تشهد العاصمة الإيرانية طهران ومدن خارجها صدامات بين المحتجين ورجال الأمن رفضًا لقرارات حكومية بزيادة أسعار المشتقات النفطية بنسبة 40 بالمائة، الامر الذي دعا السلطات إلى إعلان حال التأهب وتحذير المواطنين من التظاهر ضد القرارات.
لندن: بدأت الاحتجاجات من خلال حادث مروع في طهران، حين قام أحد راكبي الدراجات النارية التي يستخدمها لتوفير لقمة عيشه وعائلته بإضرام النار في نفسه احتجاجًا على إزدياد أسعار البنزين في محطة الوقود بمنطقة رقم 2 في طهران، فتم نقله إلى مستشفى "شهداء" بمنطقة تجريش.
كما احتشد عدد من سائقي وسائط النقل العامة وسيارات الأجرة "التكسي" في مدينة ورامين في شارع ينتهي إلى قائمّقامية المدينة احتجاجًا على إزدياد أسعار الوقود، حيث إنهالت عليهم قوى الأمن الداخلي بالضرب والشتم.
وبعد اعلان زيادة أسعار المشتقات النفطية ليل الثلاثاء الماضي، وقع اشتباك بين المحتجين وقوات الأمن في محطة الوقود بقضاء رباط كريم بمحافظة طهران حيث حطم المواطنون واجهات المحطة فتم اعتقال 10 منهم .. بينما اعترض سائقو سيارات الأجرة "التاكسي" في مهرشهر بمدينة كرج احتجاجاً على شطب حصة البنزين المقنن من قبل السلطات الإيرانية.
اعلان التأهب بين قوات الأمن
ولمواجهة هذه الاحتجاجات فقد تم وضع قوى الأمن الداخلي ومليشيات البسيج "قوة التعبئة" وعناصر المخابرات في طهران في حالة التأهب القصوى خوفًا من إتساع نطاق الحركات والتظاهرات الاحتجاجية ضد رفع أسعار الوقود.
وقد ادى قرار السلطات الإيرانية بزيادة أسعار البنزين بنسبة 40 بالمئة الى وصول سعر اللتر الواحد إلى 1000 تومان، كما تم حذف حصة البنزين لسيارات الأجرة "التاكسي"، وكذلك الغاء الدعم الحكومي لأسعار الوقود في قطاع الزراعة، الأمر الذي ترتب عليه ارتفاع وتيرة الأسعار بشكل عام، حيث سيكون العبء الرئيسي لذلك على عاتق الفئات ذات الدخل المحدود، التي تشكل غالبية سكان البلد، بحيث انهم غير قادرين حتى في الوقت الحاضر على توفير الحد الأدنى لمقومات العيش لأنفسهم.
تحذير حكومي من الاستجابة لدعوات التظاهر
وخوفاً من اتساع حركة الاحتجاجات الشعبية، فقد حذر قائد الشرطة الإيرانية الجنرال حسين آشتري الشبان الإيرانيين من الاستجابة للدعوات التي أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر ضد قرار الحكومة برفع أسعار البنزين.
وقال آشتري في مؤتمر صحافي إن "الشعب الإيراني يقظ، وإن السلطات المعنية تراقب وتضبط المكالمات الهاتفية والشبكات الاجتماعية التي تروج وتدعو للتظاهر ضد قرار الحكومة برفع أسعار البنزين". وحذر كل من يخرج بتظاهرات ضد حكومة الرئيس حسن روحاني قائلاً "سننفذ مهمتنا بكل قوة ومسؤولية بحسب القانون وطلب الحكومة".
وجاء اعلان الحكومة الإيرانية برفع الدعم الكلي عن البنزين ما يزيد أسعاره بحوالي 40% من اجل توفير 32 مليار دولار سنوياً، كانت مخصصة لدعم الوقود. وبذلك سيصل سعر لتر البنزين العادي إلى 10 آلاف ريال (34 سنتًا) بدلا من 7 آلاف ريال (24 سنتًا).. كما سيبلغ سعر الديزل 3000 ريال (9 سنتات) للتر الواحد، بزيادة 2500 ريال (8 سنتات).
وحسب الاجراءات الحكومية الجديدة، فقد زادت أسعار كل من البنزين بنسبة 118 بالمئة والبنزين الممتاز 100 بالمئة والغاز السائل 326 بالمئة والنفط الأبيض 50 بالمئة والنفط الأسود 200 بالمئة والغازاويل 100 بالمئة خلال 400 يوم مضى، بحسب ما اعترفت بذلك وكالة مهر للأنباء الاثنين الماضي.
وقال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه اليوم الخميس، إن فرض هذه الأعباء من قبل النظام على عاتق المواطنين الكادحين بزيادة أسعار المحروقات يتم في الوقت نفسه الذي يستنزف فيه&اركان النظام مليارات الدولارات من ثروات الشعب الإيراني في مشاريع لاوطنية وفي تصدير الحروب والأزمات إلى كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن وغيرها من دول المنطقة.
وفي هذا الاطار، قال حميد حسني عضو هيئة الأمناء لاتحاد مصدري المشتقات النفطية والغازية والبتروكيمياويات " مع إقتراب موسم الصيف يحتاج بعض مصافي البلد إلى إجراء تصليحات أساسية فيها، ويمكن ان تتعطل لمدة شهرين، لكن الضغوط الاقليمية وقضية اليمن تجعلا توفير وشراء البنزين للحكومة أمرًا صعبًا، كما أن حجم الدعم الحكومي للبضائع وقضايا أخرى، قد جعلت الظروف اكثر صعوبة من قبل".
&
التعليقات