تتواتر أنباء وتحليلات عن تحرك عسكري تركي في الأراضي السورية بعد تشكيل الحكومة الائتلافية، التي يرجح أن يؤلفها تحالف حزب العدالة والتنمية والحركة القومية.

بيروت: نقل موقع "السورية نت" المعارض عن الخبير في الشأن التركي عبد الناصر حسيو ترجيحه تشكيل حكومة ائتلافية من حزب العدالة والتنمية والحركة القومية بفضل التقارب الفكري بينهما في مسائل عدة، وإقدام هذا التحالف على التدخل العسكري في سوريا.

تدخل في سوريا

ويرى حسيو احتمالًا كبيرًا للبدء بعملية عسكرية تركية داخل الأراضي السورية بعد تأليف الحكومة، مشيرًا إلى&أنه لمس هذا الأمر خلال لقائه عددًا من نواب الحركة القومية.

وأوضح حسيو: "التقيت خلال الفترة الأخيرة عددًا من نواب الحركة الذين يؤيدون التدخل في سوريا، ورئيس الحركة دولت بهجللي يرى أن تركيا تأخرت في التدخل العسكري في سوريا، وتقديم السلاح لقوات المعارضة لا يكفي".

ولفت حسيو إلى أن بهجللي أكد في تصريح له وجوب التدخل في سوريا، كي تقيم تركيا منطقة آمنة بعمق 40 كيلو مترا على الحدود السورية، في سيناريو مشابه لما جرى في التسعينات في شمال العراق حين فرض الجيش التركي منطقة آمنة إبان حربه مع حزب العمال الكردستاني.

وكشف حسيو أن اجتماعين عقدا في أنقرة برئاسة إردوغان، ضما قيادات الجيش وكبار ضباط الاستخبارات والأمن للتداول في هذا الأمر، فيما سرّبت صحيفة "يني شفق" رسالة وجهها إردوغان للرئيس الأميركي باراك أوباما، يعلن فيها عن عدم رضا تركيا على الأوضاع الناشئة على حدودها مع سوريا، "فهذه الأحداث تشير إلى أن هناك تحركا عسكريا تركيا مقبلا في شمال سوريا، لكن حجم هذا التحرك وحدوده وأهدافه وحلفائه المحتملين ستحدد بعد تشكيل الحكومة التركية".

تقارب فتحالف

ويرد حسيو ترجيحه تحالف العدالة والتنمية والحركة القومية إلى أن القاعدة الناخبة لهما متشابهة حيث&إن نسبة كبيرة من أنصارهما يعتبرون من المحافظين، كما قال.

أضاف: "حزب العدالة والتنمية منزعج ومتوجس من تصرفات حزب الشعوب الديمقراطي، إذ رأى الحزب أنه بعدما خسر أصوات الناخبين من أجل عملية السلام مع الأكراد في تركيا، ومع وصول حزب الشعوب الديمقراطي إلى البرلمان، أعرب الحزب الكردي عن رفضه التحالف مع العدالة والتنمية، وطالب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالتنازل عن سلطاته، بالإضافة إلى الدفاع عن ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي القريب من حزب العمال الكردستاني، المصنف على قائمة الإرهاب في تركيا، وهو ما قلل من فرص التحالف بين الجانبين".

من الناحية الاقتصادية، يرى حسيو أن رجال الأعمال في تركيا القريبين من حزب العدالة والتنمية يفضلون التحالف مع الحركة القومية، "فرجال الأعمال في منظمة موسياد، وهو أكبر تجمع لرجال الأعمال في تركيا، قالوا إنهم يؤيدون إقامة حكومة ائتلاف مع الحركة عن بقية الأطراف الأخرى، ما يمثل سببًا آخر للدفع نحو تشكيل حكومة ائتلافية من حزب العدالة والتنمية والحركة القومية".