احتدمت المعارك بين تنظيم داعش وقوات النظام السوري الأحد في مدينة تدمر الأثرية، بعد أن سيطر التنظيم على أجزاء كبيرة شمال المدينة الواقعة وسط سوريا، وقتل العشرات من الطرفين خلال الاشتباكات. وأعرب قائمون على الآثار عن خشيتهم من أن يدمر التنظيم المتطرف المدينة الأثرية، لكن تقريرا إخباريا أشار إلى أن النظام لم يكن مكترثا بالمدينة الأثرية طوال الفترة الماضية وقصفها مرارا.

إيلاف - متابعة: قتل حوالى ثلاثمئة شخص في المعارك المستمرة في محيط مدينة تدمر في وسط سوريا منذ بدء تنظيم داعش الاربعاء هجوما على المدينة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام السوري، بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.
ويبلغ عدد القتلى 295، وهم 57 مدنيا قضى 49 منهم اعداما على ايدي عناصر داعش وثمانية في القصف، و123 عنصرا من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها، و115 عنصرا من تنظيم داعش.

وقد تمكنت القوات النظامية الاحد من استعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم "داعش" في مدينة تدمر الاثرية وسط سوريا اثر اشتباكات عنيفة.

وذكر محافظ حمص طلال البرازي لوكالة الأنباء الفرنسية"تم افشال هجوم التنظيم واقصاؤهم (جهاديي التنظيم) من الاطراف التي كانوا يتواجدون فيها في شمال وشرق مدينة تدمر" اثر سيطرتهم عليها يوم امس السبت.

واضاف البرازي ان القوات النظامية "تمكنت كذلك من استعادة التلة المطلة على المدينة وبرج الاذاعة والتلفزيون في شمال غرب المدينة بالاضافة الى حاجز الست عند مدخل المدينة" مشيرا الى ان "الامور بخير الان في المدينة ومحيطها".

عشرات القتلى

وكان تنظيم الدولة الاسلامية قد تمكن امس السبت من التقدم والسيطرة على معظم الاحياء الواقعة في الجزء الشمالي من مدينة تدمر حيث دارت اشتباكات ضارية بين الطرفين اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 29 عنصراً من التنظيم المتطرف ومقتل وجرح ما لا يقل عن 47 عنصراً من قوات النظام وقوات الدفاع الموالية لها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتضم مدينة تدمر في الجزء الجنوبي الغربي مواقع اثرية مصنفة على لائحة التراث العالمي وتعرف باعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة.

ويخوض مقاتلو التنظيم اشتباكات عنيفة في المنطقة، بعد تمكنهم الاربعاء من السيطرة على بلدة السخنة التي تبعد ثمانين كيلومترا من تدمر الاستراتيجية نظرا لوقوعها في وسط البادية السورية الحدودية مع محافظة الانبار العراقية التي يسيطر التنظيم على جزء منها.

ومن شان فرض سيطرة التنظيم على المدينة ان يوجه اليه الانظار بشكل اكبر اعلاميا نظرا للمكانة الكبيرة التي تحتلها هذه المدينة التاريخية عالميا ما دفع منظمة اليونيسكو الجمعة للاعراب عن قلقها البالغ ازاء تقدم التنظيم المتطرف من المدينة، وأدرجتها (اليونسكو) على قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر عام 2013.

&حالة رعب

وقال المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبد الكريم السبت لوكالة الصحافة الفرنسية "اعيش حالة رعب" لافتا الى اشتباكات عنيفة في الاطراف الشمالية من المدينة.

وأضاف أن "حجم الخسارة اذا سقطت تدمر بيد داعش سيكون اسوأ من سقوط المدينة في عهد الملكة زنوبيا"، في اشارة الى مراحل تاريخية سابقة حين تمكن الرومان من السيطرة على تدمر واقتادوا ملكتها زنوبيا الى روما.

واوضح عبد الكريم انه في حال وصول مقاتلي التنظيم الى المواقع الاثرية فإنهم "سيفجرون ويدمرون كل شيء"، لافتا الى انه "من الصعب جدا اتخاذ اي اجراءات وقائية لحماية هذه المواقع واثارها التاريخية".

وذكر المرصد السوري أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أعدموا 26 شخصا الجمعة بينهم تسعة قصر وخمس نساء في مناطق سيطروا عليها خارج المدينة.

النظام ليس حريصا

بدوره، لم يكترث نظام الأسد كثيرًا بالمدينة طوال الثورة السورية، حيث& سقوط قذائف الهاون والدبابات والصواريخ على المنطقة الأثرية وواحات النخيل والزيتون، التي أطلقتها مراكز تجمع قوات النظام السوري وشبيحته، بالإضافة إلى ما تلقيه الطائرات الحربية يوميا من براميل وصواريخ على الحرم الأثري.