رفض رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أسئلة وجهتها إليه لجنة برلمانية مكلفة بالتحقيق في سقوط مدينة الموصل معتبرًا أنها ملغومة وتحمل اتهامات.. فيما يلتقي رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري غدا في واشنطن الرئيس أوباما ونائبه بايدن.

لندن: قالت رئاسة اقليم كردستان في بيان صحافي الخميس اطلعت على نصه "إيلاف" إن اللجنة التحقيقية النيابية والتي شكلت بخصوص سقوط مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية بيد تنظيم داعش وملابسات عملية السقوط قد وجهت مجموعة من الأسئلة لرئاسة اقليم كردستان وبعد الاطلاع عليها ودراسة مضمونها فإن الرئاسة ترى ان "أغلب الاسئلة الموجهة ملغمة ومعبأة بشكوك واتهامات ضمنية بعيدة كل البعد عن الأسباب الحقيقية لسقوط مدينة الموصل وهي عارية عن الشفافية والموضوعية، ذا نرى ان هذه الاسئلة لا تتعلق برئاسة اقليم كردستان وليس لها صلة بنا".

واضافت انه "كان من المفترض ان توجه الاسئلة للمسؤولين والشخصيات الذين عارضوا مشاركة البيشمركة ودعمها ومواجهتها لتنظيم داعش قبل وبعد سقوط الموصل، وكان من المفترض أيضاً ان توجه الأسئلة للقادة العسكريين الذين فروا من المدينة وسلموا اسلحتهم والمدينة لمسلحي داعش".

وأوضحت أن "جميع المواضيع المتعلقة بإدارة المعارك ضد داعش وتفاصيلها ونتائجها في اقليم كردستان هي حصرية وخاصة بمؤسسات الاقليم" في إشارة إلى رفضها الاجابة على اسئلة اللجنة البرلمانية.

وكان رئيس لجنة التحقيق البرلمانية بسقوط الموصل حاكم الزاملي أعلن الاسبوع الماضي عن توجيه اسئلة مكتوبة إلى كل من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ورئيس مجلس النواب السابق أسامة النجيفي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني حول سقوط مدينة الموصل. وكانت اللجنة المكلفة بالتحقيق قد انهت في 23 من الشهر الماضي جلساتها وشرعت بكتابة تقريرها الذي حدد الكثير من أسباب سقوط الموصل.

واكد الزاملي ان من تثبت مسؤوليته عن سقوط المدينة سيحال على القضاء وقد استجوبت اللجنة على مدى الاشهر الثلاثة الماضية قائد عمليات نينوى السابق الفريق الركن مهدي الغراوي وقادة كبارًا آخرين ومن المفترض ان تقدم اللجنة تقريرها النهائي إلى مجلس النواب مطلع الشهر المقبل، فيما تسربت معلومات تؤكد ان التحقيق اثبت "تورط" بعض الشخصيات في أحداث سقوط المدينة.

وكان تنظيم داعش قد فرض سيطرته على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (375 كلم شمال بغداد) في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014 ثم تمدد منها ليسيطر امام انهيار القوات العراقية على مناطق شاسعة من محافظات كركوك وديإلى وصلاح الدين والأنبار مرتكبا انتهاكات فظيعة ضد الأهالي لا سيما من الأقليات وقام بهدم المواقع الدينية والحضارية اعتبرها مجلس الامن ومنظمات محلية وعالمية عديدة جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.

رئيس البرلمان العراقي يلتقي أوباما وبايدن اليوم

يبحث رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري في واشنطن غدا الجمعة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبه جو بايدن تطورات الاوضاع الامنية والسياسية في بلاده ومجريات الحرب ضد تنظيم "داعش".

وقال عماد الخفاجي الناطق باسم رئيس مجلس النواب في تصريح صحافي اليوم إن الجبوري سيلتقي غدا الجمعة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في مقر اقامته تلبية لدعوة افطار صباحي.. موضحا ان اللقاء سيبحث في الشأن العراقي والتحديات التي يواجهها العراق اضافة إلى ملف النازحين وما يمكن ان تقدمه الولايات المتحدة ومؤسساتها الاغاثية في هذا المجال.

واضاف الخفاجي في تصريح صحافي تلقت "إيلاف" نصه ان الجبوري سيلتقي بعد ذلك الرئيس الأميركي باراك أوباما لبحث آخر التطورات والاحتياجات والدعم الضروري لمساعدة العراق في محاربة تنظيم داعش وكذلك مساعدته على تجاوز الآثار السلبية التي خلفها تنظيم داعش من نازحين ومهجرين وتدمير للمنازل والمؤسسات الحكومية والمدنية.

وكان الجبوري بحث في وقت سابق اليوم مع رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جون ماكين والسيناتور ليندزي غراهام الأوضاع الأمنية في العراق في ظل حربه مع تنظيم داعش وضرورة إسراع الولايات المتحدة بتسليح القوات العراقية المسلحة.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أمر أمس بإرسال 500 عسكري اضافي إلى العراق وإنشاء قاعدة تدريب جديدة في محافظة الأنبار للمساعدة في إعادة بناء القوات العراقية التي تتأهب لخوض معركة لاستعادة المناطق التي استولى عليها تنظيم "داعش".

وسيعزز إرسال هؤلاء العسكريين القوة الأميركية المؤلفة من 3100 من المدربين والاستشاريين في العراق وتمثل تعديلا في استراتيجية أوباما الذي يواجه انتقادات متزايدة تقول إنه لا يحارب التنظيم المتشدد بالصرامة الكافية.

وقال البيت الأبيض إن أوباما أمر أيضا "بسرعة تسليم عتاد ومواد أساسية" للقوات العراقية بما في ذلك قوات البشمركة الكردية ومقاتلي العشائر السنية الذين يعملون تحت لواء القيادة العراقية. وجاء الإعلان بعد يومين من تصريح أوباما بأن الولايات المتحدة ليست لديها حتى الآن استراتيجية كاملة لتدريب قوات الأمن العراقية على استعادة الأراضي التي سيطر عليها التنظيم.

وبعد سقوط الرمادي وجهت الولايات المتحدة انتقادات لاذعة لأداء الجيش العراقي وسرعت واشنطن& إمداد الحكومة العراقية بالأسلحة وبحث سبل تحسين برنامج التدريب.