يبدو أن الانتخابات البريطانية تصنع التاريخ، أو هذا ما تظهره النتائج الأولية الصادرة حتى الآن، التي كشفت عن فوز طالبة اسكتلندية في العشرين من عمرها لتكون أصغر نائب في مجلس العموم البريطاني منذ 350 عامًا.

إعداد عبد الاله مجيد: أصبحت طالبة في العشرين من العمر أصغر نائب في مجلس العموم البريطاني منذ 1667. وفازت مهيري بلاك التي تدرس العلوم السياسية بمقعد كان يشغله القيادي في حزب العمال ومن أبرز الوجوه العمالية في اسكتلندا دوغلاس الكسندر، الذي كان وزير الخارجية في حكومة الظل العمالية.

مرارة الهزيمة

وفاز الكسندر بمقعده في الانتخابات الماضية بأغلبية تزيد على 16 الف صوت تبخرت في هذه الانتخابات. ومما يزيد الهزيمة مرارة أن الكسندر تولى إدارة الحملة الانتخابية لحزب العمال بسبب خبرته الانتخابية الواسعة.

ولكن هذه كلها لم تكن كافية للوقوف في طريق بلاك التي ما زالت طالبة في جامعة غلاسكو راكبة موجة من المشاعر القومية في اسكتلندا اكتسحت بها الأغلبية السابقة لمنافسها العمالي بحصولها على أكثر من 23 الف صوت.

والقت بلاك كلمة حارة بمناسبة الفوز امتدحت فيها غريمها العمالي المهزوم بالقول "أنا في الوقت الذي أُقدر أن هذه ضربة الى دوغلاس الكسندر آمل بصدق أن يستمر في النظر الى مستقبله في معترك السياسة ما أن يفوق من صدمة هذه النتيجة".

تعهدات بلاك

كما وجهت بلاك رسالة جامعة الى الناخبين قائلة "سواء منحتم اصواتكم للحزب القومي الاسكتلندي أو لغيره، واياً تكن آراؤكم بشأن مستقبل اسكتلندا فاني سأعمل على تمثيلكم وكل من في هذه الدائرة الانتخابية بكل ما في وسعي".

واستقبل ناخبو بلاك بعاصفة من التصفيق تعهدها بأن يوقف الحزب القومي الاسكتلندي ما سمته هدر مليارات على تجديد برنامج غواصات ترايندت النووية، التي توجد قواعدها في اسكتلندا.

كما وعدت بالدعوة الى منح اسكتلندا السلطات، التي وعدت بها حكومة ديفيد كاميرون خلال حملة الاستفتاء على الاستقلال مقابل التصويت برفض الانفصال. واعلنت أنها ستناضل من اجل انهاء الاجراءات التقشفية التي قالت انها تضر بشرائح واسعة من السكان في اسكتلندا وبريطانيا عمومًا.

وحين سُئلت بلاك عمّا ستفعله بعد الفوز اجابت انها ستعمل على انجاز رسالتها الأكاديمية المقرر أن تقدمها في نهاية ايار (مايو) لنيل الشهادة الجامعية بالعلوم السياسية.

ويُفترض ألا تواجه بلاك صعوبة في نيل الشهادة بعد أن اختارت لموضوع رسالتها الأكاديمية الحزب القومي الاسكتلندي نفسه، وكيف تمكن هيكله التنظيمي من استيعاب موجة الأعضاء الجدد، الذين رفدوا صفوفه منذ الاستفتاء من 20 الف عضو الى أكثر من 100 الف عضو في الوقت الحاضر.

أصغر نائب
&
وكان أصغر نائب في مجلس العموم قبل بلاك، الزعيم السابق لحزب الديمقراطيين الأحرار تشارلس كندي، وهو اسكتلندي ايضًا، الذي انتُخب في سن الثالثة والعشرين، ولكن بلاك تصغره بثلاث سنوات. وفوجئت بلاك حين قال لها أحد الصحافيين انها أصغر نائب في المجلس منذ زهاء 350 سنة.

وكان والد بلاك نصيراً قديمًا لحزب العمال، ولكن آماله وآمال ابنته خابت بالحزب في الفترة الأخيرة. وقالت بلاك إنها نشأت في عائلة اشتراكية وتعرف تاريخ حزب العمال وقياداته قبل أن تنهي تأييدها له.

وكانت بلاك لفتت الانظار اليها في بداية الحملة الانتخابية عندما نُشرت افلام فيديو ظهرت فيها، خلال اجتماع حاشد من أجل استقلال اسكتلندا قبل الاستفتاء اواخر العام الماضي، واصفة من يرفضون الانفصال بأنهم مغفلون وأنانيون. ولكنها أكدت بعد انتخابها نائبة عن منطقة بيسلي أنها غيّرت موقفها من الرافضين للاستقلال.