أكّدت هيلاري كلينتون الجمعة، على لسان محاميها، أن كل الرسائل التي تلقتها أو أرسلتها عبر بريدها الالكتروني الشخصي، حين كانت وزيرة للخارجية، تم تسليمها إلى أرشيف الوزارة أو جرى محوها، رافضة تلبية طلب جديد للجمهوريين في الكونغرس بشأن هذه المسألة. ما أثار استنكار الأخيرين ورأوا في المسألة فضيحة مصطنعة تستدعي طلبها للمثول مجددًا للمساءلة.


إيلاف - متابعة: كان رئيس اللجنة النيابية المكلفة التحقيق في الهجوم، الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي في 2011، النائب الجمهوري تري غودي أمهل الوزيرة السابقة، بموجب استدعاء، حتى الجمعة، لتسليم كل بريدها الالكتروني المتعلق بليبيا وبهجوم بنغازي، الذي راح ضحيته أربعة أميركيين، بينهم السفير.

تعاون منقوص
كما طلب غودي من الوزيرة السابقة الديموقراطية، التي يحتمل أن تعلن قريبًا ترشحها إلى الانتخابات الرئاسية في 2016، تسليم الخادم الخاص لبريدها إلى طرف ثالث مستقل، يتولى مهمة التحقق مما إذا كانت كل الرسائل ذات الطابع المهني قد سلمت فعلًا إلى وزارة الخارجية من أجل توثيقها. لكن كلينتون أرسلت الجمعة ردًا بواسطة محاميها ديفيد كيندال، رفضت فيه تلبية أي من هذين الطلبين الجمهوريين.

وكانت الوزيرة السابقة أقرّت خلال مؤتمر صحافي في 11 آذار/مارس بأنها استخدمت حسابًا بريديًا وحيدًا، يديره خادم خاص، حين كانت على رأس الدبلوماسية الأميركية بين كانون الثاني/يناير 2009 والأول من شباط/فبراير 2013.

واوضحت يومها انها قامت لاحقًا بعملية تصفية لكل الرسائل، التي وردت او ارسلت من هذا الحساب، بأن صنفتها بين رسائل تتعلق بأمورها الشخصية، وأخرى تتعلق بوظيفتها الرسمية، مشيرة الى ان الاخيرة، وعددها حوالى 30 الف رسالة، جرى تسليمها الى وزارة الخارجية لأرشفتها، بحسب ما يقتضيه القانون، في حين ان الرسائل الباقية، وعددها حوالى 32 الف رسالة، جرى محوها.

يومها أثار اعلان كلينتون هذا عاصفة انتقادات في اوساط الجمهوريين. والجمعة أرسل محامي كلينتون رسالة الى الجمهوريين، يبلغهم فيها ان موكلته تعتبر هذه القضية منتهية، لانها سبق وسلمت الحكومة كل الرسائل التي يمكن ان تكون مهمة في نظر لجنة بنغازي. وهناك حوالى 300 رسالة من هذه الرسائل تسلمتها اللجنة من وزارة الخارجية في شباط/فبراير.

كما رفضت كلينتون، بحسب رد محاميها، تسليم الخادم الخاص ببريدها الشخصي الى طرف ثالث، مبررة رفضها بأن هذا المطلب لا يستند الى اي اساس قانوني وبأنه، وبمعزل عن هذا الامر، فان اي رسالة سواء أرسلت من هذا الحساب او وردت اليه بين 2009 ومطلع 2013 لم يعد لها اي اثر على ذاك الخادم البريدي، ولا على اي نظام للحفظ التلقائي.

استنكارات: فضيحة مقصودة
وردا على الرسالة الجوابية لكلينتون، قال غودي في بيان "لقد تبلغنا اليوم بواسطة محاميها ان السيدة كلينتون قررت بشكل أحادي الجانب تنظيف خادم بريدها، ومحو كل الرسائل التي كانت موجودة على خادم بريدها الشخصي محوا دائما".

وندد النائب الجمهوري برد كلينتون هذا، واصفًا إياه بـ"غير المسبوق"، ومؤكدا ان الكونغرس سيستدعيها للمثول امامه لتوضيح هذه المسألة. اما في المقلب الآخر، فقد ندد الديموقراطيون بما اعتبروه فضيحة مصطنعة.

وقال النائب الديموقراطي ايلاجيا كامينغز "حان الوقت لأن تكف اللجنة عن هذا الاستعراض السياسي، وتبدأ بتسليم هذه الوثائق العامة، وتحديد موعد لجلسة الاستماع للسيدة كلينتون".

&