سلّم الائتلاف السوري المعارض رسالتين إلى ستيفان دي ميستورا وبان كي مون، رفض فيهما مشاركة إيران في المفاوضات بجنيف، لأنها تحتل سوريا.

بهية مارديني: التقى هيثم المالح، موفدًا من الائتلاف الوطني السوري المعارض، في جنيف المبعوث الأممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا وشرح له موقف الائتلاف من مشاورات جنيف والحل السياسي، فيما حصلت "ايلاف" على نص الرسالتين اللتين سلمهما الائتلاف الى الأمم المتحدة والمبعوث الأممي .

توصل إلى حل سياسي

وسلم المالح المبعوث الأممي رسالة من الائتلاف تضمنت شرحًا وتوضيحًا لموقفه بشأن حل الصراع في سوريا. واعتبر الائتلاف أن محادثات الأمم المتحدة ومشاركة إيران فيها تضر بالشعب السوري وتفاقم من معاناته. وأكد بيان أصدره مكتب دي ميستورا أن الموفد الأممي حث الائتلاف على الاستمرار في المساهمة في مشاورات جنيف.

وبنهاية الجلسات، قال المبعوث الأممي: "المناقشات الغنية مع المحاورين السوريين والدوليين كانت تذكيرًا آخر نابعًا من شعور مشترك بالحاجة الملحة لمساعدة الشعب السوري على التوصل إلى حل سياسي وإنهاء الصراع"، مشددًا على التزام الأمم المتحدة تكثيف جهودها في هذا الصدد.

وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض رفض خلال اجتماعات هيئته العامة مطلع الأسبوع الجاري المشاركة في مشاورات جنيف، التي يجريها دي ميستورا مع أطراف المعارضة السورية. وقرر الائتلاف ارسال رسالتين الى دي ميستورا والى بان كي مون الأمين العام للامم المتحدة.

تحفظ الائتلاف

في رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، سلمها المالح الخميس، جدد الائتلاف ادانة ما يقوم به النظام السوري من جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية.

وبالنسبة إلى المشاورات التي أعلنها دي ميستورا بشأن الوضع في سوريا، أكد الائتلاف تحفظه "على الآلية التي أعلنها بشأن دعوة ممثلي المعارضة السورية"، وتجاهل أن الائتلاف الوطني يحوز على اعتراف 114 دولة بما فيها الأمم المتحدة بوصفه ممثلا شرعيا للشعب السوري، كما سبق أن حضر جولتي المفاوضات بهذه الصفة في جنيف 2 تحت رعايتكم الموقرة".

وأضاف: "الطريقة التي اعتمدها دي ميستورا ستؤدي إلى الإساءة للمعارضة السورية والإضرار بوحدة موقفها، في الوقت الي تعامل فيه بصورة مغايرة مع النظام السوري، ما سيؤدي إلى إلحاق الضرر بالعملية السياسية ومستقبلها، إضافة إلى أن دعوة إيران للتشاور في الوقت الذي لم تعترف فيه ببنود جنيف-1 والقرارات الدولية ذات الصلة، وترتكب الجرائم في سورية عبر ميليشياتها بما فيها عناصر الحرس الثوري سيكون له انعكاس سلبي على واقع العملية السياسية وآفاق نجاحها".

وثيقة مرفقة

أشارت الرسالة الى أنه سبق للائتلاف الوطني أن أجرى مشاورات مثمرة مع دي ميستورا بشأن مقترحاته التي تعامل معها النظام بسلبية واضحة. وأكد الائتلاف مجددًا ستعداده لاستمرار التعاون والتشاور مع الأمم المتحدة ومبعوث الأمين العام، "وقد أبلغنا دي ميستورا بموقفنا ورؤيتنا للحل السياسي بوثيقة مرفقة صادرة عن أعلى سلطة في الائتلاف بالاستناد إلى بيان جنيف-1 ومؤتمر جنيف-2".

وفي رسالة أخرى الى دي ميستورا، أبدى الائتلاف استغرابه للآلية التي تناول من خلالها المشاورات، "والتغاضي عن مقترحات تقدمتم بها خلال الأشهر الماضية وموقف النظام السلبي منها، والتجاهل الواضح لحقيقة أن الائتلاف الوطني يحوز على اعتراف 114 دولة بصفته ممثلًا شرعيًا للشعب السوري، بما في ذلك الأمم المتحدة، وقد تعامل مبعوثو الأمين العام السابقون معه على هذا الأساس، وحضر مؤتمر جنيف-2 بالصفة ذاتها".

إيران تحتل البلد

وقالت الرسالة إن الائتلاف بوصفه ممثلًا شرعيًا للشعب السوري وشركاء أساسيون في الوصول إلى حل سياسي في سوريا، اعتبر أن الطريقة التي اتبعها ميستورا في تحديد أكثر من أربعين طرفًا للتشاور لن تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة، وسيكون لها تأثير سلبي على مهمته ودور الأمم المتحدة وسمعتها، الأمر الذي سينعكس سلبًا على الشعب السوري ويزيد من معاناته.

واعتبر الائتلاف أن دعوة إيران للتشاور – وهي بلد يحتل سوريا وتنكل بشعبها – لها أثر بالغ الضرر على نجاح العملية السياسية وسمعة المنظمة الدولية، "فإيران لم تعترف ببيان جنيف-1 وهو الأساس الذي اعتمدته الأمم المتحدة للحل السياسي في سوريا، وتواصل تزويد النظام بوسائل القتل والتدمير وتعمل على تغذية الإرهاب العابر للحدود من خلال الميليشيات التي تجلبها إلى سوريا".

مستعدون

وأشار في ذات سياق الرسالة الأولى أنه "سبق أن التقى الائتلاف بكافة هيئاته ومكوناته للتشاور معكم ومع فريقكم، ونؤكد استعدادنا للاستمرار بالعمل والتشاور من أجل إنجاح مساعي الأمم المتحدة لمساعدة الشعب السوري وإنهاء معاناته".

أضافت الرسالة: "بهذه المناسبة نود دعوتكم بكل احترام إلى جلسة تشاور معمقة تبحث الوضع السوري بكل جوانبه ومستقبل العملية السياسية، وفق أسس جنيف-1 وقرارات الشرعية الدولية، في مدينة اسطنبول في الوقت الذي ترونه مناسبا في حزيران (يونيو) القادم".

وأرفق الائتلاف مع الرسالة وثيقة المبادئ الأساسية للتسوية السياسية في سورية والتي تستند إلى بيان جنيف-1وتحدد رؤيته لتنفيذ هذا البيان عمليًا.