&
نصر المجالي:&سارعت إيران لنفي ما أعلنه البنتاغون عن أن سفنها البحرية حولت وجهتها نحو الشمال الشرقي ولم تصل إلى خليج عدن، وقالت إن سفننا في خليج عدن ومضيق باب المندب.&
وفي عدة مقابلات صحفية وتلفزيونية سارعت لها وسائل الإعلام الإيرانية للرد على تصريحات البنتاغون، قال قائد سلاح البحرية الإيراني حبيب الله سياري إن السفن الحربية الإيرانية لم تغادر خليج عدن وسترابط في هذه المنطقة بقوة .
وأضاف: "في الوقت الراهن يتواجد الأسطول الرابع والثلاثون في خليج عدن عند مدخل مضيق باب المندب ويقوم بدوريات" في إشارة إلى سفينتين حربيتين تشكلان جزءا من الأسطول.
وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية قال إن أسطولا يتألف من تسع سفن تابعة للأسطول الإيراني وسفن شحن قد أبحر نحو الشمال الشرقي باتجاه ايران يوم الجمعة وإن هذا ينبغي أن يهدئ المخاوف الأميركية.
وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر يوم الجمعة لمجموعة صغيرة من الصحفيين المرافقين له بعد رحلة إلى ولاية كاليفورنيا "لقد حولت السفن (الإيرانية) وجهتها، وبوضوح نحن لا نعرف ما هي خططهم القادمة".
وأضاف كارتر "إنه أمر موضع ترحيب لأنه يساهم في الحد من التصعيد وهذا ما نحاول أن نقترحه على جميع الأطراف هناك باعتباره المسار الأفضل وبين هذه الأطراف الإيرانيون".
&
صوب الشمال الشرقي&
ومن جهته، قال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم البنتاغون في وقت سابق إن القافلة كانت في المياه الدولية في حوالي منتصف الطريق على طول ساحل عمان يوم الجمعة ولا تزال وجهتها صوب الشمال الشرقي.
ورفض وارن القول بأن السفن عائدة إلى إيران أو في طريقها إلى إيران.، وقال إن الجيش الاميركي لا يعرف نيتهم مضيفا أن السفن يمكن أن تغير اتجاهها في أي لحظة.
&
مواصلة الدوريات
وإلى ذلك، قال الاميرال سياري ان القوة البحرية الايرانية ستواصل بقوة دورياتها في خليج عدن بهدف توفير الامن للسفن التجارية، مشددا على "اننا لن نسمح لاحد بان يقوم بتفتيش غير مبرر لسفننا".
واضاف: ان مهام السفن البحرية التابعة لجيش الجمهورية الاسلامية في ايران ترتكز على القوانين والمواثيق الدولية وذلك من أجل توفير الأمن اللازم للسفن والملاحة البحرية.
وصرح : ان مجموعتنا البحرية تضم سفينتين في غالبية الأحيان إلا أنها كانت اكثر وبلغت 3 او 4 سفن ايضا، موضحا ان المجموعة البحرية الـ34 التي تم إرسالها، تدعى "البرز".
وردا على سؤال حول التقارير القائلة بان المجموعة البحرية الايرانية تم ارسالها بغية نقل الاسلحة لحركة انصار الله، قال الاميرال سياري: "عندما قمت أنا شخصيا باعلان مهمة مجموعتنا البحرية وقمت بتحديد المنطقة التي يجب ان تحضر السفن فيها والمهمة التي تقوم بها حاليا، فهذا سيكون ردا حاسما على كل من يطرح مثل هذه المزاعم".
وأكد: "ليس هذا صحيحا (مهمة هذه المجموعة) واضحة تماما، وليس هناك ما لا يمكن رصده، ولكن أن نغادر المنطقة ونفقد السيطرة الامنية على سفننا التجارية على خلفية هذه المزاعم، فهذا لن يحدث بتاتا".
وشدد قائد سلاح البحر في الجيش الايراني، "اننا نواصل حضورنا في المنطقة ونوفر الامن لسفننا اذ اننا لا نستطيع تجاهل مسار حركة وتنقل سفننا التجارية، والقوات البحرية الايرانية ستبقى بقوة واقتدار في المنطقة وتواصل تجوالها ودورياتها وفقا للقوانين والمواثيق الدولية. وفيما يتعلق بموضوع توفير الأمن، فان القوة البحرية الايرانية لم تعمل لصالح الجمهورية الإسلامية فحسب وانما ساعدت الدول الأخرى ايضا".
&
تحذيرات&
وردا على سؤال آخر حول تصريحات الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزير دفاعه بشأن توجيه تحذيرات من اقتراب ايران إلى سواحل اليمن وايصال السلاح لهذا البلد، وهل ان القوة البحرية الايرانية قد تلقت هذا التحذير بالفعل، أجاب الادميرال سياري بالنفي وقال: "اننا وباعتبارنا مسؤولي القوة البحرية الايرانية، نتلقى الاوامر والتوجيهات من قياداتنا العليا في البلاد وليس من مكان اخر".
وحول وجود اتصالات بين القوة البحرية الإيرانية والبحرية الأميركية او السعودية قال: "لم يكن هناك اي اتصال او صدام ولا مبرر لذلك اطلاقا. طبعا هناك بعض التواصل في البحر بين السفن التي تمر بالقرب من السفن الاخرى حيث تطلع على مسار حركة بعضها البعض ومثل هذه التواصلات بين السفن، طبيعية في كافة المجالات بالعالم".

تفتيش السفن الإيرانية&
وفي ما يتعلق بالتقارير التي تحدثت عن تفتيش السفن الإيرانية وفق قرارات مجلس الامن الدولي، قال الاميرال سياري انه " ليس كذلك، قلت ان تواجدنا في المياه الدولية الحرة، يأتي وفق القوانين والمواثيق الدولية ولدينا مهمة توفير الامن في خليج عدن ولن نسمح لاحد بتفتيش سفننا بدون مبرر اذ ان كل خطوة تأتي وفق القوانين... هذا فضلا عن انه ليس من حق تلك الجهات إطلاق مثل هذه التصريحات. انهم يتحدثون عن السواحل اليمنية، فهل السواحل اليمنية تقع قرب المياه الدولية الحرة، فكيف بامكانهم القيام بمثل هذا الاجراء في المياه الحرة "؟
وحول ارسال عدد من السفن الحربية الايرانية إلى شمال بحر العرب وخليج عدن تزامنا مع الأزمة اليمنية، أوضح الاميرال سياري: ان "القراءة التي تزعم بان الجمهورية الاسلامية ارسلت اسطولها إلى خليج عدن تزامنا مع العمليات العسكرية، غير صحيحة اطلاقا. اننا ومنذ العام 2007 ولحد الان متواجدون في منطقة شمال المحيط الهندي وخليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الاحمر والهدف من تواجدنا في هذه المنطقة الواسعة، هو الاهمية التي تحظى بها هذه المنطقة".
واوضح سياري: ان منطقة شمال المحيط الهندي وخليج عدن وباب المندب، هي من اهم الممرات المائية في العالم والتي يتحقق من خلالها أكثر من ثلث التجارة العالمية، بعبارة اخرى ان عبور كافة البضائع انطلاقا من جنوب شرق آسيا باتجاه خليج عدن وباب المندب والبحر الاحمر وقناة السويس والبحر الابيض المتوسط واوروبا وكذلك عبور البضائع من جبل الطارق إلى القارة الاميركية يتم عبر هذا الممر المائي و من هذا المنطلق فان هذه المنطقة تتمتع باهمية فائقة.
&