نيروبي: قدم وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين دعمه لكينيا في مكافحة حركة الشباب الصومالية بعد شهر على اسوأ مجزرة يرتكبها المتمردون الاسلاميون على الاراضي الكينية. وقال كيري في مؤتمر صحافي في نيروبي "نحن معنيون جدا في محاولة مساعدة كينيا لصد الارهاب"، مضيفا ان "كينيا شريك حيوي في المعركة ضد الارهاب والتعاون بين حكومتينا قوي جدا".

وكينيا التي تحارب حركة الشباب في الصومال المجاور في اطار قوة الاتحاد الافريقي، تتعرض منذ سنوات لهجمات هؤلاء المتمردين التابعين للقاعدة على اراضيها. وتبقى البلاد تحت وطأة الهجوم على جامعة غاريسا (شمال-شرق) في مطلع نيسان/ابريل الذي اوقع 148 قتيلا بينهم 142 طالبا.

وندد كيري مرارا الاثنين ب"المآسي" التي تسبب بها الاسلاميون الشباب سواء في غاريسا او في نيروبي عبر هجومهم على مركز وست غيت التجاري في ايلول/سبتمبر 2013 والذي خلف 67 قتيلا. وابدى ثقته بان واشنطن وحلفاءها "لديهم القدرة على شن هجوم مضاد".

وقد صدمت كينيا بالهجوم على جامعة غاريسا الذي شنته مجموعة من الاسلاميين المسلحين الصوماليين واثار استنكارا دوليا. وهو اسوأ هجوم على الاراضي الكينية اعلنت مسؤوليتها عنه حركة الشباب الاسلامية التي يحاربها الجيش الكيني في الصومال المجاور في اطار قوة الاتحاد الافريقي. وقال البيت الابيض ان الولايات المتحدة خصصت منذ 2007 "اكثر من نصف مليار دولار" لهذه القوة الافريقية.

وقامت من جانب اخر في السنوات الماضية بسلسلة عمليات عسكرية في الصومال مثل هجمات بطائرات بدون طيار وعمليات كوماندوس ضد حركة الشباب ما ادى خصوصا الى مقتل زعيمها احمد عبدي غودان في ايلول/سبتمبر 2014.

ومن خلال زيارته هذه الدولة الواقعة في شرق افريقيا، يحضر وزير الخارجية لزيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى موطن ابيه في اواخر تموز/يوليو. وسيزور كيري بعدها جيبوتي، وفي نهاية الاسبوع الرياض وباريس حيث سيناقش الامن الاقليمي مع نظرائه في دول الخليج.

وكانت زيارات كبار المسؤولين الاميركيين الى نيروبي - كان آخرها زيارة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في 2012- غير واردة لفترة طويلة بسبب تهم كانت موجهة حتى كانون الاول/ديسمبر الماضي للرئيس اوهورو كينياتا من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الانسانية.

وفي وقت سابق، وضع كيري باقة زهور على النصب التذكاري الذي اقيم في الموقع السابق للسفارة الاميركية التي استهدفها تفجير نفذه تنظيم القاعدة في آب/اغسطس 1998 واودى بحياة 213 شخصا.

وقال وزير الخارجية الاميركي في بيان مقتضب ان "الارهابيين الذين شنوا اعتداءهم في 7 آب/اغسطس 1998 اخفقوا تماما في محاولتهم زرع الخوف في قلوب الكينيين واشاعة الفرقة بين اميركا ومواطني هذا البلد. لقد اخفقوا للسبب نفسه الذي سيجعل الارهابين يخفقون دائما".

واضاف "ليس فقط بواسطة جيوشنا ومن خلال تطبيق القانون بل ايضا بشيء اقوى بالتأكيد ويمكنه ان يحدث فارقا كبيرا في النهاية وهو وحدتنا ومثلنا العليا".

ورأى كيري الذي تضمن خطابه الدعوة الى محاربة كبرى المنظمات "الارهابية" الدولية، ان "المكان الوحيد للقاعدة وحركة الشباب الاسلامية وبوكو حرام وداعش (في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية) هو الماضي. هي لا تنتمي الى المستقبل".

وبحث كيري مع الرئيس كينياتا محاربة حركة الشباب الاسلامية التي تدور في فلك القاعدة. وقال اثر اللقاء "انا مسرور بان الرئيس كينياتا عزز توافقنا حول ضرورة احترام حقوق الانسان ودولة القانون في اطار مكافحة الارهاب". وتوجه منظمات المجتمع الاهلي انتقادات دورية الى التجاوزات المرتكبة باسم مكافحة "الارهاب".

لكن نائب الرئيس الكيني ويليام رونو تطرق الى موضوع حساس بقوله "لا مكان في بلادنا لمثليي الجنس". واضاف "هذا ما اريد ان اؤكده"، وذلك خلال قداس الاحد، يوم وصول كيري الى بلد يعاقب فيه القانون المثلية الجنسية. وعلق كيري "تعتبر الولايات المتحدة ان جميع البشر ولدوا متساوين وان لهم جميعا الحقوق نفسها مهما كانت معتقداتهم او جنسهم او كيفية اختيار شركائهم".

الى ذلك، اشاد الوزير الاميركي بدور كينيا في استقبال "مئات الاف اللاجئين" الصوماليين الذين تضيق بهم المخيمات، معلنا مساعدة اضافية بقيمة 45 مليون دولار ستخصص للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة.

وباتت زيارة جون كيري قبل زيارة باراك اوباما ممكنة منذ اسقطت المحكمة الجنائية الدولية اواخر 2014 ملاحقاتها حول جرائم ضد الانسانية والدور المفترض للرئيس كينياتا في اعمال العنف التي تلت الانتخابات اواخر 2007 ومطلع 2007.

وسيقوم اوباما المولود من ام اميركية واب كيني، في تموز/يوليو بزيارته الاولى الى كينيا بصفته رئيسا. وستكون زيارته الرابعة الى افريقيا جنوب الصحراء منذ وصوله الى البيت الابيض في كانون الثاني/يناير 2009.