قال رئيس الوزراء العراقي إنه في واشنطن لا يستجدي أحدًا منوهًا بأنّ الحرب التي تخوضها بلاده ضد "داعش" هي للدفاع عن العالم كله المهدد بخطره وعاهد أبناء محافظة الأنبار التي تشهد حاليًا هجوما واسعا للتنظيم عدم التخلي عنهم حتى تحقيق النصر.. فيما دعا صندوق النقد الدولي إلى مزيد من التعاون والدعم لبلاده التي تواجه تحديا ماليا واقتصاديا.

لندن: شدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة له خلال لقائه أبناء الجالية العراقية في الولايات المتحدة اليوم بالقول "انني هنا في واشنطن لا استجدي دعما من احد لأن مصلحة جميع الدول تقتضي محاربة داعش".&

وقال إن ما يتعرض له العراق حاليا يستهدف ابناء الداخل والخارج لانه يتعلق بأرضهم ووطنهم وترابهم وحضارتهم وقال إننا اليوم نخوض حربا حقيقية مع الارهاب الذي بدأ يتراجع وينكسر امام الانتصارات التي حققناها. وأضاف أن داعش تسللت بحجة الدفاع عن مكون معين في إشارة إلى السنة ولكنها دمرت وأعدمت وهجرت ابناء هذا المكون وهو ما اثبت كذب ادعائهم.

وأشار إلى وجود حملة خارج الحدود وتجاذب طائفي وقال "اننا لا نريد ان نكون جزءا منها وان نكون بعيدين عنها لاننا نريد الانتماء للوطن وحده." وحيا الصمود المشرف لابناء الرمادي وحديثة وعامرية الفلوجة والمناطق الأخرى بالأنبار مخاطبا اياهم من واشنطن قائلا "اننا لن اتخلى عنكم وسأقف معكم وان الانتصار سيكون للعراق والعراقيين".

وقال إن "الأنبار تتعرض لضغط كبير من الدواعش ولدينا آلاف الشباب الذين يقاتلون معنا من أبناء الأنبار واقول لابناء الرمادي وحديثة وعامرية الفلوجة والمناطق التي صمدت انني لن اتخلى عنكم وساقف معكم وان الانتصار سيكون للعراق والعراقيين".

وعن التحدي الاقتصادي الذي يواجهه العراق والمتمثل بالازمة المالية اقر العبادي "ان هذا يسبب لنا بعض المصاعب" وتوقف رئيس الوزراء عند محاولات بعض الاطراف إطفاء جذوة انتصارات العراقيين على عدوهم المشترك وقال "ان من غير المعيب ان نعلن ان هناك مفسدين يريدون ان يفسدوا علينا الانتصارات لكن علينا ان نشخص هؤلاء ونعاقبهم قضائيا لان من العدل ان نفرزهم كي لايسيئوا إلى الابطال الذين حققوا النصر".

واضاف قائلا "اننا نتقدم في انتصاراتنا لتخليص العراقيين من داعش ونخلص اهل الأنبار منهم لان داعش خطر كبير على البلد وعلى الاسلام والبشرية وانني هنا في واشنطن لا استجدي دعما من احد لأن مصلحة جميع الدول تقتضي محاربة داعش لانها تشكل خطرا عليهم".. مؤكدا ان التحدي الاكبر الذي يواجهنا بعد التحدي العسكري يتمثل بتحدي التعايش في ما بيننا.

وشدد العبادي على تعزيز المصلحة الوطنية.. وقال إن على كل وطني العمل على خدمتها من موقعه فان جميع الدول لديها مصالح ولكننا نبحث عن مصلحة بلدنا وشعبنا من خلال ايجاد مساحات مشتركة مع دول الجوار والمنطقة وعدم اختزال العلاقات على الخلافات.

وكان الرئيس الاميركي قال خلال اجتماعه مع العبادي الثلاثاء الماضي ردا على سؤال حول ما اذا كانت بلاده ستزود العراق بما يطلب من طائرات الاباتشي والطائرات من دون طيار ومقاتلات أف 16 أشار إلى أنّ إدارته تدرس هذه الطلبات حاليا ونتأكد من ان العراق اصبح قادرا على مواجهة التحديات وقادر على تحقيق النصر.

وكان العبادي وصل إلى واشنطن الثلاثاء الماضي في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة ايام التقى خلالها الرئيس الاميركي باراك اوباما ونائبه جو بايدن ووزيري خارجية الولايات المتحدة الاميركية جون كيري والدفاع اشتون كارتر.

ويدعو صندوق النقد الدولي لدعم العراق

ومن جهة اخرى دعا رئيس الوزراء العراقي صندوق النقد الدولي إلى مزيد من التعاون والدعم للعراق الذي يواجه تحديا ماليا واقتصاديا اضافة إلى التحدي الامني مؤكدا اهمية دور صندوق النقد خلال المرحلة الحالية والمستقبلية.

جاء ذلك خلال اجتماع العبادي في واشنطن اليوم مع المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستينا لاغارد وبحث معها الاوضاع والتحديات المالية التي يشهدها العراق ومساعدة صندوق النقد الدولي في العديد من المجالات اضافة إلى البرامج المستقبلية للصندوق.

من جهتها ابدت لاغارد دعم الصندوق لمساعدة العراق في مواجهة التحديات التي يواجهها من خلال برامجه في مجال بناء الطاقات البشرية والتدريب والبرامج الاخرى التي تساهم بتقدمه وتطور وضعه المالي والاقتصادي. وقد تم الاتفاق على عقد اجتماعات لاحقة بين المسؤولين العراقيين والمسؤولين في الصندوق لبلورة العمل خلال الفترة المقبلة.

يذكر أن العراق يعاني حاليا أزمة مالية حادة نتيجة نفقات الحرب الباهظة التي يخوضها ضد تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد والانخفاض الحاد في اسعار النفط المورد الرئيس للعراق الذي تعتمد موازنته العامة عليه بنسبة تفوق 85 بالمائة.

العبادي يطالب ايران باحترام سيادة العراق

رحب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الخميس بالمساعدة الايرانية في القتال ضد تنظيم الدولية الاسلامية المتطرف، الا انه قال ان على ايران احترام سيادة بغداد.

وقال العبادي امام خبراء في السياسة الاميركية في معهد بواشنطن "يجب ان يمر كل شيء من خلال الحكومة العراقية".

واضاف العبادي في اليوم الثالث من زيارته الولايات المتحدة والتي تهدف الى حشد الدعم لحكومته في معركتها ضد "الجهاديين" "نرحب بدعم الحكومة الايرانية لنا".

وتقول واشنطن ان الضباط الايرانيين يقدمون النصائح والسلاح للميليشيات الشيعية المشاركة في عملية استعادة مدينة تكريت من ايدي تنظيم الدولة الاسلامية في الاسابيع الاخيرة.

الا ان العبادي اكد ان "السيادة العراقية مهمة جدا".

والتقى العبادي الثلاثاء الرئيس الاميركي باراك اوباما وقال انه يعتزم طلب امداد قواته ب"زيادة كبيرة" في الاسلحة الثقيلة للتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق شاسعة من العراق وسوريا.

وقال العبادي في كلمة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية انه جاء الى واشنطن يحمل قائمة من الاسلحة التي يطلب تزويد بلاده بها.

واضاف انه تلقى تطمينات بتسليمه عدد من طائرات اف-16 في الوقت المحدد.

واوضح العبادي ان لواءين عراقيين سيبدآن تدريبات لاستعادة محافظة الانبار من "الدولة الاسلامية"، وهما يحتاجان الى اسلحة ثقيلة في القتال.
&