تدرس الولايات المتحدة تنفيذ عملية عسكرية في العراق لإنقاذ آلاف الأيزيديين المحاصرين في جبل سنجار في شمال العراق، في خطوة تهدد بوضع القوات الأميركية في مواجهة مباشرة مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".


ما زال مقترح العملية العسكرية في مرحلة التطوير، وينتظر الرئيس باراك أوباما إنضاج المقترح لاتخاذ قرار بشأنه. وقال مسؤولون أميركيون إن عملية الإنقاذ خيار من بين خيارات متعددة يدرسها الجيش الأميركي، بعد عمليات إلقاء المؤن والماء للمحاصرين في ظروف شديدة القسوة خلال الأيام الماضية.&
&
ما بعد الإغاثة
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول أميركي رفيع أن الإدارة تدرس القيام بعمل يتعدى عملية إلقاء الماء والإمدادات. وأضاف المسؤول إن هذه العملية لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية.&

وكان أوباما أعلن مرارًا أن الحملة الجوية لمنع قوات داعش من التقدم نحو أربيل عاصمة إقليم كردستان وإيصال المساعدات إلى النازحين والمحاصرين ستكون محدودة النطاق، ولكنها مفتوحة الأمد عمليًا. كما تعهدت الولايات المتحدة بزيادة دعمها العسكري والسياسي للحكومة العراقية الجديدة إذا كانت حكومة وطنية جامعة تحظى بقبول العرب السنة والكرد. وقال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة بدأت فعلًا بإمداد قوات البيشمركة الكردية بالسلاح من دون تصريح أو إعلان.&

ومن المستبعد أن تنفذ القوات الأميركية عملية إنقاذ في جبل سنجار قبل أن تكون لدى الجيش الأميركي صورة متكاملة عن حجم الأزمة. فالمسؤولون الأميركيون لا يعرفون عدد الأيزيديين المحاصرين، وتتراوح التقديرات بين بضعة آلاف و35 ألفًا.&

مخاطر وتحديات
وقال المسؤول الأميركي الرفيع "إن أي عملية لإنقاذ المحاصرين في الجبل ستواجه تحديات، وسواء نُفّذت من الجو أو على الأرض، فإنها تنطوي على مخاطر". في هذه الأثناء واصلت وزارة الدفاع الأميركية تمهيد الأرض والتحضير لعملية الإنقاذ بإرسال 130 مستشارًا عسكريًا إضافيًا إلى إقليم كردستان لتطوير خيارات يمكن ان يقدمها البنتاغون الى الرئيس اوباما.& ويضم فريق المستشارين جنوداً متمرسين ولديهم خبرة في تنفيذ مهمات صعبة من سلاح مشاة البحرية وقوات العمليات الخاصة.&

بدورها، أعلنت بريطانيا أيضًا عن إرسال مروحيات نقل من طراز تشينوك إلى المنطقة، في خطوة تهيئ القوات البريطانية للمشاركة في إنقاذ الأيزيديين، الذين يواجهون الموت في الجبال.&

ويمكن للقيام بعملية إنقاذ أن يعرِّض الجنود الأميركيين إلى نيران مباشرة من مسلحي داعش، وهذه مخاطرة قد لا يكون أوباما مستعدًا للإقدام عليها. لكنّ مراقبين عسكريين لاحظوا أن طائرات النقل الأميركية الثقيلة والبطيئة تنفذ عمليات إلقاء مساعدات من الجو منذ أسبوع تقريبًا من دون أن تواجه تهديدات جديدة من قوات الدولة الإسلامية على الأرض، وأن هذا يزيد احتمالات أن تحظى عملية الإنقاذ بموافقة أوباما، رغم تطيره المعهود من أشكال التدخل التي قد تورّط الولايات المتحدة في حروب طويلة.
&