يواجه تنظيم داعش صعوبات في العراق وتلحق به الهزائم في تكريت، لكن ذلك لا يعني نهاية التنظيم، &فالقوات العراقية تدرك أن استرداد تكريت هو مجرد نصر صغير في حرب يتوقع أن تستمر لفترة طويلة.


&
القاهرة: بينما بدأت عناصر تنظيم "داعش" في الانسحاب من المدن والقرى العراقية التي سبق لها احتلالها، بالتزامن مع بدء ظهور حالة من السخط المتنامي بين أتباع التنظيم، فإن التوقعات التي تتحدث عن زوال التنظيم تبدو على الأرجح سابقة لأوانها.
&
فالطريق بين بغداد وتكريت ما يزال غاية في الخطورة، حيث ما زالت تُزرَع قنابل بامتداد الطريق ويتواجد القناصة بين الحين والآخر في بعض الأماكن القريبة، ويسير موكب وزير الداخلية، محمد الغبان، محصن بجنود مدججين بالسلاح، إلى تكريت التي توصف بكونها مدينة خط المواجهة ( وتقع على بعد 180 كلم شمال بغداد )، والتي أُجبِرَت عناصر تنظيم "داعش" على الخروج منها خلال الأيام القليلة الماضية.
&
مدينة أشباح
ولفتت في هذا السياق مجلة دير شبيغل الألمانية إلى أن مدينة تكريت التي كان يقطنها 260 ألف نسمة قد تحولت الآن إلى مدينة أشباح، والمشهد هناك الآن عبارة عن مركبات محترقة على جانبي الطريق، انقطاع للتيار الكهربي ودمار تام في أبراج تقوية شبكات الهواتف المحمولة. لكن المجلة أوضحت أن الأمور بدأت تتغير هناك خلال الآونة الأخيرة بعد رفع العلم العراقي مرة أخرى في ساحة العالم وعودة ظهور قوات الشرطة والجنود وأعضاء الميليشيات الشيعية في الشوارع الرئيسية.
&
نصر صغير
وأعقبت المجلة بقولها إن الأجواء هناك تبدو بهيجة والناس بودهم تصديق تصريحات وزير الداخلية التي تتحدث عن بدء تحسن الأوضاع، لكن الجنود يدركون أن استرداد تكريت هو مجرد نصر صغير في حرب يتوقع أن تستمر لفترة طويلة.
&
فهم يعلمون أن المدينة لم تُحرر بعد في واقع الأمر وأن هناك مجموعة صغيرة من مقاتلي تنظيم داعش وبصحبتهم رهائن مدنيين ما يزالوا متواجدين في وسط المدينة.&
ومضت دير شبيغل تؤكد أن العملية التي يتم تنفيذها في تكريت هي أكبر عملية عسكرية حتى الآن ضد تنظيم داعش، الذي استحوذ على مساحات كبيرة في العراق منذ العام الماضي، من دون أن يلقي أي مقاومة تذكر من قبل القوات الحكومية في الغالب.
&
هل هي بداية النهاية؟
ومع هذا، شددت المجلة على أنه من المبكر للغاية تفسير استرداد مناطق في تكريت على أنه بداية النهاية لتنظيم داعش، موضحة أن "الجهاديين" ما يزالوا عدوا لدودا وأن تراجعهم المؤقت من المدينة قد يكون مجرد خطوة تكتيكية ذكية هدفها ادخار المقاتلين والعتاد العسكري وتأجيج الصراع الدموي بين الشيعة والسنة.
&
ولم تغفل المجلة في هذا السياق الإشارة إلى أن عملية تحرير تكريت لم تتم بقيادة الجيش العراقي وإنما بواسطة الميليشيات الشيعية. ومع هذا فقد حرص وزير الداخلية العراقي على تحفيز قواته المتواجدة هناك بقوله لهم " هذه هي مجرد البداية، وسوف نفوز بالمعارك الواحدة تلو الأخرى، وسنحرر بلادنا من داعش وسننتصر. ومَن سبق لهم القتال مع داعش ويريدون العودة الآن لا مكان لهم في مجتمعنا".
&
&