أعلن الحرس الثوري الإيراني تمرده على الاتفاق النووي بين طهران والدول الكبرى، لأنه يقيد القدرات التسليحية لإيران، وقال محمد علي جعفري إن الاتفاق يتجاوز الخطوط الحمراء.


قال الحرس الثوري الإيراني إن بعض بنود الاتفاق النووي تجاوزت الخطوط الحمراء، وأعلن رفضه «تقييد القدرات التسليحية» لبلاده. ونقلت وكالة «تسنيم» الايرانية للأنباء عن محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري قوله، قبل وقت قصير من صدور قرار مجلس الأمن، «بعض أجزاء المسودة تجاوز بوضوح الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية خاصة ما يتعلق بقدرات إيران العسكرية»، واضاف «لن نقبله أبدًا».

قرارات غير قانونية
وكتب حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المرتبطة بشدة بالمرشد الايراني علي خامنئي: «حتى بمجرد النظر إلى الاتفاق يمكنك أن ترى أن بعض الخطوط الحمراء الأساسية للجمهورية الإسلامية لم يتم الحفاظ عليها»، لكنه اضاف «قالت إيران على الدوام إن قرارات مجلس الأمن الدولي غير قانونية لكن بقبول القرار الجديد فنحن نقرها جميعًا».
&
وقد صادق مجلس الأمن بالإجماع أمس، على اتفاق أبرمته إيران والدول الست المعنية بملفها النووي.
وصوّت مندوبو الدول الـ15 الأعضاء في المجلس، برفع الأيدي. وقال المندوب النيوزيلندي جيرارد فان بوهيمن الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس، بعد التصويت: «اعتُمِد مشروع القرار بالإجماع». وينص القرار على وقف العمل تدريجياً بسبعة قرارات أصدرها المجلس منذ العام 2006، تتضمن عقوبات على إيران، شرط التزامها الاتفاق.
&
وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور إن «الاتفاق لا يبدد كل قلقنا، لكنه في حال طُبِّق سيجعل العالم أكثر أمناً»، ودعت طهران إلى «اقتناص الفرصة»، متعهدة أن تساعدها الولايات المتحدة، في حال فعلت بذلك، على «الخروج من عزلتها».
&
وقبل ساعات من إقرار مجلس الأمن الاتفاق النووي، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: «في وقت وصف العالم الاتفاق بأنه نصر للديبلوماسية على الحرب والقوة، مؤسف انه ما زال هناك من يتحدث عن الاستخدام اللامشروع للقوة، لتحقيق أغراضه الباطلة، ويصرّ في شكل عبثي على الاحتفاظ بخيار غير فاعل سلفاً». وأضاف: «يبدو أن هؤلاء لا يدركون أن استخدام القوة للاعتداء على حقوق الآخرين، ليس خياراً، بل وسواس خطر وغير حكيم يثيره عادة الذين يفتقرون إلى القدرات والطاقات المناسبة لإدارة الديبلوماسية وتقويتها وترسيخها».
&
وكان ظريف يعلق على تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الخيار العسكري يبقى مطروحاً على الطاولة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وقول وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إن «أحد الأسباب التي تجعل الاتفاق (النووي) جيداً، هو انه لا يحول بتاتاً دون إبقاء الخيار العسكري» الأميركي على الطاولة، إذا سعت طهران إلى امتلاك «قنبلة». وأضاف: «هذا خيار نبقي عليه ونحسّنه باستمرار».
&
إيران - ألمانيا
في غضون ذلك، رفضت إيران ربط تحسين علاقاتها مع ألمانيا، بامتناعها عن «تهديد أمن إسرائيل». ورأس وزير النفط الإيراني بيجن نمدار زنكنه ووزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابريال في طهران أمس، «ملتقى التعاون الاقتصادي بين إيران وألمانيا».
&
وبات الوزير الألماني الذي يرافقه وفد يمثّل شركات ألمانية، أول مسؤول أوروبي بارز يزور إيران بعد إبرامها الاتفاق النووي مع الدول الست، علماً أن برلين كانت لعقود أبرز شريك تجاري لطهران. وأعلن زنكنه أن «أعمال الدورة الخامسة للجنة المشتركة بين إيران وألمانيا ستبدأ نهاية الصيف أو مطلع الخريف»، فيما ذكر غابريل أن اجتماعاً وزارياً للجنة الاقتصادية الألمانية -الإيرانية سيُعقد في طهران مطلع العام المقبل.
&
وقال غابريال، وهو نائب للمستشارة الألمانية أنغيلا مركل، في حضور زنكنه: «يجب أن تدركوا انه بالنسبة إلينا نحن الألمان، أمن إسرائيل يرتدي أهمية كبرى. أدرك مدى صعوبة النقاش ونحن في ألمانيا نعتقد أيضاً بأن للفلسطينيين الحق في إقامة دولتهم. علاقات جيدة مع ألمانيا تعني وجوب الامتناع عن تهديد امن إسرائيل». وكان غابرييل أبلغ صحيفة «بيلد» الألمانية انه سيعرض خلال زيارته أن تكون ألمانيا «وسيطاً» بين إيران وإسرائيل.
&
وعلّقت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم: «مواقفنا مختلفة تماماً مع ألمانيا حول المسائل الإقليمية، وخلال السنوات الـ35 الماضية، عبّرنا مرات عن مواقفنا في شكل واضح جداً». واستدركت أن طهران وبرلين «تحرصان على توسيع تعاونهما في مختلف المجالات، بما فيها السياسية والاقتصادية». على صعيد آخر، قُتل 28 شخصاً وجُرح وفُقد آخرون، بسبب سيول وفيضانات وانهيار صخور جبلية في طهــران وأماكن أخرى، بعد تعرّضها لعاصــفة ترابية أدت إلى قطع أشجار والتيار الكهربائي في مناطق.