يطلق دي ميستورا حوارًا تشاوريًا موسعًا بين النظام السوري وشخصيات معارضة في محاولة لإيجاد حل سياسي للأزمة، فيما علمت "إيلاف" أن فريق المبعوث الأممي يقابل أطرافًا معارضة تحضيرًا للورشة. في وقت اعتبر الدكتور عمار قربي أن "مشكلة دي مستورا أنه لا يمارس دوره كمبعوث أممي، بل يخشى دائمًا أن يمنعه النظام".
بهية مارديني: لا يبدو أن هناك ضوءًا في نهاية النفق للولوج نحو حل سياسي في سوريا، فما زال المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا يختبر المبادرات تلو المبادرات، في ظل تعنت النظام، وسيعمد في محاولة جديدة إلى إطلاق حوار تشاوري موسع مشترك بين النظام وشخصيات معارضة، يرجو خلاله الوصول إلى هدفه الأخير عبر مفاوضات سياسية مشابهة لمفاوضات "جنيف 2" في مطلع 2014 في سويسرا في محاولة لإيجاد حل سياسي للأزمة، فيما علمت "إيلاف" أن فريق دي ميستورا يقابل عددًا من الأطراف المعارضة تحضيرًا للورشة.
رأسان بالحلال
واعتبر الدكتور عمار قربي الأمين العام لتيار التغيير الوطني في تصريح لـ"إيلاف" أن "مشكلة دي مستورا أنه لا يمارس دوره كمبعوث أممي، وأنه دائمًا ما يخشى أن يمنعه النظام من زيارة دمشق أو أن يرفض النظام أن يلتقي دي ميستورا بمسؤوليه.
أضاف قربي: لذلك بعد فشل مبادرته بخصوص حلب، حاول أن يمر بين الخطوط الحمر، بمعنى أن أي تصريح غير محسوب ضد النظام، سيعني غضب النظام وعدم استقباله مجددًا، وتصريح آخر ضد المعارضة المسلحة سيعني عدم اعترافها به، وبالتالي نزع مشروعية عمله، لذلك اضطر دي ميستورا لملئ الفراغ بطريقة "المأذون"، بمعنى أن "يوفق رأسين بالحلال" (النظام والمعارضة، وملأ الصحافة بالتصريحات والأفكار المتناقضة من دون أن يكون لها معنى على الأرض".
واعتبر قربي أن مبادرة دي مستورا الاخيرة لن يكون لها معنى أيضًا وسط تعنت النظام برؤيته للحل، وتمسكه بالعلاج العسكري الأمني. وأشار إلى أن وقف معونات الأمم المتحدة للاجئين السوريين وضعف الخدمات بحجة عدم توافر الأموال جعل الأمر يخرج كليًا من مظلة الأمم المتحدة لمصلحة رؤى وأجندات إقليمية.
تنسيق مع روسيا
من جانبه اعتبر المحامي محمود مرعي الأمين العام لهيئة العمل الوطني في تصريح لـ"إيلاف" أن دول مجلس الأمن تريد تحرك دي مستورا نحو الحل السياسي في سوريا، وكشف أن هناك تنسيقًا مع موسكو بهذا الخصوص.
ومن وجهة نظره "فإن لقاءات موسكو 1 و2 كانت تحضيرًا من أجل الانتقال إلى جنيف 3، وإن الاتفاق بين المعارضة والحكومة على نقاط عشر ممكن أن يؤسس عليها من أجل مناقشة بيان جنيف 1 إضافة إلى مناقشة بند يتعلق بمكافحة الإرهاب" .
وردًا على سؤال: "النقاط التي تم التوافق عليها في موسكو 2 هي نقاط النظام؟"، أجاب مرعي "النقطة الأولى تتعلق بالحل على أساس بيان جنيف 1، وهذا هو الأساس". وحول هل يمكن الوصول إلى أي حل في ظل تعنت النظام، اعتبر مرعي أن "الحل ممكن على أساس جنيف 1، وبضغط دولي، أي حكومة تشاركية بين السلطة والمعارضة"، التي وصفها بـ" الناعمة"".
لتمثيل أوسع
وبحسب وسائل الإعلام، فإن الدعوات ستوجّه في الأسبوع المقبل إلى نحو 30 شخصية سورية من فريقي النظام والمعارضة، على أن تشمل الدعوات أوسع مروحة من أطياف المعارضة السورية، بمن فيهم ممثلون عن المجتمع المدني، "تجنبًا للوقوع في خطأ جنيف 2"، الذي حصر الحوار بين السلطة و"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، وإلى عدد من الدول ذات التأثير على الأزمة السورية، على أن يكون التمثيل على مستوى سفير أو الممثلين الدائمين لهذه الدول لدى الأمم المتحدة في جنيف أو بحسب ما ترتأي هذه الدول بشأن إيفاد ممثل آخر غير سفيرها في جنيف.
وقالت صحيفة "النهار" إن مساعد المبعوث الأممي رمزي عز الدين يجري في هذه الأيام مشاورات مع الحكومة السورية حول هذا الحوار، على أن تحدد دمشق، التي قالت مصادرها في جنيف إنها مستعدة للمشاركة في النقاش، من يمثلها فيه. وسيقتصر الحوار في مرحلته الأولى على لقاءات ثنائية بين دي ميستورا والأطراف المختلفين، من غير أن تكون على جدول الأعمال أية لقاءات ثنائية، وخصوصًا بين الدول، بصفة رسمية أو في رعاية الأمم المتحدة.
وسيعمل المبعوث الأممي على جمع المواقف المختلفة ورؤية كل طرف لسبل ولوج الحل السياسي من أجل الخروج بقواسم مشتركة تمهد الطريق لمفاوضات جنيف 3". ومن المتوقع أن تستمر هذه الورشة قرابة شهرين إفساحًا في المجال لأكبر مشاركة ممكنة لممثلي المجتمع السوري.
&
&
التعليقات