "لقد دخل علينا الاسلاميون باسم نصرة الثورة لكننا اكتشفنا لاحقا أنهم يريدون اجهاض الثورة مثلما دخلت الميليشيات الايرانية وحزب الله للوقوف مع بشار الاسد والقضاء على الثورة أيضا".

وحول المخاوف من خسارة الجيش الحر للقاعدة الشعبية بعد معاركه مع النصرة، أشار معروف الى أن "الناس فهمت اللعبة وعرفوا هدف القاعدة وهدف الاسلاميين وانهم يريدون احتلال البلاد والسيطرة عليها مثل الايرانيين والاسد".

وأكد أن "السوريين يثقون بالجيش الحر وهناك الكثير من التظاهرات في عدة أماكن لعودة الجيش الحر اليها".

وأكد مكتب دمشق الإعلامي أن الاشتباكات بين الطرفين في بلدة بيت سحم "أسفرت عن قتل وإصابة عدد من عناصر جبهة النصرة ولواء شام الرسول".

في غضون ذلك، بث ناشطون تسجيلاً قالوا إنه لقائد لواء شام الرسول المعروف باسم الدكتور "أبو عمار" اتهم فيه عناصر جبهة النصرة بأنهم خرجوا عن سواد المسلمين، وانهم لا يوفون بالعهد، وقال ان النصرة أرسلت إليه خبراً أكدت فيه أنها لن تهاجم لواء شام الرسول، إلا أنها قامت بمهاجمتهم وقتلت ثلاثة أشخاص عزّل.

جبهة النصرة أصدرت بياناً أيضا أكدّت فيه أنها ستدافع عن مقراتها ضد أي هجوم تتعرض له، في حين أصدر تجمع قوى الإصلاح الذي يضم لواء شام الرسول، وكتائب أكناف بيت المقدس، وجيش الأبابيل، بياناً طالب فيه جبهة النصرة أن تسحب مجموعاتها من بيت سحم إلى معقلها الرئيس في مخيم اليرموك.

وكانت جبهة النصرة أطلقت سراح عناصر من لواء شام الرسول الأسرى لديها، مقابل سماح الأخير بانسحاب عناصر جبهة النصرة المحاصرين في مناطق سيطرة اللواء، وذلك بعد مفاوضات بواسطة جيش الإسلام في ببيلا جنوب العاصمة دمشق.

وسلمت جبهة النصرة أسراها من لواء شام الرسول والذين كانت قد اعتقلتهم قبل أيام، ثم سمح الجيش الحر بانسحاب أكثر من 30 عنصراً من النصرة كانوا محاصرين داخل عدّة أبنية في المربع الأمني للواء شام الرسول في منطقة البوقية في بلدة ببيلا.

وأكدت صفحات إعلامية لبلدة ببيلا أن قائد لواء شام الرسول الدكتور أبو عمّار "لم يكن أسيراً خلال الاشتباكات مع النصرة، بل كان متوارياً عن الأنظار ضمن أحد المباني التي سيطرت عليها النصرة، وأكدت معلومات أن أحد عناصر الحرس الشخصي لأبو عمار المعروف باسم أبو جواد لم يقتل كما وردت أنباء سابقة".

وكان المتحدث العسكري الرسمي باسم جيش الإسلام النقيب إسلام علوش تحدث عن محاولة جيش الإسلام في الإصلاح بين جبهة النصرة وشام الرسول بعد معارك راح ضحيتها انذاك أكثر من 15 قتيلا.

وأشار علوش الى أن فصائل الجيش الحر قبلت في النهاية الرضوخ للمحكمة الشرعية بعد رفضها، "بعكس جبهة النصرة التي تصر بشكل كبير على موقفها، والذي لم يؤت سعينا بنتيجة".

هل تنفك النصرة عن القاعدة؟

في سياق آخر، نشرت جبهة النصرة الأحد الماضي بياناً نفت فيه ما أوردته وكالة "رويترز " للأنباء عن صفقة مرتقبة بين دول خليجية والجبهة، تنفصل بموجبها النصرة عن القاعدة مقابل تلقي السلاح و التمويل.

وتوقع جمال معروف في حديثه مع "إيلاف" أن تنفك بالفعل عرى" جبهة النصرة والاسلاميون في الايام القادمة".

وقال إن ذلك سيحصل عند عودة "الجهاديين" الى بلادهم تحت ضغوط شتى".

يضيف: "الشرفاء السوريون أولاد البلد سيعودون الى الجيش الحر لكن الأمر يحتاج الى وقت وسنخسر الكثير من الشهداء".

ولكن جبهة النصرة قالت في بيانها إنها "فوجئت قيادةً وأفرادًا بكم الأكاذيب والتلفيقات التي احتواها الخبر، والتي لا أساس لها من الصحة بتاتًا، بالإضافة إلى التناقضات التي ملأت الخبر، فتارة يصفون النصرة بالضعف والتشرذم وفرار القادة والمقاتلين، وتارة يصفونها& بالنفوذ والسيطرة والقدرة على حل الجماعات الأخرى".

وأضافت أن "محرري الخبر اكتفوا بقولهم: "قالت مصادر"، ولا غرابة في ذلك حيث تم تحرير الخبر في لبنان والدوحة بمنأى عن الساحة الشامية ومراسلي الميدان، بينما لم تكلف رويترز نفسها أن تستفسر عما أوردت من أخبار من مصادر جبهة النصرة المعروفة على الأرض -اسمًا ورسمًا- والتي يعلمها جميع المراسلين الميدانيين ويستقون منها أخبارهم".

ودعا البيان" وسائل الإعلام أن تتحلى بالمهنية وتتحرى الدقة والمصداقية فيما تورده من أخبار، وأن تعتذر عما احتوى تقريرها، وأن تستقي الخبر من مصادره المعروفة بعيدًا عن أقبية ودهاليز المخابرات، فإن شعوب المنطقة لم تعد مثل هذه الأخبار تنطلي عليها، وبات فضاء الإنترنت المفتوح مصدرًا هامًا لكل من أراد الحقيقة وبحث عنها، ولم يعد من السهل تشكيل عقلية المتابعين والتحكم بها من خلال وسائل الإعلام الموجَّهة في ظل ثورة المعلومات الرقمية الحالية وهيمنة مواقع التواصل الاجتماعي وانتشارها".