نفى قادة أيزيديون ومسؤولون أمميون بشدة ما أعلنته الولايات المتحدة عن كسر الحصار، الذي فرضه مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، على الأيزيديين الهاربين في جبل سنجار وانتهاء الأزمة الإنسانية عمليًا، مؤكدين أن عشرات الآلاف ما زالوا محاصرين في الجبل في ظروف كارثية.


كان الجيش الأميركي أعلن أن فريقًا يضم 18 عنصرًا من مشاة البحرية وقوات العمليات الخاصة أنهى تقويمًا للوضع في جبل سنجار، وتوصل إلى أن غالبية الإيزيديين تمكنت من الفرار، ولم يبقَ إلا بضعة آلاف.&

وقال مسؤولون أميركيون إن هذا التقويم يعني أن احتمالات القيام بعملية إنقاذ كانت تخطط لها القوات الأميركية أصبحت أقل، على حد تعبير المتحدث باسم البنتاغون الأدميرال جون كيربي.

دخيل: غير دقيق
لكن عضو البرلمان العراقي والقائدة الأيزيدية فيان دخيل، التي ترقد في المستشفى بعد إصابتها، إثر تحطم طائرة كانت تنقل مساعدات إنسانية إلى المحاصرين، قالت في اتصال هاتفي من المستشفى، إنها إطلعت على الإدعاءات الأميركية، وبحثتها مع قادة أيزيديين ما زالوا في المنطقة، وأن ما أعلنته الولايات المتحدة "ليس صحيحًا".
&
وأكدت دخيل أن الوضع أفضل الآن منه في السابق، ولكن ليس صحيحًا القول إن جميع الأيزيديين المحاصرين في أمان الآن، وخاصة على الجانب الجنوبي من الجبل، حيث "الوضع فظيع جدًا، وما زال هناك مواطنون لا يتلقون مساعدات"، على حد وصفها.&&

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن دخيل أن عدد الأيزيديين المحاصرين على السفوح الجنوبية من جبل سنجار يُقدر بنحو 70 إلى 80 ألف أيزيدي. وأيّد مسؤولون في الأمم المتحدة ما قالته النائبة الأيزيدية بشأن خطورة الوضع.&

وقال ديفيد سوانسون المتحدث باسم منسق الشؤون الإنسانية في شمال العراق في اتصال هاتفي من محافظة دهوك في إقليم كردستان "إن الأزمة في جبل سنجار لم تنتهِ بأي حال من الأحوال". وأضاف سوانسون "إن آلافًا ما زالوا محاصرين في ظروف من الحرارة اللاهبة والجفاف وخطر الهجوم الداهم عليهم". وأعلن المسؤول الأممي "إن الوضع بعيد عن الحل". ويبلغ طول جبل سنجار نحو 100 كلم، وعرضه 16 كلم.

ورأت النائبة دخيل، التي قالت إنها على اتصال مع الأيزيديين المحاصرين في جبل سنجار، إن الفريق العسكري الأميركي زار الجانب الشمالي من الجبل، لأنه المنطقة الوحيدة التي يمكن الوصول إليها بسهولة بمروحية، في حين أن المشكلة الحقيقية تكمن في الجنوب قرب مواقع مسلحي داعش، وبالتالي فإن الوصول إلى هذه المنطقة بمروحية يكون عملية خطيرة.
&&
الحصار مستمر
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة كيران دواير في مؤتمر صحافي عبر الهاتف من دهوك مع المراسلين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك إن أعدادًا كبيرة من النازحين غادروا الجبل خلال الأيام الثلاثة أو الأربعة الماضية، لكنّ آلافًا ما زالوا في الجبل "وما زلنا نحتاج معالجة القضية". وأعلن دواير "أن الأزمة في الجبل لن تنتهي إلى أن يغادر الجميع بأمان وسلام".&

وقال دواير إن عمليات إلقاء مساعدات من الجو ساعدت بعض الأيزيديين، ولكنها "حل ناقص". وأكد المتحدث باسم منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية سوانسون إن الأزمة بعد نحو أسبوعين "بعيدة عن الحل".

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أشار مساء الخميس من المنتجع الذي يقضي فيه إجازته إلى فريق التقويم العسكري الأميركي قائلًا إن الوضع في جبل سنجار تحسن كثيرًا وأنه لا يتوقع "أن تكون هناك عملية إضافية لإخراج أشخاص من الجبل". وأكد أن الوحدة الصغيرة من القوات البرية التي أجرت عملية التقويم غادرت العراق.

وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن تقديراتها تشير إلى فرار 80 ألف أيزيدي من داعش، ولكنها لا تعرف عدد الذين نزلوا من الجبل والذين نزحوا من مناطق أخرى.
&