وجه شيوخ الدروز في محافظة السويداء جنوبي سوريا مناشدات طالبين السلاح والدعم في مواجهة الخطر المحدق من "داعش" الذي يحشد مقاتليه شرقي السويداء حيث دفع بأسلحة ثقيلة ودبابات غنمها من جيش النظام خلال سيطرته على مدينة تدمر في آيار (مايو) الماضي.

إعداد عبد الاله مجيد: قال ناشط درزي إن النظام السوري "يتخلى عنا لكي نُذبح كما ذُبح الايزيديون". وأضاف "نحن بنظر داعش كفار وسنُقتل".
&
في هذه الأثناء بدأ النظام ينقل مدافعه الثقيلة خارج السويداء حيث أشار سكان إلى أنّه يخطط للانسحاب بالكامل كما انسحب من تدمر تاركًا المحافظة تحت رحمة داعش الذي لا يعرف الرحمة. وتعهدت المعارضة السورية المعتدلة التي تهاجم قواتها مواقع جيش النظام من الغرب باحترام حيادهم في النزاع.

ولكن نظام الأسد لن يغفر للدروز حيادهم، وازداد حقده عليهم بسبب الرفض الواسع بين شبابهم أداء الخدمة العسكرية الالزامية. كما امتنع الدروز عن الانخراط في صفوف المعارضة المسلحة دون أن يشفع لهم ذلك أو يخفف من عداء النظام ضدهم.

وكان 20 درزيًا على الأقل قُتلوا رميا بالرصاص على يد مسلحي جبهة النصرة التي تنتمي إلى تنظيم القاعدة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا حيث اتهموهم بالكفر.

انقسامات

وأحدث التهديد الجديد في السويداء من جانب مسلحي داعش انقسامات في صفوف الطائفة الدرزية بشأن الجهة التي يلجأون اليها طلبا للحماية. ففي الجنوب قطع متظاهرون دروز الطريق الرئيس إلى دمشق احتجاجًا على نقل المدافع الثقيلة من المحافظة.

واتهم الشيخ الدرزي وحيد البلعوس نظام الأسد بالانتقام من الطائفة لرفض أبنائها أداء الخدمة العسكرية ومعاقبة الدروز بتسليم السويداء إلى المتطرفين والتكفيريين. ولكن شيخ عقل طائفة الدروز الرسمي حكمت الهجري دعا الشباب الدروز إلى الالتحاق بصفوف الجيش لحماية السويداء من خطر داعش الداهم الذي يهدد باجتياح المحافظة.

وأثار مصير السويداء قلق الدروز خارج سوريا أيضا. وفي لبنان حيث يعيش نحو 200 الف درزي دعا زعيمهم وليد جنبلاط دروز سوريا إلى المشاركة في الثورة على نظام الأسد قائلا انه "انتهى". ولكن السياسي الدرزي اللبناني القريب من النظام السوري وئام وهاب دعا النظام السوري والطائفة الدرزية إلى تسليح ابناء السويداء لحماية أنفسهم.

ميليشيات محلية

وبدأ الدروز في شمال شرق السويداء تنظيم أنفسهم في ميليشيات محلية بعد مقتل خمسة في هجوم شنه مسلحو داعش على قرية حقف الذي قال قرويون انه اختبار قبل الهجوم المرتقب. ومنذ ذلك الحين عزز داعش وجوده في المنطقة بآليات وأسلحة غنمها من جيش النظام.

وأدان تحالف الجبهة الجنوبية المعتدل الذي يتحرك ضد قوات النظام في غرب السويداء قتل 20 درزيا في ادلب بوصفه جريمة ضد التعايش بين السوريين ومستقبل سوريا. ولكن دروز السويداء ما زالوا يتوجسون مما سيحدث في حال اجتياح المحافظة.

ونقلت صحيفة التايمز عن فهد من سكان مدينة السويداء قوله "هم يقولون انهم سيحموننا من داعش، ولكن هل يستطيعون؟ هل سيحموننا من النصرة ايضا؟". وأضاف فهد "ان هذه مجرد كلمات، فالأسد ليس وحده الذي يتخلى عنا بل الجميع يتخلون عنا ويتركوننا لمصيرنا".

يبلغ عدد الدروز نحو 1.5 مليون في انحاء العالم يتركزون في لبنان (200 الف) وسوريا (700 الف) واسرائيل (130 الفا). وكان الدروز يشكلون نحو 3 في المئة من سكان سوريا قبل اندلاع الانتفاضة ضد نظام الأسد في عام 2011.