يعتزم البرلمان الأوروبي إصدار "بيان موقف" غير ملزم& بشأن أحداث العام 1915، وذلك بالتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لإبادة الأرمن في عهد السلطنة العثمانية.

نصر المجالي: من المنتظر أن يوجه البرلمان الأوروبي، الأربعاء، دعوة لكل من تركيا والأرمن لإحراز تقدم في مسار تطبيع العلاقات الثنائية بينهما. وقالت فيرديكا موغريني، الممثلة العليا للسياسات الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، أنهم سيترقبون عن كثب الموقف الذي سيتخذه البرلمان، "لكننا سنلتزم بموقف المفوضية الأوروبية في هذا الشأن".

وتابعت المسؤولة الأوروبية قائلة: "السلام أحد الأعمدة الرئيسية للمشروع الأوروبي وقيمه. لذلك، فإن تطبيع العلاقات التركية - الأرمينية في أسرع وقت ممكن، أمر غاية في الأهمية. وثمة حاجة ماسة إلى تطبيق وتنفيذ البرتوكولات التي تم توقيعها قبل سنوات بين البلدين".

ودأب الأرمن على إطلاق نداءات تدعو إلى تجريم تركيا وتحميلها مسؤولية مزاعم تتمحور حول تعرض أرمن الأناضول إلى عملية "إبادة" حسب تعبيرهم، على يد الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى، أو ما يعرف بأحداث عام 1915، كما يفضل الجانب الأرمني التركيز على معاناة الأرمن فقط في تلك الفترة، وتحريف الأحداث التاريخية بطرق مختلفة، ليبدو كما لو أن الأتراك قد ارتكبوا إبادة جماعية ضد الأرمن.

وتقول وكالة أنباء (الأناضول) الرشمية إن الموقف التركي يقر بأن كثيراً من المسيحيين الأرمن قتلوا خلال اشتباكات مع الجنود العثمانيين اعتبارًا من 15 ابريل (نيسان) العام 1915 حينما كانت أرمينيا جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، ولكن أنقرة تنكر أن يكون مئات الآلاف قد قتلوا أو أن ذلك يرقى إلى مستوى إبادة جماعية.

اقتراح تركي مرفوض

وكانت تركيا اقترحت على لسان حكومتها منذ مطلع الألفية الثالثة، تشكيل لجنة من المؤرخين الأتراك والأرمن، لتقوم بدراسة الأرشيف المتعلق بأحداث 1915، الموجود لدى تركيا وأرمينيا والدول الأخرى ذات العلاقة بالأحداث، لتعرض نتائجها بشكل حيادي على الرأي العام العالمي أو الى أي مرجع معترف به من قبل الطرفين.

لكن الإقتراح قوبل برفض من أرمينيا، التي تعتبر إدعاءات الإبادة قضية غير قابلة للنقاش بأي شكل من الأشكال، وتقول تركيا إن ما حدث في تلك الفترة هو "تهجير احترازي" ضمن أراضي الدولة العثمانية بسبب عمالة بعض العصابات الأرمنية للجيش الروسي.

وفي غضون ذلك، واصلت تركيا اتهاماتها للبابا فرانسيس في شأن تصريحاته في قداس الأحد الماضي بشأن المجازر ضد الأرمن.

أردوغان يتهم البابا

فقد اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بابا الفاتيكان، الثلاثاء، بالتحدث بـ''كلام فارغ'' وحذره من تكرار الملاحظات عن أن الأرمن كانوا ضحايا لـ''إبادة جماعية''.

حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء من ان تركيا ستتجاهل اي قرار من جانب البرلمان الاوروبي يصف قتل الارمن في 1915 في الحرب العالمية الاولى بالابادة قائلا ان مثل ذلك الاعتراف "يدخل من اذن ويخرج من الاخرى".

وقال اردوغان للصحافيين في مطار انقرة قبيل توجهه الى كازاخستان "ايا كان قرار برلمان الاتحاد الاوروبي اليوم فانه سيدخل من اذن ويخرج من الاخرى لانه من المستحيل ان تقبل تركيا بمثل ذلك الاثم او الجريمة".

وقال اردوغان "اجهل في الوقت الحاضر نوع القرار الذي سيتوصلون اليه (...) لكن بالكاد افهم لما نحن، كأمة، اضافة الى وسائل الاعلام المطبوعة والمرئية، نأخذ موقف الدفاع".

واضاف "شخصيا لا يهمني الدفاع لاننا لا نحمل وصمة او شبحا مثل الابادة".

وقال اردوغان الاربعاء ان تركيا تضم نحو 100 الف مواطن ارمني، يعملون على اراضيها وبعضهم بصورة غير قانونية.

واضاف "بامكاننا ترحيلهم لكننا لم نفعل ذلك. لا زلنا نستضيفهم في بلدنا. من غير الممكن فهم مثل الموقف ضد دولة تبدي حسن ضيافة".

وكان البابا قد وصف في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان الأرمن بضحايا ''الإبادة الجماعية الأولى في القرن الـ20''، الأمر الذي أثار غضب تركيا ودفعها لاستدعاء سفيرها إلى الفاتيكان فورًا للتشاور في أنقرة.

وانتقد أردوغان البابا خلال مؤتمر للمصدرين الأتراك في أنقرة قائلاً: ''البابا المبجل لن يرتكب هذا الخطأ مرة أخرى''، مضيفًا أنه ''يحذر'' الزعيم الكاثوليكي. وأضاف ''عندما يتولى السياسيون ورجال الدين عمل المؤرخين فهم لا يقولون الحقيقة، ولكنهم بدلاً من ذلك، يقولون كلاماً فارغاً''.