رأت غالبية من قراء "إيلاف"&المشاركين في استفتائها الاسبوعي، أنّ خليفة المرشد الاعلى الإيراني علي خامنئي،&الذي يعاني&من مرض سرطان البروستاتا،&سيكون من جناح المتشددين.
لندن: شارك في استفتاء "إيلاف" الاسبوعي 1205 قرّاء أجابوا على السؤال: "مع تدهور صحة خامنئي.. من أي جناح سيكون خليفته؟"، وتنوعت الاجابات بين من رأى أنه سيكون من الجناح المتشدد ومن يعتقد أنه سيكون من الجناح الاخر المعتدل.
خليفة خامنئي ينتمي للجناح المتشدد
ويأتي الاستفتاء في وقت تؤكد أنباء متواترة نقلًا عن شخصيات دبلوماسية غربية وأخرى إيرانية مقربة من خامنئي، أن مرشد الثورة يعاني من مراحل متقدمة من سرطان البروستاتا، وتتوقع أن يكون هناك صراع على السلطة من بعده.
ومنذ توليه منصب القائد الأعلى للجمهورية الإسلامية في 1989، لم يعين خامنئي خليفة له بعكس ما فعل الخميني، ما يؤشر على أن موته أو حتى غيابه لفترة طويلة قد يتسبب في صراع على السلطة وصراع آخر في المفاوضات مع الغرب حول الملف النووي الإيراني.
فقد رأت غالبية المشاركين في الاستفتاء شكل عددها 881 قارئًا بلغت نسبتهم 73 بالمائة من مجموع المصوتين في الاستفتاء الذين بلغ عددهم 1205 قرّاء، أن خليفة خامنئي سيكون من المتشددين.
ومن الواضح أن موقف هذه الشريحة من القراء متأثرة في اجابتها على ما تشهده إيران من مواقف متطرفة ازاء مختلف القضايا الداخلية والخارجية.. كان آخرها على الصعيد الداخلي قمع انتفاضات شعبية بعنف في اقاليم عربية وكردية وبلوشية وشن حملات اعتقال واسعة ضد مواطنيها، اضافة الى منع النساء من حضور السباقات الرياضية ورفض دعوات الاصلاحيين لإلغاء هذا الحظر.. فيما تبلورت على الصعيد الخارجي في التدخلات الإيرانية السافرة في شؤون العراق وسوريا واليمن ولبنان.
يذكر أنه وبحسب الدستور الإيراني، فإن مجلس خبراء القيادة، وهو هيئة منتخبة من 86 عضوًا، هو الذي يقرر من سيكون المرشد القادم للجمهورية الإسلامية، والمجلس مسؤول أيضًا عن الإعلان عن عجز أو إقالة المرشد الأعلى الذي لا يستطيع القيام بواجباته.
ومن الممكن أن يقوم المجلس ورئيسه بدور المرشد الأعلى حتى انتخاب خلف له في حالة وفاته أو عجزه، ولكن المشكلة هي أنه لم يتم اختبار هذا الإجراء الرسمي أبدًا من قبل، إذ إن خامنئي الذي يحكم منذ 25 عامًا في إيران هو المرشد الأعلى الأول والوحيد الذي تم تعيينه بعد وفاة آية الله الخميني الذي كان هو من عيّن خامنئي كخلف له، ولهذا تدور مخاوف من مشكلات قد تصاحب تنفيذ هذه التجربة للمرة الأولى.
أقلية من القرّاء: خليفة خامنئي من الاصلاحيين
اما القسم الآخر من القرّاء،& الذي رأى أن خليفة خامنئي سيكون من الاصلاحيين، فيبدو انه قد تأثر بمواقف الرئيس الإيراني حسن روحاني الاخيرة وبعض مساعديه، التي يدعون فيها الى المرونة في الملف النووي الإيراني ومحاولات ارضاء المكونات الإيرانية.
ففي تصريحات لها السبت الماضي وازاء توسع الاحتجاجات الداخلية والخارجية ضد حرمان الإيرانيات من حضور المسابقات، فقد حاولت نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والاسرة شهیندخت مولاوردي تهدئة هذه المعارضة بانتقاد الاطراف المتشددة التي تعارض حضور النساء للمباريات الرياضية، وذلك غداة مباراة رمزية للكرة الطائرة فازت فيها إيران على الولايات المتحدة.
وشكل القرّاء الذين رأوا أن خليفة خامنئي سيكون إصلاحيًا قلة بين مجموع المستفتين، حيث لم يبلغ عددهم سوى 324 قارئاً نسبتهم 27 بالمائة فقط من مجموع المشاركين في استفتاء "إيلاف".
يذكر ان المادة الخامسة من الدستور الإيراني تنص على أن ولاية الأمة تؤول إلى أعدل وأعلم وأتقى رجل في الأمة ليدير شؤون البلاد وفق ما جاء في المادة (107) من الدستور ونصت المادة نفسها على تساوي المرشد مع عامة الشعب أمام القانون.
ومؤهلات المرشد هي: العلم، والعدالة، والمروءة، والفقه الواسع بظروف العصر، والشجاعة، والفطنة، والذكاء، والقدرة على إدارة الأمور.
ويحظى الولي الفقيه الذي تطلق عليه الصحافة العربية مسمى "المرشد الأعلى" بصلاحيات دستورية واسعة بدءًا من القيادة العامة للقوات المسلحة وتعيين رئيس السلطة القضائية، والمصادقة على صلاحيات رئيس الجمهورية بعد انتخابه وتعيين رئيس مجلس صيانة الدستور، ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام. كما يحق له إلغاء قرارات البرلمان وإعلان الحرب والسلم، فهذه الصلاحيات في مجملها تجعل غياب المرشد يحدث فراغًا في غاية الدقة والحساسية في إيران.
ويتم انتخاب المرشد الأعلى من قبل مجلس الخبراء "المنتخب من قبل الشعب".. وللمرشد الأعلى أكثر من ألفي ممثل أغلبهم برتبة حجة الإسلام ينتشرون في كل الوزارات وفي مؤسسات الدولة وفي المراكز الثقافية داخل إيران وخارجها وفي محافظات إيران الثماني والعشرين.
التعليقات