رغم أنه تعرض لانتقادات عديدة، إلا أن رئيس حزب العمال إد ميليباند يحقق شعبية كبيرة في أوساط البريطانيين. بدأ ميليباند حياته السياسية ناشطًا طلابيًا في الجامعة وصعد سريعًا إلى قيادة حزب العمال، وعمره لا يتجاوز 39 عامًا، ويعد أصغر رئيس للحزب منذ تأسيسه.&

&إيلاف - متابعة: خرج رئيس حزب العمال البريطاني إد ميليباند من الحملة الانتخابية بمزيد من الشعبية، حيث اكتسب مكانته كمرشح مفضل لرئاسة الوزراء بالرغم من اندفاع خصومه ومهاجمة الحيز الاكبر من الصحافة له.
&
ففي حين أطلقت العديد من وسائل الإعلام البريطانية عليه &لقب "رئيس وزراء بريطانيا المنتظر"، اعتبرته الصحافة الشعبية المحافظة في بريطانيا "إد الأحمر" أو "إد الشيوعي"، كونه يدعو &إلى اتباع سياسات تميل إلى اليسار وتركز على التقشف وشد الأحزمة.&
&
ويعارض ميليباند إجراء استفتاء حول العضوية في الاتحاد الاوروبي وتعهد بدعم الشركات الصغيرة، ورغم أنه فاز في الانتخابات الداخلية لحزب العمال عام 2010 على شقيقه ديفيد، وذلك بدعم من النقابات العمالية إلا أنه تراجع عن دعمها.
&
وكانت النقابات تنتظر دعمه في معركته مع حكومة المحافظين في مسألة الزيادة في الأجور والدعم في حالة اللجوء للإضرابات، لكنه قال إنه غير مدين لها بشيء.&وخلال الحملة الدعاية التي سبقت الانتخابات الحالية، اتهمه حزب المحافظين المنافس بأنه ينوي التحالف مع حزب القوميين الاسكتلنديين، لكنه نفى هذا الأمر مرارًا.&
&
تأييد
&
واعتبرت صحيفة (غارديان) التي اعربت عن دعمها له هذا الاسبوع، "ايًا كان اصرار وعنف اعدائه في جهودهم لهزمه، فانه يخرج دومًا بصورة جيدة. التهجم الشخصي عليه بلا جدوى. ميليباند لا يمس".
&
معارضة&
&
وفي آخر محاولة هاجمت الصحافة المحافظة المسيطرة الى حد كبير في البلاد "اد الاحمر"، محذرة من الفوضى وهجرة رؤوس الاموال في حال فوزه، وهي نتيجة يفكر فيها المراهنون والاستطلاعات بجدية.
&
شعبية على تويتر&
&
لكن في نظر العامة، بات ميليباند يتمتع بشعبية، على ما انعكس في حسابات لانصاره على موقع تويتر أنشأتها مراهقات بعد انزعاجهنّ من تصويره بشكل ساخر. وهذا التأييد المفاجئ حققه ادوارد صامويل ميليباند البالغ من العمر 45 عاماً بفضل جهد حثيث بذله لتحسين صورته.
&
"طعن شقيقه"
&
وفي اطلالاته بدا مثابرًا ومرتاحًا، مبتعدًا عن صورة "التلميذ المجتهد" الاخرق والمحرج، التي لازمته منذ أن تولى رئاسة الحزب العمالي في 2010 بعد معركة مع شقيقه ديفيد وزير الخارجية البريطاني الأسبق. وهذا الصراع بين الاشقاء استغله خصومه المحافظون، فاكدوا انه "سيطعن البلاد على ما فعل" مع شقيقه الذي يكبره بأربع سنوات.
&
كما اثمرت رسالته الداعية الى عدالة اكبر في البلاد، التي تشهد نسبة نمو هائلة ومستوى بطالة من الادنى في اوروبا، فتكاثرت الوظائف الموقتة وبنوك الغذاء. واعتبرت صحيفة ا(يفنينغ ستاندارد) التي تنتقده بالعادة أن "ثقته في نفسه وقيمه الراسخة وتصميمه على تغيير المملكة المتحدة تضيف طاقة الى الحملة".
&
ورأى مدير الابحاث في كلية لندن للاقتصاد توني برافرس أن ميليباند "احرز نتائج افضل مما توقعه بعض المحافظين الذين راهنوا على تقصيره".&ولوح رئيس الحكومة ديفيد كاميرون الساعي الى ولاية ثانية بسيناريوهات كارثية في حال فوز ميليباند، واصفًا اياه بأنه "عاجز".
&
فطوال خمس سنوات، عمد رئيس الوزراء الى تقريع ميليباند تكرارًا في اثناء جلسات مساءلة الحكومة امام برلمان وستمنستر من دون التمكن من زعزعة ثقته بنفسه.
&
عائلة سياسية&
&
ونشأ ميليباند، وهو ابن اكاديمي ماركسي بارز ووالدة ناشطة، في منزل متأثر بالسياسة، حيث لقي وشقيقه ديفيد التشجيع منذ سن مبكرة على المشاركة في حفلات عشاء حضرها مثقفون يساريون من مختلف انحاء العالم. وفقد والداه المهاجران اليهوديان الكثير من افراد عائلتيهما في المحرقة.
&
والتقى الوالدان في كلية لندن للاقتصاد، التي تعتبر معقلاً للفكر اليساري البريطاني في مطلع الستينيات.
&
ناشط طلابي
&
في اثناء الدراسة في جامعة اوكسفورد، كان اد ميليباند طالبًا ناشطًا سياسيًا، وتمكن بعد فترة قصيرة من العمل كصحافي سياسي من الصعود سريعًا في تراتبية حزب العمال. في اثناء حكم حزب العمال قبل 2010 عمل ميليباند لصالح وزير المالية غوردون براون، الذي كانت علاقته حساسة جدًا ببلير، واعتبر اكثر يسارية من رئيس الوزراء انذاك.
&
واعتبرت &صحيفة (نيو ستيتسمان) الاسبوعية أن ميليباند تمكن من ترسيخ قيادته لحزب العمال من خلال نجاحه في ابقائه موحدًا، بالرغم من التيارات المتعارضة في وسطه. غير أن معارضته لاستفتاء حول العضوية في الاتحاد الاوروبي لقيت تأييد عالم الاعمال، وكذلك تعهداته بدعم الشركات الصغيرة.
&
وهو الآن متزوج من المحامية المدافعة عن البيئة جاستن ثورنتن، ولديهما ابنان.