هل يتوصل مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة إلى الحل السياسي للأزمة الممتدة منذ 4 سنوات في ظل ما يثار عن ضبابية حيثيات عقد المؤتمر وضروراته؟

بهية مارديني: إنطلق اليوم المؤتمر الموسع للمعارضة السورية، الذي تستضيفه القاهرة على مدار يومين، بغية التشاور لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري ومشاركة 220 معارضًا سوريًا.

وتوافد المجتمعون منذ الأحد إلى فندق قريب من مطار القاهرة حيث تعقد الجلسات هناك، في حين كثفت لجنة المتابعة اجتماعاتها للترتيب للاجتماع والتحضير لوثائقه التي سيتوافق عليها الحاضرون.

انتقال جذري

وتمنى منذر آقبيق عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض في تصريحات لـ"إيلاف" للمجتمعين في القاهرة التوفيق والتوافق على إنتاج وثيقة سياسية وخارطة طريق، تنسجم مع طموحات الشعب السوري. وأوضح أن الوثيقة المطلوبة لا بد أن تؤكد الانتقال الجذري والحقيقي للسلطة في دمشق من دون الأسد وأعوانه، الذين ارتكبوا جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب، وكذلك تأكيد مبدأ المحاسبة والعدالة الانتقالية.

من جانبه، قال فؤاد عليكو، المعارض الكردي وعضو الائتلاف الوطني السوري المعارض لـ"إيلاف"، إن هناك مشاركة كردية في مؤتمر القاهرة بصفة شخصية وقسم وجهت لهم الدعوة وربما لن يحضروا، وأعاد ذلك إلى تقييم الموقف من الشخص ذاته.

ضبابية

وقال إنه حتى الآن هناك تساؤلات كثيرة "بسبب ضبابية حيثيات عقد المؤتمر وضروراته، وهل الهدف منه تشكيل جسم سياسي جديد للمعارضة يوازي الائتلاف ومنافس له ويوائم مع محوري المنافسة بين القاهرة وتركيا، أم الهدف منه خفض سقف المعارضة من جنيف1 والقبول بالحل الروسي الإيراني للازمة عبر التخلي عن مبادئ جنيف1 وتشكيل حكومة وحدة وطنية برعاية رأس النظام، أم أن الهدف توسيع دائرة المشاركة السياسية للمعارضة ومن ثم التنسيق مع الائتلاف للعمل معًا تحت سقف جنيف1 وهي تشكيل هيئة حكم انتقالي بكامل الصلاحيات وألا يكون الاسد جزءا منها حسب تفسير المعارضة له، هذه الضبابية خلقت إشكالية في تردد وخشية البعض من الحضور".

وأشار إلى أنه تبقى النتائج النهائية وما يتمخض عنه المؤتمر سيد الموقف النهائي في التقييم.

له أثره

وكان شلال كدو، سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا، عضو الائتلاف الوطني السوري، الذي يشارك في اجتماع القاهرة قال لـ"إيلاف" في تصريحات سابقة: "لا شك في أن حضور وفد كبير من المجلس الوطني الكردي لمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية له أثره، وكذلك فائدة للشأن السوري عمومًا والشأن الكردي خصوصًا الذي نعتبره جزءًا لا يتجزأ من الوضع السوري العام، كون هذا المؤتمر منبرا هاما ويُعقد في دولة مهمة لها ثقلها ودورها المشهود، فضلًا عن انه سيناقش آفاق الحل السياسي الذي يسعى إلى تحقيقه معظم اطياف المعارضة السورية وينادي به المجلس الوطني الكردي قبل غيره."

واعتبر أن أي رفض من قبل المجلس الكردي لحضور هكذا منابر وخصوصًا للمعارضة السورية سيكون خطأ جسيمًا لأن القضية الكردية جزء مهم من القضية الوطنية السورية".

يستمر يومين

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي قال في بيان إن مؤتمر المعارضة السورية من أجل الحل السياسي في سوريا سينطلق في القاهرة اليوم، ويستمر ليومين بحضور مختلف أطياف وشخصيات المعارضة السورية.

وأوضح أن وزير الخارجية المصري سامح شكري سيشارك في الجلسة الافتتاحية. وكان المجلس المصري للشؤون الخارجية وجه 220 دعوة إلى شخصيات معارضة لحضور مؤتمر المعارضة في القاهرة. وأكد مصدر في الائتلاف الوطني السوري المعارض انه لم يتم توجيه دعوة رسمية للائتلاف، مكتفيًا بتوجيه دعوات لأشخاص داخله.

وعقد الاجتماع الأول للمعارضة السورية في القاهرة بين 22 و24 كانون الثاني (يناير) الماضي، وكان من أهم نتائجه إصدار بيان القاهرة، وتشكيل لجنة معنية بمتابعة الاتصالات مع أطراف المعارضة السورية للإعداد لمؤتمر موسع ثان في القاهرة.