تفقد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني اليوم قوات البيشمركة في منطقة جبل سنجار الشمالية بعد تحريرها من "داعش"، وسط توجه آلاف العائلات النازحة إلى هناك للقاء ذويها الذين كان يحاصرهم التنظيم.. فيما اعلن رئيس وزرائه نجيرفان بارزاني ضم المناطق التي انتزعتها هذه القوات من التنظيم إلى اقليم كردستان.
لندن: وصل رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني إلى جبل سنجار، الذي حررته قوات البيشمركة من سيطرة تنظيم داعش خلال اليومين الماضيين، وتفقد تشكيلات هذه القوات المتواجدة في المنطقة، وهنأها بالانتصارات والمكاسب التي حققتها هناك. واثر ذلك، توجهت آلاف العوائل الايزيدية، النازحة من قضاء سنجار إلى محافظات اقليم كردستان، إلى جبل سنجار بعد تحريره من قبضة داعش.
وأعلن بارزاني من على جبل سنجار إن قوات البيشمركة سجلت خلال 24 ساعة الماضية اسطورة تاريخية باستعادتها قضاء سنجار من أيدي مسلحي تنظيم داعش.
وأوضح في تصريحات للصحافيين أن البيشمركة حررت ثلاثة آلاف كيلومتر مربع من الاراضي خلال 48 ساعة، مهنئاً الايزيديين باستعادة قضاء سنجار. واضاف: "لم يبقَ من الاراضي الكردستانية تحت سيطرة تنظيم داعش الا جزء قليل،& مؤكدًا قدرة البيشمركة على استعادته.
وحول امكانية مشاركة قوات البيشمركة في تحرير مدينة الموصل، اوضح بارزاني قائلاً "عندما تكون لدى الحكومة العراقية خطة لتحرير الموصل فنحن مستعدون لمناقشتها وتقديم المساعدة في تنفيذها".
وقد التقت هذه العوائل ذويها بعد نزول آلاف المحاصرين من الجبل الذي امضوا فيه قرابة خمسة اشهر هربًا من داعش.. كما أن فرق الانقاذ وشاحنات المساعدات الانسانية والاحتياجات الطبية وصلت الجبل لمساعدة العوائل التي قضت&أشهراً محاصرة في العراء.
&فقد دخلت قوات البيشمركة امس إلى مدينة سنجار غربي الموصل شمال العراق بعد معارك مع "الدولة الاسلامية" أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم بعد معارك عنيفة.
وأكد ضباط أكراد أن معنويات عناصر تنظيم "داعش" في المدينة باتت منهارة، حيث بدأت مجموعات منهم منذ مساء الجمعة بالفرار نحو الشرق باتجاه الموصل والغرب باتجاه الحدود السورية، متوقعاً استمرار سيطرة "البيشمركة" على مناطق جديدة في المنطقة.
وبدأت قوات البيشمركة الأربعاء الماضي عملية عسكرية واسعة في ناحيتي زمار وسنجار غرب&الموصل بإسناد جوي من طيران التحالف الدولي، وأعلنت قيادتها سيطرتها على عدد من القرى في الناحيتين وتمكنها من فك الحصار الذي فرضه تنظيم داعش على الآلاف من النازحين في جبل سنجار قبل أكثر من أربعة أشهر.
ضم المناطق المنتزعة من داعش إلى اقليم كردستان
وعلى الصعيد نفسه، فقد أكد رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني اليوم أن ما اسماها بالمناطق "المستقطعة" التي تم تحريرها من قبل قوات البيشمركة خلال الساعات الماضية "سيتم التعامل معها بحسب الدستور العراقي"، موضحًا أن رئيس الاقليم مسعود بارزاني اشرف شخصيًا على تحرير قضاء سنجار.
وقال بارزاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الهولندي بارت كوندرس في اربيل عاصمة الاقليم الاحد& إن المناطق "المستقطعة" التي تم تحريرها من قبل قوات البيشمركة خلال الساعات الماضية "سيتم ضمها للإقليم بحسب الدستور العراقي، الذي سيقرر كيف ومتى ستكون ضمن إقليم كردستان".
وأضاف أن هدف الاقليم الرئيسي كان تحرير تلك المناطق من سيطرة داعش مؤكداً "وجود البيشمركة فيها من مصلحتنا ومصلحة بغداد". وأضاف بارزاني أن "رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني قام بالاشراف شخصيًا على تحرير قضاء سنجار ".
وأشار إلى أنّ" اغلب المناطق في سنجار باتت تحت سيطرة البيشمركة وهناك بعض الاحياء مازال القتال والمواجهات فيها مستمرة"، كما نقلت عنه وكالة "المدى برس" من اربيل. وتطلق تسمية المناطق المستقطعة على المدن والبلدات المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وكردستان في محافظات كركوك والموصل وديإلى، والتي تطالب بضمها إلى الاقليم بذريعة أن معظم سكانها هم من الأكراد.
وأوضح بارزاني إلى أن "اجتماعه مع وزير الخارجية الهولندي اليوم تضمن ثلاثة محاور في مقدمتها دعم البيشمركة ومساعدة النازحين، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي بين الاقليم وهولندا". ومن جانبه، قال وزير الخارجية الهولندي بارت كوندرس خلال المؤتمر إن "زيارتنا تتضمن دعم النازحين ومساعدتهم بكافة الوسائل والطرق الممكنة".
وأضاف اننا "نثمن جهود البيشمركة على تحريرها مناطق التي كانت تحت سيطرة داعش، وسوف يكون دعمنا للبيشمركة مستمرًا في حربها ضد التنظيم". وقال إن زيارته كانت للحديث عن كيفية دعم البيشمركة كونهم يواجهون اخطر تنظيم ارهابي في العالم ومساعدة النازحين عبر المنظمات الإنسانية.
يذكر أن قوات البيشمركة تمكنت من تطهير ألف كيلومتر مربع من عناصر تنظيم داعش خلال 48 ساعة الاخيرة، وتمكنت أمس السبت من السيطرة على الحدود بين العراق وسوريا في المحور الواقع بين ناحية ربيعة وقضاء سنجار&، بعد معارك عنيفة ضد التنظيم الذي كان مسيطراً على الحدود العراقية السورية أسفرت عن انسحابه منها.
وسيطر تنظيم "داعش" منذ بداية آب (أغسطس) الماضي على مساحات واسعة من سهل نينوى بعد معارك ضارية مع قوات البيشمركة اضطرتها الانسحاب منها، وأدت سيطرة التنظيم المتشدد على تلك المناطق التي تسكنها أقليات دينية من المسيحيين والايزيديين والشبك والكاكائية إلى نزوح مئات الآلاف منهم، وحدوث كارثة إنسانية كبيرة من جراء محاصرة آلاف من الايزيديين في جبال سنجار، حيث توفي المئات من النساء والأطفال وكبار السن بسبب الجوع والعطش وحرارة الجو.
التعليقات