دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني، مواطني المحافظات السنية في الأنبار وصلاح الدين والموصل، إلى مساهمة اكبر في تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" ورفض رفع صوره في ساحات القتال والمناطق المحررة، مطالبًا بازالتها، وشدد على ضرورة عدم رفع أي أعلام غير علم العراق في جبهات القتال.


لندن: قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، معتمد المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني، خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم، وتابعتها "إيلاف"، إن الانتصارات المهمة التي تحققها حاليًا القوات المسلحة والشرطة الاتحادية والمتطوعون وأبناء العشائر في محافظتي الانبار وصلاح الدين توجب تقدير جميع من ساهموا فيها، لكنها تتطلب مشاركة اكبر من ابناء هاتين المحافظتين في معاركهما، لأنهم الأكثر تضررًا من جرائم الإرهاب، وهو ما يتطلب مساهمتهم الواسعة في تحريرها.
&
وأشار الى أن هناك بعض الجهات التي لم يسمها، تحاول أن تزرع القلق والخوف والتوجس من إجراءات تتخذها القوات المقاتلة وخططها العسكرية، وهي مبالغ فيها لإعطاء فكرة عن قوة العدو، فعلى المقاتلين عدم الإهتمام بها والاستمرار بتحقيق الانتصارات بمهنية وتخطيط عسكري صحيح والتقدم لتحقيق النصر ضد عصابات داعش الارهابية.
وفي الثامن من الشهر الحالي، قال رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، صباح كرحوت إن "أكثر من 10 آلاف متطوع من أبناء العشائر في الأنبار أنهوا تدريباتهم وينتظرون تجهيزهم بالأسلحة لخوض معركة تحرير المحافظة من قبضة داعش"، مشيراً إلى أن الإنجاز العسكري في المحافظة رفع الروح المعنوية لدى أبنائها،" داعياً الحكومة المركزية وقوات التحالف الدولي إلى دعم أبناء الأنبار للتخلص من التنظيمات الإرهابية، وذلك يذكر أنه منذ بداية الشهر الحالي، فقد باشرت القوات العراقية هجومًا عسكريًا واسعًا بمشاركة 30 ألفًا من قوات الجيش والشرطة والفصائل المسلحة للمتطوعين، وأبناء العشائر السنية لطرد تنظيم"داعش" من محافظة صلاح الدين وتمهيد الطريق لوصول القوات العراقية إلى حدود محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، معقل التنظيم في العراق.
&
منع رفع صور السيستاني... ودعوة لإزالة الموجود منها
وشدد الكربلائي على ضرورة توحيد جميع الأطراف المشاركة في مقاتلة الإرهابيين لكلمتها وتحركها، وأن تكون مواجهتها للإرهاب تحت راية العراق وحده، وعدم رفع راياتها الخاصة لعدم إثارة الهواجس والمخاوف، في اشارة الى رفع المليشيات المساهمة في القتال لراياتها وشعاراتها الخاصة في ساحات المواجهة مع داعش. وأكد أن المرجع السيستاني لا يرضى برفع صوره في ساحات القتال وفي المناطق المحررة من داعش، ويجب ازالة الموجود منها هناك. واضاف أن الظروف الصعبة التي يواجهها العراق من معارك وتضحيات ضد الارهاب تتطلب توحيد الكلمة وتوجيه كل الامكانات الى المعركة الحالية ورعاية النازحين والجرحى وعائلات الشهداء .
وخلال الايام الاخيرة، بدأت المليشيات الشيعية المسلحة المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني بنشر صور المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، والراحل الخميني إلى جانب صور المرجع السيستاني في شوارع مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد)، التي تمت السيطرة على أجزاء منها، بعد استعادتها من تنظيم داعش.
&
القتال بين العشائر
واشار معتمد السيستاني، الى حالات مؤسفة تحصل حاليًا تتجسد في القتال بين العشائر العراقية في بعض المناطق (خاصة في جنوب البلاد)، وبشكل يبعث على الأسف ويؤكد عدم شعور المتورطين فيها بالمسؤولية الوطنية والشرعية واسترخاصهم للدماء المسالة من اجل تحقيق مكاسب تافهة. وطالب الحكومة بالتحرك لوقف هذه المصادمات، وتقديم المسؤولين عنها الى العدالة وبذل كل الجهود لايقاف هذه المصادمات التي وصفها بالعبثية.
وخلال اليومين الماضيين، حوّل الخلاف العشائري ناحية العدل جنوب مدينة العمارة، (320 كم جنوب شرق العاصمة بغداد)، إلى "ساحة حرب" يسودها الرعب، وجعل الأهالي يتصورون أن منطقتهم تعرضت لغزو خارجي نتيجة كثافة النيران التي أطلقت من مختلف أنواع الأسلحة، بدءاً من الرشاشات الخفيفة والمتوسطة إلى القناصات والقاذفات، ما أوقع الكثير من الضحايا بين قتيل أو جريح، ما جعل الأهالي يطالبون عشائر المنطقة الإسراع بتسوية الخلاف لـ"حقن الدماء وإشاعة السلام"، وفقاً للأعراف السائدة والقانون.
&
تخفيض مرتبات المبتعثين
واثار الشيخ الكربلائي خطورة تخفيض وزارة التعليم العالي لمرتبات ومخصصات الطلبة المبتعثين في الخارج، على أدائهم العلمي ومستقبلهم الذي ينتظره منهم العراق. وقال إن الوزارة مطالبة بوضع حل لهذه المشكلة، لأنها تتعلق بمستقبل الآلاف من الطلبة الذين سيقع على عاتقهم بناء البلد . وعبّر عن الامتعاض من بعض الظواهر التي تشهدها حاليًا الجامعات العراقية في اشارة الى بعض النشاطات الحزبية ودعا الطلاب الى احترام الادارات العلمية والجامعية والالتزام بتوجيهاتها .. كما طالب الاساتذة بمراعاة الضوابط الجامعية والالتزام بالضوابط العلمية والاداب العامة وعدم استغلال الجامعات لأهداف شخصية أو سياسية أو حزبية.
ويوم السبت الماضي، أكدت لجنة التعليم العالي النيابية إعادة النظر بالقرارات الخاصة بالطلبة المبتعثين وعدم تخفيض رواتبهم. وقال رئيس اللجنة &النائب شيركو ميرزا &إن "وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أصدرت قرارين في الثاني والعشرين من الشهر الماضي يتضمن خفض رواتب طلبة دراسات/ البكلوريوس و الماجستير والدكتوراه/ الى النصف، محذرًا من أن القرارين سيضران بأوضاع الطلبة المبتعثين خارج البلد، الامر الذي أثار قلقنا الشديد، بحسب قوله.
وقد وجه عدد من الطلبة المبتعثين للدراسات العليا في الخارج من الموظفين، اليوم، نداء إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين الشهرستاني للتأني بقرار تخفيض مستحقاتهم من المرتبات الشهرية إلى النصف تقريباً، مؤكدين أن هذا القرار في ما طبق سيعود عليهم بالضرر الكبير.
&