المراقبة لصيقة، والمعيار رضى المواطن، وإلا أتى الأمر الملكي سريعًا، كي ينحي وزيرًا ويعيّن وزيرًا مكانه، فلا فرصة ثانية أمام الوزراء.

حيان الهاجري من الرياض: أدخل الملك سلمان السعودية في عصر السرعة والفرصة الواحدة، فتغيير الوزراء محتمل في أي لحظة، ومن دون تردد أو تأجيل، نتيجة&مراقبة لصيقة لأداء المؤسسات السعودية، بحسب معيار أساس، وهو تطلعات المواطن السعودي وتوقعاته.

وهذا المعيار رسخه خادم الحرمين الشريفين بإصداره 37 أمرًا ملكيًا منذ مبايعته ملكًا للسعودية في 23 كانون الثاني (يناير)، إذ وضع الملك سلمان بن عبدالعزيز طموحه بموازاة طموح المواطن السعودي.

ووفق هذا المعيار، أقصي وزراء قبل أن يتمموا شهرين في مناصبهم بسبب تقصير في أداء المهام الموكلة إليهم، خصوصًا أن هذا المعيار يمنع "الفرصة الثانية"، مع توافر معطيات التحفيز.

في ثلاثة أشهر أمضاها سلمان بن عبد العزيز خادمًا للحرمين الشريفين حتى الآن، بدا جليًا اهتمامه بتطوير الخدمات العامة التي تقدمها الدولة للمواطنين، وعلى رأسها ملف الإسكان الذي يريده بابًا لتملك كل مواطن منزله. فرغم 280 مليار ريال عاجلة تلقاها المشروع من الخزينة السعودية العامة، وإحالة أراضٍ حكومية من ملكية وزارة البلديات إلى ملكية وزارة الإسكان، إلى تسهيلات أخرى نالتها وزارة الإسكان، لم تحقق هذه الوزارة نتائج إيجابية. فأتى القرار الملكي سريعًا بإعفاء وزيرها شويش الضويحي، عشية تقديمه عرضًا أمام مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية عن مستجدات المشروع.

بعد هذا القرار، فُرضت رسوم مالية ضد محتكري الأراضي البيضاء لتحريرها من جمودها، ولتطويرها وتشييد الضواحي والأحياء عليها، واستيعاب ملايين السعوديين، مع إسناد ميزانية صندوق التنمية العقاري الذي يمنح القروض السكنية بالدعم المتواصل لمواكبة الحاجة المتزايدة للإعمار في السعودية.

ثمة إعفاء آخر أثار موجة من الاعجاب الشديد بمبادرة الملك سلمان "المواطنية". فقد أتى إعفاء أحمد بن عقيل الخطيب من منصبه وزيرًا للصحة بعد 73 يومًا فقط من تعيينه، إثر موقف اتخذه من مواطن التقاه شمال البلاد، رغب في نقل والده العليل لأحد المستشفيات المتقدمة في الرياض.

وعبّر الناس عن امتعاضهم من رد فعل الخطيب، فعيّن الملك سلمان&المهندس خالد الفالح بدلا منه، آملًا بتحسين أداء الوزارة التي تمس خدماتها العلاج وعددًا من الجوانب الإنسانية الأخرى، خصوصًا أن الفالح نجح في تجربته الادارية الطويلة لأرامكو السعودية.