تحرق وحدات حماية الشعب الكردي قرى السنة في ريف كوباني، دافعة بنحو 10 آلاف من العرب إلى النزوح، في دليل على ممارستها سياسة التطهير العرقي لمناطقها.
بيروت: في تقرير بعنوان "التطهير العرقي الكردي يطرد 10 آلاف عربي من مناطقهم بشمال سوريا"، قالت صحيفة تايمز البريطانية إن نحو 10 آلاف من العرب السنة تركوا منازلهم ونزحوا عن مناطقهم فرارًا من حملة تطهير عرقية تمارسها الميليشيات الكردية المسلحة ضدهم في الشمال الشرقي السوري، وإن جمعيات حقوق الإنسان الناشطة في المنطقة أكدت أن ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردي تحرق قرى العرب السنة في المنطقة، بعدما سيطرت على بعض المناطق أخيرًا، وطردت منها عناصر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
أعمال انتقامية
أضاف التقرير أن الوحدات الكردية هي أقرب حلفاء الولايات المتحدة في مواجهة داعش في شمال شرق سوريا خلال الأشهر الماضية، وأن أغلب هذه القرى تحيط بمدينة عين العرب (كوباني) التي تشكل اليوم رمزًا لصمود الأكراد بوجه التنظيم المتطرف، بعدما صمدت أمام مقاتليه 4 أشهر متواصلة في العام الماضي، وسجلت عليه انتصارًا كبيرًا.
وتقول الصحيفة إن الحملة الكردية تبدو انتقامًا مما يقولون إنه تعاطف سنس مع مقاتلي داعش، الذي سيطر على مساحات كبيرة في العراق وسوريا منذ العام الماضي.
فقد تناوب على السيطرة على منطقة الحدود السورية التركية منذ 2013 النظام السوري ثم الجيش السوري الحر ثم تنظيمات مقربة من "القاعدة" ثم داعش والميليشيات الكردية.
تغيير ديموغرافي
وتوضح تايمز البريطانية أن عددًا من أعيان القرى المحيطة بعين العرب (كوباني) توجهوا إلى أحد قادة الميليشيا الكردية، فأكد لهم أن جميع شباب القرى مطلوبون لدى الميليشيا الكردية بشكل خاص، ما دفع عشرات آلاف العرب السنة إلى النزوح عن قراهم نحو مناطق سنية أخرى.
وكان الناشط الإعلامي الكردي محمود كرعو قال أخيرًا: "أكثر من 75 قرية بريف عين العرب تعرضت لحرق الأشجار والمحاصيل الزراعية فيها، رغم بعدها عن نقاط الاشتباك مع داعش".
اضاف كرعو: "وحدات حماية الشعب أحرقت أكثر من 90 ألف شجرة وألفي هكتار من الأراضي الزراعية المزروعة بالقمح والشعير، بحجة التخلص من مخلفات الألغام التي زرعها داعش في المنطقة".
ويرى عرب سنة في ريف عين العرب (كوباني) أن هدف هذه العمليات التهجير الممنهج للعرب السنة، من أجل إحداث تغييرات ديمغرافية في المنطقة، رغم أن 80 في المئة من سكان هذه المنطقة عرب سنة، وليسوا اكرادًا.
التعليقات