اعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم، أن معركة بلاده ضد الإرهاب طويلة، ودعا إلى مشاركة أهالي محافظة نينوى بتحريرها، وتخليص عاصمتها الموصل من سيطرة داعش، وأقر بحرق 67 منزلاً و85 محلاً في تكريت، فيما أكد بارزاني على وضع جميع إمكانات الإقليم تحت تصرف الحكومة الإتحادية في المعركة ضد هذا التنظيم، حيث تم الإتفاق على تشكيل غرفة عمليات مشتركة تتولى تنسيق خطط تحرير نينوى.


لندن: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال ترؤسه وفد بغداد في مباحثات مع وفد اقليم كردستان برئاسة رئيس الاقليم مسعود بارزاني في أربيل اليوم الاثنين، إن ما تحقق في تكريت هو نصر نظيف، وأن أعداء العراق حاولوا تشويه هذا النصر وتهويل الحوادث التي وقعت هنا أو هناك للتأثير على عواطف العراقيين التي تؤيد قواتنا العسكرية المحررة للمدن التي احتلت من قبل عصابات داعش الإرهابية، واضاف "أنا مطمئن لتحقيق النصر العسكري في نينوى ونحتاج إلى تخطيط لعمليات التحرير وما بعد التحرير".
&
وقال: "نتمنى لإقليم كردستان الازدهار ضمن عراق ليست فيه صراعات وتناحر"، مؤكدًا عدم وجود سقف لحدود التنسيق مع الاقليم، "وأن همنا المشترك هو القضاء على داعش الذي يهدد أمننا والأمن الاقليمي والدولي". واضاف: "اننا قطعنا شوطاً كبيرًا في مواجهة الإرهاب، إلا أن المسيرة مازالت طويلة وان الانتصار على داعش عسكرياً لا يكفي لوحده بل نحتاج إلى مزيد من الجهود بعد تحرير المدن"، مشددًا على أهمية تقوية الجهد الأمني والاستخباري في هذه المعركة.
&
واشار العبادي إلى انه "اذا تحررت نينوى استقر العراق، وكما ساهم كل العراق بتحرير تكريت سيساهمون بتحرير نينوى"، مؤكدًا على ضرورة مشاركة اهالي نينوى في تحريرها، وأن يشعروا انه ليست هناك أية مصلحة خاصة لأي جهة تساهم في تحرير مدينتهم، داعيًا إلى التهيؤ والاستعداد لاعادة النازحين إلى مناطقهم واعادة الخدمات ورفع العبوات التي زرعتها داعش في المناطق التي كانت تحت سيطرتها.
&
من جانبه، اشار بارزاني إلى أن زيارة العبادي لاربيل تأتي في وقت نحتاج فيه للتنسيق بعد تعرض العراق لأشرس هجمة ارهابية من تنظيم "داعش"، مؤكدًا الاستعداد الكامل ووضع كل امكانات الاقليم تحت تصرف الحكومة الاتحادية في المعركة ضد هذا التنظيم.

العبادي وبارزاني اتفقا على تشكيل لجنة مشتركة لتحرير نينوى
&
وخلال مؤتمر صحافي مشترك في ختام مباحثات وفديهما، أعلن العبادي وبارزاني عن تشكيل لجنة مشتركة للاعداد لتحرير محافظة نينوى. وقال العبادي إن أي تهديد يتعرض له اقليم كردستان هو تهديد للعراق كله وتحرير نينوى يكون على كاهل الجميع دون تفريق بين عربي وكردي ومسيحي أو شبكي أو ايزيدي أو شيعي وسني وسيتم الدفاع عنهم جميعًا.
&
وعن موعد تحرير نينوى، اوضح العبادي انه تم الاتفاق على تحديد سقف زمني لذلك لكنه لن يعلنه لمفاجأة داعش به، موضحاً انه اتفق مع بارزاني على تنسيق العمل العسكري والأمني والاقتصادي والاجتماعي بين بغداد واربيل لتحقيق هذا الهدف. وقال إن داعش في طريقه إلى الانهيار مثلما حصل له في تكريت حين انهار بشكل مفاجئ.
&
وشدد العبادي على رفض أي انتهاكات ضد المواطنين وممتلكاتهم في المناطق المحررة وطمأن مواطني الانبار ونينوى بعزم حكومته على حمايتهم وحفظ ممتلكاتهم، مشيراً إلى انه تم اعتقال المتجاوزين على الارواح والممتلكات في تكريت واحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل. واشار إلى أن معلومات المسؤولين في محافظة صلاح الدين أن 67 بيتًا و85 محلاً قد تم احراقها فعلاً هناك، ولذلك تم تقديم المسؤولين عن ذلك إلى العدالة.&
&
واشار العبادي إلى انه يتلقى يوميًا نداءات من أبناء الموصل يستغيثون فيها من ممارسات عناصر داعش، ويؤكدون استعدادهم للتعاون مع القوات الأمنية لتحرير مدينتهم. واوضح أن عناصر الحشد الشعبي هم متطوعون لمواجهة داعش ولا يجب أن تحاسب طائفة أو قومية من يرتكب منهم انتهاكات فهم يتحملون بأشخاصهم مسؤوليات تجاوزاتهم.
&
ومن جانبه، قال بارزاني انه اتفق مع العبادي على عمل مشترك لانهاء جميع الملفات العالقة والتعاون من اجل الخلاص من الإرهابيين. وقال إن اتفاقًا قد تم لحل المشاكل في الإقليم في ما يخص مرتبات موظفيه ومخصصات وتكاليف تسليح قواته للبيشمركة.
&
وفي وقت سابق اليوم، وصل العبادي إلى اربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي في اول زيارة له منذ تشكيل حكومته في ايلول(سبتمبر) الماضي يرافقه وفد عسكري ورسمي رفيع يضم وزراء الدفاع خالد العبيدي والداخلية محمد سالم الغبان والهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف ورئيس اركان الجيش بابكر زيباري ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، اضافة الى عدد من كبار القادة العسكريين والهجرة والمهجرين حيث استقبله في مطارها مسعود بارزاني.&
&
وجاءت زيارة العبادي إلى اقليم كردستان للتداول في خطة تحرير محافظة نينوى والتنسيق مع قوات البيشمركة الكردية &للقضاء على عصابات داعش الإرهابية وتحرير اهالي نينوى من قبضة الإرهاب"، كما قال مكتبه الاعلامي .
&
وشملت مباحثات العبادي مع حكومة إقليم كردستان ايضاً الاتفاقات النفطية بين بغداد وأربيل وسبل تنفيذها، حيث تأتي زيارة العبادي لاربيل بعد أيام من نجاح القوات المشتركة في تحرير مدينة تكريت من سيطرة تنظيم داعش.
&
وتعدّ أربيل جبهة رئيسة في الحرب على تنظيم داعش منذ سيطرة التنظيم على مدينة الموصل في حزيران (يونيو) عام 2014، حيث تواجه قوات البيشمركة تنظيم داعش في مناطق مختلفة من محافظات الموصل وكركوك وصلاح الدين وديإلى، واستطاعت تحقيق انتصارات على التنظيم في العديد من المناطق.
&
وأدت سيطرة تنظيم داعش على العديد من المناطق في غرب وشمال العراق إلى نزوح مئات الآلاف من سكان هذه المناطق إلى اقليم كردستان، ويقيم حالياً أكثر من مليوني نازح في مدينة أربيل وباقي مدن الإقليم. كما تستضيف مدينة أربيل العديد من القيادات العربية السنية البارزة المشاركة في العملية السياسية وأخرى معارضة لها منذ انهيار الأوضاع الأمنية في محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديإلى خلال السنوات القليلة الماضية.
&
عبد المهدي يدعو لتنفيذ الاتفاق النفطي والسعي لتطويره
&
وحول الموضوع النفطي، اكد وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي أمس، أن التفاهم المبرم بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان صار امرًا واقعًا، لافتًا إلى أن مصلحة العراق تقضي الاستمرار به والسعي إلى تطويره.
&
وأشار عبد المهدي في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي اليوم، وزعته ناطقية كتلة المواطن وتسلمت "إيلاف" نصه قائلاً " اننا مضطرون للقول باننا جميعاً (الحكومة والاقليم) نلجأ للحلول الاضطرارية والوقتية بدل الحلول الدائمة والمطمئنة، مبيناً أن السياسات والتصريحات والمواقف الخاطئة -خلال السنوات الماضية- قادت إلى تعقيد العلاقات والمفاهيم وتداخلها وتراكم ممارسات واجراءات ومستحقات هذا الطرف أو ذاك".
&
وأوضح عبد المهدي أن من اهم الاسباب غياب قانون النفط والغاز، وقانون توزيع الموارد المالية.. وقيام كل طرف بتقديم تفسيره الخاص للدستور.. مما عطل من جهة التسويات والمستحقات، التي هي حق للاقليم.. ومنع من جهة أخرى دخول قيم صادرات يقوم بها الاقليم، هي حق للخزينة العراقية الاتحادية، ذلك دون ذكر الامور الاخرى. واشار إلى انه كان لابد من اتفاق سريع لتنظيم موازنة 2015، وهو اتفاق الـ550 الف برميل كمعدل يومي. ورغم كل الصعوبات والخلافات، لكن الاتفاق قد حسن الاجواء واللقاءات، وساعد على تجاوز ازمة الموازنة، وصار امراً واقعاً، وما زال صامداً. ونعتقد أن مصلحة الجميع الاستمرار عليه وتطويره.
&
واضاف: " دأبنا منذ 2004 بتخصيص 17% من الموازنة لاقليم كردستان (بعد خصم ما للكويت وبقية النفقات السيادية والحاكمة). فالاقليم كان في وضع حكم ذاتي منذ السبعينات، ولديه منذ 1991 (وانسحاب القوات الحكومية منه) وزارات وادارات شبيهة تماماً بما لدى الحكومة الاتحادية، وبدأ منذ تطبيق برنامج "النفط مقابل الغذاء" باستلام 13% من كامل واردات العراق النفطية، (لا يخصم منها سوى ما قُرر للكويت). ويتمتع وفق دستور 2005 بوضع "الاقليم"، بكل مستلزماته من دستور وحكومة محلية.. فكان لابد من العمل وفق نسبة الـ17% لتنظيم المستحقات من جهة، ولمنع الدفوعات المزدوجة من جهة أخرى وبما أن الاقليم يسلم للحكومة الاتحادية جزءاً من الـ550 الف برميل فقط، ويصدر لمصلحته الجزء الآخر، فكان لابد من احتساب نسبة تقتطع من الـ17%، أي من مستحقاته الشهرية، تتناسب وصادراته المباشرة.. وهو ما يمنع قدر المستطاع الدفع المزدوج، ويضعنا في طريق مبدأ النفط والغاز ملك الشعب العراقي في جميع اقاليمه ومحافظاته، رغم قناعتنا أن هذه الحلول هي كلها حلول وقتية واضطرارية، ويشوب بعضها الارتباك والغموض".
&
وختم وزير النفط بالقول "آن الاوان لننفذ ما صرحنا به جميعاً، بأنه حال اقرار الموازنة، سنسعى خلال 6 اشهر أو اقل، بالجلوس سوية لوضع الحلول الشاملة والعادلة والدستورية لهذه القضية الشائكة، وكانت بغداد وأربيل قد اتفقتا "مبدئياً" في كانون الاول (ديسمبر) الماضي على قيام اقليم كردستان بتصدير 250 الف برميل من انتاجه، و300 الف برميل من حقول كركوك لتكون بمجموع 550 الف برميل، وثبت هذا في قانون الموازنة لعام 2015 مقابل دفع المركز مستحقات الاقليم المالية".
&
يشار إلى وجود اختلاف بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان حول معدل تصدير الاقليم لكميات النفط المقررة 550 الف برميل في اتفاقهما كمعدل يومي أو شهري أو سنوي.