يجد لبنان اليوم نفسه في مثلث رعب تشكله ثلاثة خطوط للتوتر العالي، تتقاطع في ما بينها، هي شهادة وليد جنبلاط في المحكمة الدولية ومعركة القلمون الموعودة، وانكشاف مخطط لإغتيال شخصيات عدة، بينها السفير السعودي في لبنان.
يجمع المراقبون على أن لبنان مقبل على مرحلة جديدة من التوتر السياسي والأمني، بفعل تراكمات ستنفجر فجأة، واضعة البلد على شفير أزمة جديدة، معززة بانقسام لبناني، لا يبدو أن انحساره سيكون قريبًا.&
&
ويقول المراقبون إن التوتر سيأتي على 3 خطوط متوازية.
&
شهادة جنبلاط
&
الخط الأول هو شهادة النائب وليد جنبلاط، رئيس اللقاء الديمقراطي، أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي يبدأها اليوم وتستمر حتى الخميس، مع تواتر أنباء عن تلقي جنبلاط، الذي كان الحليف الأول لرئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري بوجه النظام الأمني اللبناني السوري حينها، نصائح من أطراف عدة، تدعوه إلى تجنب الإدلاء بأي مواقف أو ذكريات تستفز حزب الله في هذه المرحلة، رغم أن جنبلاط قال مرارًا إنه سيقول للمحكمة كل ما يعرفه، حتى لو أصاب حزب الله، في ما يبدو انكساراً جديداً للجرة بين جنبلاط وحسن نصرالله، زعيم حزب الله، على خلفية موقفيهما المتناقضين من الأزمة السورية.
&
ونقلت صحيفة النهار اللبنانية عن مراقبين توقعهم أن تشكل شهادة جنبلاط امام المحكمة الدولية "منعطفًا أساسيًا في الاضاءة على وقائع كثيرة تابعها، سواء بقربه من الحريري أو اطلاعه على خفايا الممارسات السورية في لبنان".
&
معركة القلمون
&
الخط الثاني هو معركة القلمون، الذي طال الحديث عنها من حزب الله ومن جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية (داعش). الفريقان يحشدان، ويمارسان كل أشكال الحرب النفسية، ويعدان بمفاجآت. كان المفترض أن تقوم هذه الحرب ما أن يذوب ثلج الشتاء، لكنها تأجلت إلى حين استكمال التجهيزات العسكرية أولًا، وانتظار المؤشرات الاقليمية والدولية.&
&
ويرى مراقبون أن حزب الله قد يتخذ قرار البدء بالمعركة المنتظرة تزامنًا مع شهادة جنبلاط، لتكون عامل ضغط نفسي على الشاهد الأساس، خصوصًا أن حزب الله يعرف عمق المعلومات التي يعرفها جنبلاط، الذي كان الوحيد الذي قال إن السيارة المفخخة التي استهدفت قتل النائب مروان حمادة، قبل&أشهر من اغتيال الحريري، جرى تفخيخها في الضاحية الجنوبية، أي معقل حزب الله في العاصمة اللبنانية بيروت.&
&
وكذلك يعرف أن جنبلاط مستعد لتقديم الكثير من التنازلات في سبيل الحفاظ على السلم الاهلي، وقد فعلها مرارًا تحت الضغط، لذا يحتفظ الحزب بتقرير ساعة الصفر القلمونية وفق الشهادة الجنبلاطية في لاهاي.
&
وفي السياق نفسه، فوجئ اللبنانيون بتقرير وزعته وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للانباء "إرنا"، تورد فيه معلومات حصریة تتحدث عن المرحلة الثانیة من معرکة القلمون، والتي ستبدأ بهجوم واسع من أربع جبهات نحو تلة موسی ومحیطها، "بعد الانتهاء من تموضع القوات والتثبیت الکامل وتجهیز المواقع المحررة بالعتاد والاعداد البشریة القتالیة وبالمدفعیة الصاروخیة اللازمة، والتي ستقوم بالتمهید بالقصف المدفعي المیداني والجوي عندما تحصل القوات علی الموافقة من القیادة وتحدید الساعة الصفر".
&
إغتيالات وفتنة
&
الخط الثالث هو التهديد بالاغتيالات، بعدما نقلت صحيفة اللواء اللبنانية عن مصادر موثوقة، كشفها مخططًا خطيرًا، يهدف إلى اغتيال شخصيات لبنانية رفيعة المستوى من مدينة صيدا الجنوبية، لاحداث فتنة تبدأ من صيدا وتطال كل لبنان.
&
وأشارت المصادر إلى أن رئيسة لجنة التربية النيابية النائب بهية الحريري، ونجلها أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري، وأمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، والمسؤول في سرايا المقاومة التابعة لحزب الله محمد الديراني هم في قائمة المستهدفين.
&
وتقول اللواء إن الأجهزة الأمنية وصلت إلى خيوط لدى تدقيقها في هذه المعلومات قادت إلى توقيف أفراد أُوكلت إليهم مهام تنفيذية، مع العلم ان بعضهم توارى عن الأنظار.
&
إلى ذلك، واستكمالًا لمسلسل الفتنة المعد للبنان، قال السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري إن جهات لبنانية أبلغته بالكشف عن مخطط لمحاولة اغتياله، بعد إيقاف سوري وفلسطيني كانا ضمن خلية إرهابية تخطط لأعمال إجرامية داخل الأراضي اللبنانية.
&
واكد أنه على اتصال مع الحكومة اللبنانية، لاستقصاء حقيقة الحادث، لافتًا إلى أنه سبق أن أبلغ عن مخططات لمحاولة اغتياله داخل لبنان، إذ استدعى الأمر عودته إلى الرياض وبقي فيها نحو سنة كاملة سابقًا.
&
التعليقات