هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه أحكام الإعدام التي صدرت في مصر بحق الرئيس السابق محمد مرسي وعدد من قياديي الإخوان.


نصر المجالي: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "للأسف فإن مصر تعود نحو الوراء، لقد حُكم على الرئيس المصري محمد مرسي بالإعدام، وهو الذي وصل إلى سدّة الحكم بعد حصوله على 52 % من الأصوات الانتخابية".

وأضاف: "وللأسف مازال الغرب يحجم عن اتخاذ موقف إزاء السيسي الانقلابي - في الوقت الذي يلغي فيه الغرب عقوبة الإعدام لديه - ويقف موقف المتفرج على قرارات الإعدام هذه في مصر، ولا يتخذ أي إجراء بهذا الخصوص".

وأحالت محكمة مصرية يوم السبت أوراق الرئيس السابق محمد مرسي وأكثر من مئة آخرين بينهم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع والداعية يوسف القرضاوي وخيرت الشاطر وابنه وسعد الكتاتنى، عصام العريان، محمد البلتاجى، محمود عزت، صلاح عبد المقصود وأحمد رجب سليمان ومحمود عزت ومحمد البلتاجي وأحمد عبد العاطي مدير مكتب مرسي خلال رئاسته وصلاح عبد المقصود وزير الإعلام في حكومة مرسي.

سداد جميع الديون

وكان الرئيس التركي يتحدث خلال حفل افتتاح مجموعة مشاريع خدمية في منطقة سلطان غازي في إسطنبول، وأضاف أن تركيا تمكنت من سداد جميع ديونها لصندوق النقد الدولي، والتي كانت تبلغ 23.5 مليار دولار أميركي، وأن خزينة البنك المركزي التركي تضم فائضًا يبلغ 122 مليار دولار أميركي، لكن ما زال هنالك من يطمع في الاستحواذ على المال الذي في الخزينة، وإعادة تصفيرها.

ولفت أردوغان إلى أنه تعرض للمحاكمة من قبل الانقلابيين في تركيا، بسبب أبيات من الشعر قرأها (عام 1998)، وحكم عليه أثر ذلك بالسجن زورًا وبهتانًا، وأقصي عن رئاسة بلدية إسطنبول، وأن الانقلابيين أوقفوا مشاريع خدمية كان د وضع حجر الأساس لها، وذلك في أحداث 28 فبراير (شباط)، في إشارة إلى القرارات الصادرة عن الجيش التركي في اجتماع مجلس الأمن القومي& 1997، وما تلاها من أحداث نتج عنها استقالة رئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان وإنهاء حكومته الائتلافية.

وأشار أردوغان إلى أن السنوات التي تلت أحداث 28 فبراير (شباط المظلمة، حملت معها الكثير من التغيرات، حيث قام الشعب بإيصاله (أي أردوغان) إلى رئاسة الوزراء، في الوقت الذي كان يسعى فيه الانقلابيون لدفن شخصية أردوغان في صفحات التاريخ، ثم قام الشعب مجددًا بانتخابه رئيسًا للجمهورية، طاويا صفحة الانقلابيين وجعلها جزءا من التاريخ ويصبحوا بعد ذلك نسيًا منسيًا.

أوغلو: مهانة تتكرر

وعلى هذا الصعيد، قال رئيس الوزراء التركي، رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، أحمد داود أوغلو في تعليق على حكم الإعدام بحق الرئيس المصري المعزول محمد مرسي : "إن المهانة والآلام التي شهدتها تركيا قبل 55 عاما، تتكرر اليوم في مصر"، في إشارة إلى إعدام رئيس الوزراء التركي الأسبق عدنان مندريس.

وقالت وكالة أنباء (الأناضول) إن كلام أوغلو جاء في كلمة له اليوم السبت، أمام حشد من أنصار ومؤيدي الحزب بولاية بورصة، حيث تطرق داود أوغلو إلى أحكام الإعدام التي أصدرتها محكمة مصرية بحق 106 أشخاص بينهم مرسي.

ووجه داود أوغلو خطابه لوسائل الإعلام والبلدان الغربية، التي تدّعي أنها تدافع عن الديمقراطية والحرية، قائلاً: "أين أنتم عندما يُحكم بالإعدام على رئيس منتخب عبر صناديق الاقتراع؟ أين أولئك الذين بدؤوا بإعطاء الدروس خلال أحداث منتزه غزي بارك (في إسطنبول)؟".

وأشار داود أوغلو إلى خبر تناولته وكالة "دوغان" الإخبارية التركية، حول الحكم بإعدام مرسي تحت عنوان " الحكم بالإعدام على مرسي الذي أصبح رئيساً بفوزه بنسبة 52% من الأصوات"، مضيفاً: "إذا كانوا يقصدون بذلك الإيحاء لرئيسنا السيد رجب طيب أردوغان، الفائز بنسبة 52% من الأصوات، فليعلموا أن هذه الأرض لن تشهد مجدداً إرسال رئيس جمهورية أو رئيس وزراء إلى الإعدام".

وأكد داود أوغلو أن حزب العدالة والتنمية صالح الشعب مع دولته، مضيفاً: "لقد تعرض الأشخاص الذين صالحوا الشعب مع الدولة للعقاب، سابقاً، حيث عوقب المرحوم عدنان مندريس الذي صالح الشعب والدولة بداية بسماحه بالآذان باللغة العربية، ولكن هذه المرة لا يمكنهم أن يثنوا حزب العدالة والتنمية عن جهوده قيد أنملة".