فيما وافق بارزاني اليوم على إرسال فوجين من البيشمركة إلى محافظة الأنبار للمشاركة في معركة تحريرها، رفض الحكيم الشروط الأميركية لدعم القوات العراقية في حربها ضد تنظيم "داعش" والقاضية بإبعاد ميليشيا الحشد الشعبي عنها لتحريرالأنبار والموصل.. وبينما تستمر المعارك في محافظة الأنبار وحول مصفى بيجي النفطي بمحافظة صلاح الدين فقد توجهت تعزيزات عاجلة إلى المحافظتين لدعم قواتهما في مواجهة هجوم "داعش" المستمر منذ خمسة أيام.

لندن: أكد رئيس المجلس الاعلى عمار الحكيم الذي يملك فصائل مسلحة تقاتل ضد تنظيم "داعش" رفض ما قال انها شروط أميركية للتدخل في المعارك التي تخوضها قوات الأمن العراقية مدعومة من قوات الحشد الشعبي.. وقال ان العراقيين قادرون على تحرير البلاد واصفا هذه الشروط الأميركية بإبعاد قوات الحشد الشعبي عن المشاركة, مقابل تدخلها الجوي في المعركة بالمرفوضة.

وقال الحكيم في تصريح صحافي ارسل مكتب ناطقيه كتلة المواطن التابعة للمجلس الاعلى نصه إلى "إيلاف" الثلاثاء "اننا نشكر كل من يدعمنا في معركتنا المصيرية وكل من يقف معنا في هذه اللحظة التاريخية من حياتنا وحياة وطننا ولكننا نقول ان الدعم يجب ان لا يكون مغلفا بشروط وإملاءات علينا وان الصديق لا يشترط على صديقه والحليف لا يشترط على حليفه".

&وأكد& أنّ العراق "ابتلى بالإرهاب الأسود والفكر المنحرف الظلامي التكفيري منذ عشر سنوات وكنا دائما نستمع لنصائح أصدقائنا وحلفائنا" في أشارة إلى الولايات المتحدة التي تربطها بالعراق اتفاقية اطار استراتيجي للتعاون وقعت اواخر عام 2008.&

وأضاف قائلا "لقد جربنا كل الوصفات وكل الحلول وكل الخبرات وقد حان الوقت كي يستمعوا الينا وإلى حلولنا ولتتوقف قائمة الشروط المرافقة للدعم والنصائح فنحن كدولة نقبل النصح ولكن لا نقبل الشروط وخصوصا التعجيزية منها وتحت أي مبرر". ورأى الحكيم ان من يحاول تشويه صورة الحشد الشعبي هم "قلة منحرفة وبأصواتهم المبحوحة يطيلون في عمر الارهاب والاغتصاب بقصد او بغير قصد".

وجاء هذا الاعتراض بعد ان رهنت الولايات المتحدة مشاركة التحالف الدولي في القتال ضد "داعش" الذي يسيطرعلى محافظة الأنبار الغربية منذ عام ونصف العام تقريباً بانسحاب الميليشيات الشيعية المقاتلة ضمن الحشد الشعبيي من المحافظة.

وقال السفير الأميركي في العراق ستيوارت جونز خلال اجتماع مع مسؤولي وشخصيات محافظة الأنبار قبل ايام ان وجود هذه الميليشيات التي أشار إلى أنّها تعرقل عمل التحالف الدولي سيتسبب بأعمال عنف طائفية فضلاً عن انها مرفوضة من قبل الاهالي والعشائر الموجودة هناك لا سيما ان هذا الموقف العشائري تؤيده واشنطن بشدة.

ويخشى المسؤولون الأميركيون من ان وجود ميليشيا الحشد الشعبي في الأنبار قد يدفع المجتمع السني بشكل متزايد نحو التضامن مع تنظيم داعش وهو ما يمكن ان يحصل في الموصل ايضا بعدها ويشكل كارثة حقيقية نظرا لان& هذه الجماعات الشيعية غير منضبطة.

وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت الذي كان حاضراً في اللقاء مع السفير الاميركي إن "السفير قال لنا ان الاميركيين لن يقوموا بشن ضربات على مواقع التنظيم الا بعد انسحاب الحشد الشعبي من مناطقكم".. فرد السفير قائلاً "استمرار طائرات التحالف الدولي بقصف مواقع تنظيم داعش مرهون بانسحاب تلك الجماعات الشيعية من الأنبار".

وتصر حكومة الأنبار المحلية حاليا على عدم مشاركة الحشد الشعبي في القتال الحالي لاستعادة المحافظة من داعش فضلاً عن رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي سبق وأن وعد شيوخ المدينة ومسؤوليها بان تلك الجماعات المسلحة لن تكون جزءاً من الحرب في الأنبار.

ومن جهة اخرى اعلن رئيس مجلس الأنبار صباح كرحوت، الثلاثاء، أن رئيس إقليم كردستان مسعود& بارزاني وافق على إرسال فوجين من البيشمركة إلى الأنبار للمشاركة بتحرير المحافظة.

وقال كرحوت إن "مجلس الأنبار طالب رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بإرسال تعزيزات عسكرية إلى الأنبار للمشاركة بعمليات تحرير المحافظة".& وأضاف كرحوت في تصريح لوكالة السومرية نيوز أن "بارزاني وافق على إرسال فوجين من البيشمركة خلال أيام إلى المحافظة للمشاركة بعمليات تحرير المحافظة".

ومن المنتظر ان يجري الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي محادثات في البيت الابيض في واشنطن الثلاثاء يفترض ان تهيمن عليها الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية.

وكان العبادي الذي سيلتقي للمرة الاولى اوباما في البيت الابيض قال امس انه سيطلب من الولايات المتحدة المزيد من التسليح والضربات الجوية في مواجهة التنظيم.. مشددا القول "نريد زيادة كبيرة في الغارات الجوية وامدادات السلاح".

تعزيزات عسكرية تصل إلى بيجي والأنبار

وفي وقت تستمر فيه المعارك في محافظة الأنبار وحول مصفى بيجي النفطي في محافظة صلاح الدين فقد تم الاعلان عن ارسال تعزيزات عاجلة إلى المحافظتين لدعم قواتهما في مواجهة هجوم تنظيم "داعش" عليهما والمستمر منذ خمسة أيام.

فقد أكد مصدر أمني استمرار المعارك حول مصفى بيجي بين القوات الأمنية وعناصر داعش الذي أشار إلى أنّه دفع بالمزيد من التعزيزات في محاولة للسيطرة على المصفى الا ان القوات الأمنية تصدت بكل قوة لتلك المحاولات وكبدت المهاجمين خسائر فادحة بالارواح والمعدات.

وفي وقت سابق اليوم حاصر عناصر من تنظيم داعش بينهم 5 انتحاريين مصفى بيجي شمال تكريت واندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الأمنية لحماية المصفى والتنظيم ما اسفر عن استشهاد اللواء ضيف خليف ايوب آمر فوج حماية المصفى و12 من شرطة المصفى.

وأكد قائد عمليات محافظة صلاح الدين الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي اليوم وصول تعزيزات عسكرية لمساندة القوات الأمنية المرابطة في مصفى بيجي.. وقال إن "تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت من ثلاثة محاور لمساندة القوات الأمنية الموجودة في مصفى بيجي".

ومن جهته قال قائمقام قضاء بيجي محمد محمود الجبوري إن مسلحي "داعش" تمكنوا من السيطرة على معهد النفط ومبنى فرع توزيع صلاح الدين وعلى شركة المنظفات الكيماوية داخل مصفى بيجي بعد اختراق التحصينات الدفاعية للمصفى".. موضحا أن "اشتباكات عنيفة مستمرة حتى الآن ولليوم الثالث على التوالي تجرى بين عناصر التنظيم والقوة الأمنية المكلفة بحماية المصفى".

وأضاف الجبوري، أن "خمسة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة فجروا أنفسهم داخل المصفى مستهدفين القوات الأمنية المكلفة حماية المصفى"، مشيرا إلى أن "العشرات من عناصر التنظيم سقطوا بين جريح وقتيل في تلك الاشتباكات" كما نقلت عنه وكالة "السومرية نيوز".

وأشار قائمقام قضاء بيجي إلى أن "أكثر من 1000 مقاتل من القوات الأمنية والحشد الشعبي شرعوا بالتحرك منذ ليلة أمس إلى قضاء بيجي عبر ثلاثة محاور: محور باتجاه قرية البعيجي شرق بيجي، ومحوران باتجاه مركز القضاء لتحرير قضاء بيجي وفك الحصار عن المصفى"... لافتًا إلى أن "ضربات الطيران محدودة جدا بسبب ان عناصر التنظيم يختبئون ويتحصنون بجوار المعدات والمكائن الخاصة بالمصفى".

وبالتوازي مع ذلك أعلنت قيادة عمليات بابل جنوب بغداد عن ارسال فوجين من قوات الجيش وفوج من الشرطة إلى محافظة الأنبار للتصدي لتنظيم "داعش".

وقال قائد عمليات بابل اللواء رياض عبد الأمير الخيكاني في تصريح صحافي إن "قيادة عمليات بابل أجرت مراسم توديع فوجين من الجيش وفوج نخبة طوارئ شرطة بابل، حيث تحركت الأفواج الثلاثة من بابل إلى محافظة الأنبار من اجل مشاركة القوات الأمنية في عملية& استعادة المحافظة من سيطرة& داعش".

وأضاف ان "ضباط ومنتسبي الأفواج تم تدربيهم بشكل كامل خلال الفترة الماضية واصبحوا جاهزين للمعركة وتم تجهيزهم بأسلحة وآليات ومعدات حديثة ، فضلا عن فوج النخبة المعروف مسبقا في استعادة جرف النصر من أيدي داعش". وأوضح قائلا ان "ضباط ومنتسبي الأفواج الثلاثة سيشاركون مع إخوانهم في قيادة عمليات الأنبار من تشكيلات الجيش والشرطة الشرفاء و أبناء العشائر في القضاء على تنظيمات داعش".