أكد وسطاء عقاريون في الإمارات لـ"إيلاف" أنه رغم الآلاف من الوحدات السكنية الخالية حاليًا، إلا أن ملاك هذه الوحدات مازالوا متمسكين بأسعار الإيجارات المرتفعة، ولا يقبلون تخفيضها، آملين في زيادة الطلب على الوحدات السكنية في ظل تفاقم الأوضاع السياسية والاضطرابات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط وإمكانية جذب الإمارات للمزيد من رجال الأعمال والزوار، الذين يرغبون في الإقامة فيها في ضوء الاستقرار الأمني والسياسي الذي تنعم به.


أحمد قنديل من دبي: قال وليد فهمي "وسيط عقاري" إن الآلاف من الوحدات السكنية الجديدة دخلت السوق العقارية الإماراتية في الفترة الأخيرة، وفي المقابل بدأ الطلب على الوحدات السكنية للإيجار ينخفض بسبب تفضيل عدد من المقيمين في الدولة إرسال أسرهم إلى مواطنهم الأصلية بعد ارتفاع تكلفة المعيشة في الإمارات.

وأشار إلى أنه بالرغم من ذلك، فإن الكثير من ملاك تلك العقارات مازالوا يفضلون الانتظار، وعدم تخفيض إيجارات الوحدات السكنية، من أجل إجبار المستأجرين على الموافقة على تجديد عقودهم الإيجارية بزيادة تتراوح بين 10 و30%.

وحدات خالية
وذكر رائد يونس "وسيط عقاري" أن الوحدات السكنية الخالية متوافرة بقوة هذه الأيام، وأن المزيد منها سيكون فارغًا مع حلول شهر حزيران (يونيو) المقبل، حيث الإجازات الصيفية ورحيل العائلات إلى بلادهم وانتهاء عقود الإيجار الخاصة بعدد منهم.

لافتًا الى أنه من الطبيعي أن تنخفض اسعار ايجارات الوحدات السكنية حاليًا، ولكن هناك بعض الملاك الذين يغالون في الايجارات، وعلى العكس يطالبون بزيادتها، خاصة في امارتي دبي والشارقة بنسب تتراوح بين 10 و40% في المناطق الجيدة، وهناك ثبات في اسعار ايجارات الوحدات في المناطق العادية.

الإدخار بين الطلب والعرض
واوضح عمران سليمان "وسيط عقاري" أن الطلب على ايجارات الوحدات السكنية حاليًا اقل من المعروض، حيث أن هناك وفرة في الوحدات المعروضة في السوق العقارية خاصة في شقق الغرفتين وصالة وثلاث صالات، مقابل ازدياد الطلب على الاستديو والغرفة وصالة، مشيرًا الى أن هناك ظاهرة عادت الى سوق الايجارات السكنية في الامارات، وهي السكن "الشيرنج"، أي سكن الافراد، وليس السكن العائلي.

واضاف ان الكثير من المقيمين يفضلون الادخار بشكل اكبر الآن لتقليص فترة وجودهم خارج اوطانهم، ولذلك فانهم يرسلون اسرهم للاقامة في بلدانهم في مقابل توفير الرسوم الدراسية المرتفعة لابنائهم في الدولة وتوفير قيمة ايجار السكن المرتفع ايضًا وغيرها من المصروفات العائلية التي يمكن أن يدخرها رب الاسرة. وتوقع سليمان أن ملاك الوحدات السكنية لن يستطيعوا الصمود طويلاً أمام الانخفاض الحتمي في اسعار ايجارات الوحدات السكنية خاصة في فصل الصيف وتحديدًا شهري يونيو ويوليو بعد انتهاء الامتحانات الدراسية ورحيل الكثير من العائلات، والانخفاضات الكبيرة المتوقع حدوثها لسوق العقار.

زيادات تجديد الإيجارات
هذا وقد أظهر استطلاع قام به موقع "موف سوق دوت كوم" المتخصص في مقارنة الخدمات المنزلية، ومقره دبي، أن 82 % من المستأجرين المقيمين في دبي&ما زالوا يواجهون زيادات في الإيجارات مع كل تجديد للعقود.

وكشف الاستطلاع بعد إجراء تحليل معمق أن أولئك الذين قاموا بتجديد عقودهم منذ أقل من ثلاثة أشهر شهدوا معدلات زيادة أقل من الذين جددوا عقودهم في الفترة الواقعة بين 6 و12 شهرًا الماضية.
&
على سبيل المثال شهد 28% من الأشخاص الذين جددوا عقودهم منذ أقل من ثلاثة أشهر زيادة في الإيجارات تخطت 10%، مقارنة بنسبة 40% من الذين جددوا عقودهم في الفترة الواقعة بين 6 و12 شهرًا مضت.

الانتقال إلى منازل جديدة
وأظهر الاستطلاع أيضًا أن احتمال قيام المقيمين في دبي بتغيير مساكنهم لا يزال كبيرًا بسبب تواصل ارتفاع الإيجارات، حيث يخطط 63% من المشاركين في الاستطلاع للانتقال إلى منزل جديد مع حلول موعد تجديد العقد.

أما نسبة الأشخاص المستعدين للانتقال فقد كانت أكبر في صفوف الذين واجهوا معدلات زيادة أعلى خلال العام الماضي، حيث يخطط 81% من الأشخاص الذين شهدوا زيادة فاقت 15% للانتقال إلى منزل جديد. واستندت النتائج إلى استطلاع عبر شبكة الإنترنت شارك فيه أكثر من 200 مقيم في دبي.

وقالت بانة الشوملي، الرئيسة التنفيذية لموقع "موف سوق دوت كوم" في تعليقها على هذه التوجهات إن نتائج هذا الربع تتطابق مع المنظور العام في السوق بأن أسعار العقارات تميل إلى الاستقرار. وأضافت أن "البيانات تظهر أن المستأجرين في دبي&ما زالوا يواجهون زيادات في الإيجارات مع كل تجديد، فيما نرى أن معدلات زيادة الإيجارات قد تباطأت في الوقت الحالي مقارنة بنهاية العام الماضي، وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى توجه السوق خلال الربع المقبل، ولكننا نتوقع استمرار التوجه الحالي".