كشف تقرير ان جدة نائب رئيس الوزراء البريطاني، نك كليغ، البعيدة، كانت جاسوسة لها علاقات جنسية واسعة، ومن بين عشاقها قائد الشرطة السرية في زمن ستالين، ومهندس معسكرات الغولاغ سيئة الصيت لسجن المعارضين السوفييت. &
&
قالت صحيفة الديلي ميل في تقريرها إن روسيا تتحدى الحكومة البريطانية أن تنشر وثائق أُبقيت طي الكتمان 97 عامًا لعلها تبين أن البارونة القيصرية الساحرة مورا بودبيرغ، التي عاشرت رجالا اقوياء على جانبي المواجهة بين الغرب والشرق، كانت ايضا عميلة مزدوجة عملت للاستخبارات البريطانية خلال تدبير مؤامرة لاغتيال قائد الثورة البلشفية ومؤسس الاتحاد السوفييتي لينين في عام 1918.
&
وكان أشد عشاقها قسوة غينريخ ياغودا الذي يُقال انه مسؤول عن ارتكاب أكبر المجازر الجماعية ويُزعم انه قتل نحو 10 ملايين شخص خلال ملاحقته اعداء ستالين المفترضين.&
&
وكانت أم جدة نائب رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب الديمقراطيين الأحرار نك كليغ عميلة السفاح ياغودا "الخاصة"، بحسب الكولونيل ايغور بريلين، الخبير في الاستخبارات الروسية الذي تعلم فلاديمير بوتين الشاب فنون التجسس على يده.
&
ونقلت صحيفة الديلي ميل عن بريلين قوله إن جدة كليغ هذه "كانت على اتصال وثيق مع ياغودا والأرجح انها كانت عشيقته". &وأضاف أن ياغودا كان يدبر لها الحصول على تأشيرات دخول وخروج بسرعة مع تمكينها من السفر إلى الاتحاد السوفييتي والعودة حين كانت تعيش في الغرب.&
&
نام مع 30 أمراة
&
ورفضت المحكمة العليا الروسية مؤخرا رد الاعتبار الى قوميسار الشرطة السرية ياغودا الذي بعد كل ما ارتكبه من جرائم قتل بحق عدد لا يُحصى من "الأعداء" المزعومين للنظام السوفييتي اتُهم هو نفسه بالخيانة وأعدمه ستالين في عام 1938 لأسباب منها علاقته بالبارونة جدة كليغ.
&
ويعيد قرار المحكمة الذي رحبت به منظمات حقوق الإنسان لفت الانتباه إلى حياة البارونة غريبة الأطوار التي كانت أيضا عشيقة الكاتبين البريطاني اتش. جي. ويلز والروسي مكسيم غوركي.
&
وكان كليغ أعلن انه نام مع 30 امرأة في حياته، ولكن جدته البعيدة بودبيرغ كانت تمارس الجنس بالفطرة، على حد تعبير كاتبة سيرتها نينا بيربروفا، مؤكدة ان أم جدة كليغ "في الجنس لم تكن بحاجة الى من يعلمها التقليد... فهي كانت متحررة قبل تحرير المرأة".&
&
وكان من عشاق البارونة ايضا الجاسوس البريطاني روبرت بروس لوكهارت الذي ألهم الكاتب ايان فليمنغ لاختراع بطله العميل السري جيمس بوند. &وضُبط الاثنان في الفراش حيث اعتُقلا في قضية التآمر لاغتيال لينين عام 1918.&
&
ويُقال ان الافراج عنها حدث بعد أن نامت مع ياكوف بيترز نائب قائد الشرطة السرية السوفيتية وقتذاك، في مقر الشرطة السرية سيئ الصيت في لوبيانكا. &
&
ولعلها في تلك الساعة جُندت بالاكراه للعمل جاسوسة لصالح البلاشفة.&
&
القدرات الجنسية !
&
ونقلت صحيفة الديلي ميل عن الصحافي ميلور ستوروا ان البارونة "مورا بودبيرغ قالت عن بيترز انه شبيه بالكونت دراكولا وانه كان فظا معها وهدد باعدامها رميا بالرصاص في غضون 24 ساعة ما لم تعترف له بكل شيء تعرفه عن لوكهارت".&
فردت بودبيرغ على بيترز قائلة "كل ما أستطيع الحديث عنه هو قدرات لوكهارت الجنسية، &ولا أعرف أي شيء آخر". &
&
بعد ذلك بفترة وجيزة أُفرج عنها وساعدت في التوسط لاطلاق سراح لوكهارت من السجن في الكرملين في أول مقايضة للجواسيس بين البريطانيين والسوفييت. &
&
ولكن بريلين الذي كان ضابطا برتبة كولونيل في جهاز الاستخبارات السوفييتي ـ كي بي جي ـ يؤكد، وتؤيده مصادر بريطانية أيضًا، ان لندن رفضت نشر وثائق أساسية تتعلق بالمؤامرة لاغتيال لينين. &وقال إن هذه الأرشيفات ما زالت سرية وقريبا ستكون اسرارا عمرها 100 عام.&
&
ولكن سلوك مورا بودبيرغ المتمردة على تقاليد عصرها وقيمه، ليس مستغربا لأن والدها اغناتي زاكريفسكي، المحامي في بلاط القيصر الروسي، كان حتى أشد غرابة في طباعه وان ابنته آلا، أم جدة كليغ، كانت طرفا في فضيحة جنسية هزت بلاط القيصر.
&
وكان من حماقات زاكريفسكي أنه أرسل حوذي عربته الخاصة إلى أكواخ الفلاحين في ضيعته للبحث عن أجمل فتاة واحضارها مع أمها الى قصره وإكسائهما أحلى ما في خزانة ابنته من ملابس واستعراضهما في انحاء قراه الفقيرة وهما جالستان بجانبه في عربة يجرها حصان. &
&
وتتذكر تانيا الكسندر ابنة البارونة مورا ان جدها كان لا يستطيع "ان يقاوم الفتيات الحلوات وما كان ليستطيع ان يرفض امكانية الطواف في عربة مع امرأتين جميلتين".&
&&
ومن افعاله الغريبة الأخرى انه بعد زيارة الى مصر أوعز الى فلاحيه ان يبنوا هرما في اقطاعيته الشاسعة في اصقاع روسيا التي تكسوها الثلوج. &وما زالت آثار الهرم البدائي موجودة في خرائب ضيعته في اوكرانيا.&
&
وكانت الحسناء آلا، التي عاشت حياة مأسوية، موسيقية موهوبة تعلمت في معهد اوبولنسكي الشهير عالميا في سان بطرسبورغ. &
&
حمل غير شرعي
&
وصدمت آلا عائلتها باقامة علاقة مع جارها البارون رودريغ بيستروم الذي هامت بحبه وكان يعيش حياة زوجية غير سعيدة بلا أطفال مع أميرة من جورجيا. &
&
وفي عام 1908 حملت آلا من عشيقها ويبدو انها كانت تراهن على الطلاق من زوجته الأميرة الجورجية والاقتران بها، لكنه رفض محطما قلبها، ومتسببا بتعاسة حياتها اللاحقة. &
&
وقال المؤرخ جيورجي ساريكانو مدير متحف في ضيعة أخرى تملكها هذه العائلة في ايستونيا "انها قصة حتى اقارب نك كليغ اليوم لا يحبون الحديث عنها".&
&
وأخذت ماريا والدة آلا على عاتقها انهاء "العلاقة الفضائحية" وتدبير زواج ابنتها من بارون آخر هو آرتور فون انغلهاردت الذي اعترف أحد افراد عائلة كليغ بأنه "على الأرجج تلقى ثروة من العائلة مقابل الزواج، لأنه كان في ضائقة مالية".&
&
ويعني هذا ان اجداد نائب رئيس الوزراء البريطاني اشتروا لقب النبالة بالمال وانتقل اللقب من آلا الذي اكتسبته بهذا الزواج الى كيرا جدة كليغ. &واصبح لقب المرأتين بارونة بهذه الزيجة. &
&
وقال مصدر اوكراني مطلع على تاريخ العائلة لصحيفة الديلي ميل إن الهدف كان التستر على علاقتها المشينة مع حبها الأول البارون رودريغ الذي رفض ان يترك زوجته ويقترن بها وتأمين انجاب طفل من هذا الزواج حتى إذا لم يكن الزواج المنشود. &
&
ولكن العار كان كبيرا حتى أن الأم القوية ماريا ارسلت ابنتها آلا الى جنوب فرنسا فور زواجها من فون انغلهاردت الذي كان على ما يبدو نبيلا روسيا من أصل الماني وافق على الزواج وهو يعرف انها حامل من رجل آخر ولا تكنّ له مشاعر حب.&
&
وحصل الطلاق بعد عام وعادت آلا مع طفلتها كيرا جدة كليغ الى احضان أمها في اوكرانيا قبل ان تُبعد مرة أخرى الى فرنسا عشية الحرب العالمية الأولى.&
&
وفي فرنسا اقبلت على حياة من الملذات المشبوبة بتأثير المخدرات تزوجت خلالها مرتين، الأولى من ثري فرنسي يرتبط بعائلة بيير، ولكن الزواج انتهى بالطلاق بعد ان فقدت كل اموالها بقيام الثورة الروسية عام 1917 وتردد انه شكا قائلا انه لا يريد زوجة "متسولة". &
&
زوجها الثاني انتحر باطلاق النار على نفسه في نابولي بعد 11 عاما حين خسر كل ما لديه في انهيار اسواق البورصة الاميركية. وكانت هناك عدة علاقات جنسية أخرى، وعائلتها في احيان كثيرة لا تعرف مكانها، وكثيرا ما كانت البارونة مورا بودبيرغ تهب لنجدتها وأخراجها من مآزقها.&
&
خدعت الجميع !
&
بعد الثورة الروسية مباشرة أُبعدت كيرا جدة كليغ عن المخاطر التي كانت تهدد العائلة في مدينة سان بطرسبورغ التي كانت تُسمى بتروغراد وقتذاك، ومعها طفلا مورا ومربيتهما الايرلندية. &
&
وانتقلا الى ضيعة زوجها ديون فون بنكندورف في ايستونيا، وهو مكان من المعروف ان كليغ زاره بصورة شخصية.&
&
اطلقت مورا العديد من الادعاءات الكاذبة. وقالت كاتبة سيرة حياتها نينا بيربروفا انها عندما حاولت التحقق من قصصها وجدت أن مورا كانت تكذب على نفسها طيلة حياتها. ولكنها خدعت الجميع بادعاءاتها. &
&
وكان غوركي الذي عاشرها 12 عاما سماها وهو على فراش الموت "امرأته الحديدية" لأنها أوهمته بأنها ولدت الكونتيسة زاكريفسكي المتحدرة في اصولها من اغرافينا زاكريفسكايا التي رثاها بوشكين بوصفها كوكب الزهرة البرونزي. &
&
كما تحدث اتش. جي. ويلز عن اصولها الارستقراطية. &وفي الحقيقة ان العائلة التي ولدت فيها لم تكن ذات أصول نبيلة رغم اشتراكها مع النبلاء بالكنية. &ولكنها على أساس هذا الادعاء كانت تتباهى، دون أساس، بأن صلة قربى تربطها بالقيصر بطرس الأكبر.
&
كما حامت الشكوك حول مورا بودبيرغ بأنها سلمت ستالين مراسلات غوركي الخاصة التي ربما ادت الى تصفية شخصيات سوفيتية انتقدته في مجالسها الخاصة. &واتُهم عشيقها ياغودا هو الآخر خلال محاكمته بقتل غوركي.&
&
وتبين وثائق نُبشت من الأرشيف الوطني البريطاني ان هناك اقاويل بأن مورا بودبيرغ كانت عميلة مزدوجة للبلاشفة والالمان في الفترة الواقعة بين 1922 و1931. &وهناك مزاعم ايضا بـأنها كانت عميلة نازية في عام 1942 وعميلة سوفييتية في عام 1951.&
&
وتشير أدلة وقع عليها الكولونيل السابق في الاستخبارات السوفييتية بيرلين بين وثائق نازية إلى استمرار مخاوف الألمان من كونها عميلة سوفييتية. ولكنه يقول إن الوثائق البريطانية تبقى وثائق حساسة لا يمكن رفع الحظر على نشرها. &&
&
ولم يعرف من تقدم الى المحكمة العليا الروسية بطلب رد الاعتبار الى ياغودا رغم التحرك الذي اقترن بعهد بوتين لتزيين صورة الفترة الستالينية. &ولكن منظمات حقوقية رحبت برفض المحكمة رد الاعتبار أليه قائلة إنه شخص قاد أجهزة امنية لسنوات عديدة ارتكب خلالها جرائم كثيرة ولا يمكن رد الاعتبار اليه. &