أعلن رئيس الوزراء التركي المكلف إن التخلي&عن السلاح من جانب منظمة حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) التي وصفها بـ"الإرهابية" سيتحقق بشكل أو بآخر في تركيا.

نصر المجالي: تحادث زعيم حزب العدالة والتنمية التركي، المكلف تشكيل حكومة ائتلافية، أحمد داوود أوغلو، الخميس، مع الرؤساء المشاركين لـ(حزب الشعوب الديمقراطي)، صلاح الدين دميرطاش، وفيغان يوكسك داغ، في إطار مفاوضات تشكيل الحكومة الائتلافية.

وطلب داوود أوغلو من حزب الشعوب الديمقراطي توجيه دعوة (إلى المنظمة) لتسليم جميع الأسلحة في تركيا، مشيدًا بتصريح لدميرطاش قال فيه "كلما ازدادت الديمقراطية يتوجب تناقص الأسلحة ومن ثم انتهاؤها تمامًا".&&

وأكد ضرورة تحقيق التعهدات المنصوص عليها سابقًا في مسيرة السلام الداخلي بشأن خروج جميع العناصر المسلحة، الذين يمارسون العنف، من تركيا، وتحقيق جو أكثر إيجابية مبنيّ على مبادئ السلام والديمقراطية في البلاد.&

لا مكان للإرهاب

ودعا داوود أوغلو حزب الشعوب الديمقراطي، وبقية الأحزاب الممثلة في البرلمان التركي وهي (الشعب الجمهوري، الحركة القومية، العدالة والتنمية) إلى إصدار بيان رباعي بعنوان "لا مكان للإرهاب والعنف في تركيا بعد الآن".

وأضاف أوغلو كما نقلت عنه وكالة (الأناضول): "لنصدر بيانًا مشتركًا، نحن زعماء الأحزاب المتنافسة ديمقراطيًّا في تركيا، نتعهد فيه أننا مستعدون لبذل الجهد من أجل رفع معيار الديمقراطية إلى أعلى مستوى، وعدم التسامح، خلال ذلك، مع أي تدخل مشوب بالإرهاب أو العنف والضغوط، واتخاذ موقف مشترك".

من جهته، قال عضو البرلمان التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي المعارض، سري ثريا أوندر، والمتحدث باسم وفد حزبه: "سننتهج سياسة معارضة بناءة"، معتبراً أن اللقاء مع داوود اوغلو كان واضحاً وشفافًا ومفيداً بالنسبة لهم، وأتاح لهم فرصة لتبادل الآراء بشكل تفصيلي في ما يخص المسائل الإقليمية والداخلية.&

وكان داوود أوغلو صرح قبل تكليفه بتشكيل الحكومة الائتلافية، أن الاتجاه العام في حزب العدالة والتنمية هو لإقامة حكومة ائتلافية مع حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية، غير أنه على استعداد للقاء مسؤولي حزب الشعوب الديمقراطي من أجل تبادل وجهات النظر.

السلام الداخلي

يذكر أن مسيرة السلام الداخلي في تركيا انطلقت قبل أكثر من عامين، من خلال مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة التركية، و"عبد الله أوجلان" زعيم منظمة "بي كا كا" المسجون مدى الحياة في جزيرة "إمرالي"، ببحر مرمرة منذ العام 1999، وذلك بوساطة حزب الشعوب الديمقراطي (حزب السلام والديمقراطية سابقًا وغالبية أعضائه من الأكراد)، وبحضور ممثلين عن جهاز الاستخبارات التركي.

وشملت المرحلة الأولى من المسيرة وقف عمليات المنظمة، وانسحاب عناصرها خارج الحدود التركية، وقد قطعت هذه المرحلة أشواطًا ملحوظةً. وتتضمن المرحلة الثانية عددًا من الخطوات الرامية إلى تعزيز الديمقراطية في البلاد، وصولًا إلى مرحلة مساعدة أعضاء المنظمة الراغبين في العودة، والذين لم يتورطوا في جرائم ملموسة على العودة، والانخراط في المجتمع.

لقاءات الأحزاب

وكان داوود أوغلو التقى أمس الثلاثاء، زعيم حزب الحركة القومية، دولت باهجة لي، في مقر البرلمان، حيث قال في مؤتمر صحافي عقب اللقاء إن زعيم حزب الحركة القومية، جدد رفض حزبه في الدخول بحكومة إئتلافية، كما صرح في العديد من المناسبات منذ انتهاء الانتخابات البرلمانية في 7 يونيو/ حزيران الماضي، مشيراً إلى إمكانية عقد لقاء ثان مع باهجة لي، إذا ما اقتضت الضرورة، وذلك عقب عطلة عيد الفطر.

واستهل داوود أوغلو مباحثات تشكيل الحكومة الائتلافية، أول أمس الاثنين، مع رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو، وقال في مؤتمر صحافي عقب اللقاء، إن الاجتماع جرى في جو "ودي وأخوي للغاية"،& مؤكدًا أن "الهدف من الجولة الأولى من المفاوضات الائتلافية، هو تعزيز الثقة المتبادلة بين الأطراف، وتخطي الحاجز النفسي، وإبداء كل طرف مواقفه المبدئية بشكل عام".