بوجمبورا: أبدت الحكومة البوروندية الأحد استعدادها لقبول اقتراح قمة دول شرق افريقيا بإرجاء الانتخابات رئاسية، مؤكدة بالمقابل رفضها اي بحث في أحقية الرئيس بيار نكورونزيزا بالترشح لولاية ثالثة، الامر الذي اثار حفيظة المعارضة التي دعت للتظاهر.

وسارع رافضو ترشح الرئيس لولاية ثالثة الى ابداء "خيبة املهم" من النتيجة التي انتهت اليها قمة شرق افريقيا التي انعقدت في دار السلام بتنزانيا، ودعوا انصارهم الى التظاهر بقوة الى ان يقتنع الرئيس بالعدول عن الترشح.

وكانت قمة دول شرق افريقيا اعربت الاحد عن "قلقها البالغ حيال المأزق" الراهن في بوروندي داعية الى ارجاء الانتخابات في هذا البلد لفترة لا تقل عن شهر ونصف شهر، مع إحجامها عن اتخاذ موقف من ترشح الرئيس بيار نكورونزيزا لولاية ثالثة.

ودعا رؤساء دول المنطقة في ختام قمتهم الى "ارجاء طويل للانتخابات" المقررة الجمعة لفترة "لا تقل عن شهر ونصف الشهر"، مطالبين "جميع الاطراف البورونديين بوضع حد لاعمال العنف".

ودعوا ايضا الى "نزع سلاح كل حركات الشبيبة المسلحة بشكل عاجل" و"حثت الحكومة البوروندية على تهيئة كل الظروف الضرورية لعودة اللاجئين البورونديين الى بلدهم".

وغاب عن القمة الطرف الاساسي المعني بها، اي رئيس بوروندي الذي بقي في بلاده "لخوض حملة" بعدما تعرض في 13 ايار/مايو لمحاولة انقلاب في وقت كان ايضا في دار السلام لحضور قمة اولى حول الازمة البوروندية.

والغائب الاكبر الثاني كان الرئيس الرواندي بول كاغامي الذي لا يخفي استياءه المتعاظم من حليفه السابق نكورونزيزا.

وفي اول رد فعل لها على قرارات القمة اعلنت الحكومة البوروندية على لسان المتحدث باسمها فيليب نزوبوناريبا انها "ترحب بايجابية باقتراح رؤساء الدول" ارجاء الانتخابات.

وأضاف المتحدث في تصريح لوكالة فرانس برس ان "هذه الفترة ستتيح لنا الجلوس سويا والبحث في مشاركة الجميع"، مؤكدا في الوقت نفسه انه من مسؤولية مفوضية الانتخابات "الاهتمام بالجدول الزمني للانتخابات".

وشدد المتحدث على ان القمة لم تبحث بمسألة الولاية الثالثة "لانها تتعلق بسيادة كل دولة" وبالتالي فان هذه المسألة "مفروغ منها".

لكن المعارضة سارعت الى رفض موقف الحكومة، مؤكدة على لسان احد قادتها باسيفيك نينيناهازوي ان مسألة مدى دستورية الولاية الثالثة يقررها "المتظاهرون الموجودون في الشارع، ونحن سنتظاهر بقوة اكبر مما فعلنا حتى اليوم كي يرحل نكورونزيزا".

واضاف "لقد خاب املنا لأن القمة لم تقل شيئا بخصوص المسألة التي تهمنا: نحن لم ننزل الى الشارع لكي نحصل على ارجاء الانتخابات لمدة شهر ونصف".