أجاز النظام الإيراني حزبين جديدين في البلاد، وهو الأمر الذي اعتبره إصلاحيون محاولة لتدارك انفجار في القاعدة الاجتماعية للقوى التابعة لهم. وقال الحزبان الجديدان إنهما ملتزمان بالإصلاحات التدريجية داخل النظام.
&
إعداد عبد الاله مجيد:&بعد سنوات من القمع للتوجهات الاصلاحية ظهر حزبان اصلاحيان جديدان في ايران، ولكن الاصلاحيين ينظرون بعين الشك الى نيات النظام الايراني وراء اجازته حزب "ندائي ايرانيان" (صوت الايرانيين) وحزب "اتحاد ملت ايران" (حزب الوحدة الوطنية الايراني)، خاصة إذا نظر المرء إلى سجل النظام وحملته المتواصلة ضد الاتجاهات الاصلاحية على اختلافها لا يوحيان بالثقة.&
&
خطوة استباقية&
&
وقال محلل سياسي اصلاحي "ان النظام لكي يمنع وقوع انفجار في القاعدة الاجتماعية القوية للمنظمات الاصلاحية أدرك بأنه ليس لديه من خيار إلا السماح بأحزاب مرنة ليضع مؤيديها حيث يستطيع ان يراقبهم".
&
ونقلت صحيفة "فايننشيال تايمز" عن المحلل "ان النظام يأمل بأن تعمل خطوته هذه كما يعمل اللقاح ليمنحه حصانة ضد الأحزاب الاصلاحية المتمردة التي يراها مرضاً كمرض الايبولا".
&
وقال محللون آخرون ان اعضاء الحزبين سيجدون أنفسهم عاجلا أو آجلا بين مطالب الشعب بالحرية السياسية والاجتماعية ورفض النظام الاستجابة.&وعندما تنفجر هذه الاحتقانات يسارع المحافظون الى التدخل والقول للأجهزة الأمنية والاستخباراتية ان الاصلاحيين يحرضون على رفع مطالب شعبية تهدد بقاء النظام.
&
وتُستخدم هذه الذريعة عادة لمنع المرشحين الاصلاحيين من خوض الانتخابات، وهذا ما يتوقع غالبية الايرانيين ان يتكرر قبل الانتخابات البرلمانية القادمة في شباط (فبراير) عام 2016.&
&
قمع المظاهرات&
&
وكان مؤيدو الحركة الخضراء الاصلاحية نزلوا الى الشوارع في تظاهرات ضخمة احتجاجا على تزوير الانتخابات الرئاسية في عام 2009. &واسفر قمع الاحتجاجات عن مقتل أكثر من 100 شخص وسجن مئات آخرين وفرض الاقامة الجبرية على قادة الحركة.
&
الحزبان ملتزمان بالإصلاحات
&
واعلن الحزبان الجديدان التزامهما بالعمل على تحقيق اصلاحات تدريجية من داخل النظام. &ويستمد الحزبان قوتهما من اعضاء سابقين في حزب "مشاركت" الذي كان أكبر الأحزاب الاصلاحية في ايران قبل ان يُحظر بسبب احتجاجات 2009.
&
ويقود حزب اتحاد ملت ايران ولي الله شجاع بوريان وهو نائب اصلاحي سابق في البرلمان، وانتقد المحافظون الترخيص للحزب قائلين انه حزب مشاركت المحظور باسم جديد ويقوده اعضاء حزب مشاركت الذين أفلتوا من الاعتقال.
&
ويضم حزب ندائي ايران 2300 عضو غالبيتهم في اوائل الثلاثينات ويقوده صادق خرازي ، سفير ايران السابق في باريس.&
&
شكوك في توجهات الحزبين&
&
ورغم تقاعد خرازي فانه يتبوأ مركزا مرموقا في المؤسسة الدينية. &وهو نجل أحد آيات الله وابنته متزوجة من نجل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي ونجله متزوج من حفيدة آية الله روح الله الخميني ، كما افادت صحيفة فايننشيال تايمز.&
&
واثار خرزاي شكوكا قوية في توجهات حزبه الاصلاحية حين أعلن "نحن نؤمن بولاية الفقيه ونرى ان الحركات العلمانية كانت أكبر ضربة لايران على امتداد التاريخ". &وأكد خرزاي رفضه التظاهر للتعبير عن مطالب الشعب قائلا "ان التطور السياسي لا يمت بصلة الى تشجيع الناس على النزول الى الاحتجاج في الشوارع".
&
واتهم اصلاحيون خرازي بأنه أقدم اصلا على تأسيس حزبه بناء على اوامر من المرشد الأعلى ولكن آخرين ابدوا ترحيباً حذرا بمبادرته.&
&
وقال السياسي الاصلاحي محمد صادق جوادي حصار "ان الجمهورية الاسلامية اذ تتفاوض مع القوى الكبرى بشأن القضية النووية تحاول ايضا حل مشاكلها في الداخل مع الاصلاحيين". &واضاف "ان التفاعل مع الاصلاحيين ليس بالضرورة طاولة تفاوض مستديرة وان مثل هذه القنوات ، بصرف النظر عن نيات النظام وشكوك الاصلاحيين ، هي ما كنا نأمل بفتحها".&
&
&