إيلاف - متابعة: أعلن مسؤول أميركي الثلاثاء أن الرئيس باراك أوباما سيتصل بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لاطلاعه على الإتفاق النووي الذي أبرمته القوى الكبرى مع إيران.

واوضح المسؤول نفسه ان الرئيس الاميركي لم يتصل خلال هذه المفاوضات بالرئيس الايراني حسن روحاني ولا بالمرشد الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي. كما انه لا ينوي زيارة ايران حسب المصدر نفسه.

وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما "ان هذا الاتفاق يعطينا فرصة للذهاب في اتجاه جديد"، لكنه نبه مع ذلك الى ان "هذا الاتفاق ليس قائما على الثقة، انه قائم على التحقق. المفتشون سيكونون قادرين على الوصول الى المنشآت النووية الإيرانية الرئيسة 24 ساعة على 24 ساعة".

وتوصلت إيران والقوى الكبرى الثلاثاء في فيينا الى اتفاق تاريخي يجعل صنع قنبلة ذرية من قبل طهران امرا شبه مستحيل خلال سنوات عدة، مقابل رفع العقوبات بشكل تدريجي لكن مع امكانية اعادة فرضها في حال انتهاك الاتفاق.

حد طموح طهران

ويحد الاتفاق بصفحاته الـ 109 من طموحات طهران النووية مقابل رفع العقوبات التي تخنق اقتصادها بصورة تدريجية. وهذا النجاح الدبلوماسي الذي يكلل مفاوضات ماراتونية حثيثة دامت نحو سنتين، يقفل ملفا يسمم العلاقات الدولية منذ اكثر من اثني عشر عاما.

ورحب الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وطهران وايضا لندن والامين العام للامم المتحدة بان كي مون باتفاق "تاريخي" فيما عبرت موسكو عن "ارتياحها". في المقابل نددت اسرائيل على الفور بالاتفاق واعتبرته "خطأ تاريخيا" سيسمح لإيران بـ "تزويد آلتها الارهابية بالوقود".

اغتنام الفرصة

ويأتي الاتفاق في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الاوسط نزاعات عدة لإيران ضلوع فيها. ودعت باريس طهران الى اغتنام الفرصة لـ "المساعدة على انهاء" النزاع في سوريا.

وهذا الاتفاق يفتح الطريق امام تطبيع للعلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين إيران والمجتمع الدولي في وقت تدور فيه نزاعات عديدة في منطقة الشرق الاوسط. كما انها المرة الاولى ايضا الذي يربط فيها اتفاق على هذا المستوى بين جمهورية إيران الاسلامية والولايات المتحدة منذ قطع علاقاتهما الدبلوماسية في العام 1980.

وقد تم انتزاع الاتفاق بعد سنتين من المفاوضات الشائكة، عقدت الجولة الاخيرة على مدى 18 يوما من دون توقف، لتكون الجلسة الختامية ماراتونية غير مسبوقة بطولها منذ تلك التي افضت الى اتفاقات دايتون التي انهت حرب البوسنة والهرسك في 1995.

وقد تم تمديد المحادثات بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا والمانيا) مرات عدة بسبب خلافات ذللت في نهاية المطاف.

والاتفاق النهائي يؤكد على المبادئ الكبرى التي وضعت في لوزان في نيسان (أبريل)، تلتزم بموجبها طهران بتقليص قدراتها النووية (اجهزة الطرد المركزي، مخزون اليورانيوم المخصب...) خلال سنوات عدة كما يسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالقيام بعمليات تفتيش اوسع.