الرباط: توفي اليوم في الرباط الصحافي والسياسي والدبلوماسي المغربي محمد العربي المساري، عن عمر يناهز 79 سنة، وذلك بعد صراع طويل مع المرض. وستقام مراسيم جنازة الراحل ظهر يوم غد في مقبرة الشهداء بالرباط.

بدأ المساري، الذي ولد في مدينة تطوان (شمال المغرب)، مساره الصحافي مباشرة بعد استقلال المغرب، وكان من بين الرعيل الأول المؤسس للإذاعة الوطنية، التي عمل بها ما بين 1958 و1964، قبل أن يلتحق بجريدة العلم الناطقة باسم حزب الاستقلال ( 1964)، والتي تدرج فيها من صحافي إلى رئيس تحرير وصولا إلى مدير النشر( 1982).
&
وانتخب المساري أمينا عاما للنقابة الوطنية للصحافة المغربية وعضوا في الأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب منذ 1969 ونائبا لرئيس الاتحاد من 1996 إلى 1998، وعضو لجنة التحكيم لجائزة اليونسكو لحرية الصحافة (غييرمو كانو) لسنوات 2002 و2003 و2004.
&
وكان للمساري مسار سياسي مواز للمسار الاعلامي، ففي سنة 1965 التحق بالمجلس الوطني لحزب الاستقلال خلال المؤتمر السابع، وفي نفس السنة انتخب عضوا في اللجنة المركزية، قبل أن يتم انتخابه سنة 1974 عضوا في اللجنة التنفيذية للحزب.&
&
وما بين 1984 و1992 تولى المساري رئاسة الفريق النيابي لحزب الاستقلال في ظروف صعبة كان المغرب يجتاز فيها محنة التقويم الهيكلي والاضطرابات السياسية والإجتماعية الناتجة عنها. ثم تولى حقيبة وزارة الإتصال ( الاعلام) &بين عامي 1998 و2000 في إطار حكومة التناوب التوافقي الأولى برئاسة عبد الرحمن اليوسفي.
&
ولمع المساري أيضا في المجال الدبلوماسي، ذلك ان العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني عينه سفيرا للمغرب في البرازيل ( 1985-1991)،وعمل المساري في مجال الدبلوماسية الثقافية كمنسق لفريق المثقفين الإسبان والمغاربة في 1978، وعضو لجنة ابن رشد للحوار المغربي -الإسباني، وعضو مجلس إدارة مؤسسة الثقافات الثلاثة بإشبيلية لولايتين متتاليتين بين 2000 و2008.
&
وترأس المساري أيضا اللجنة الوطنية لإصلاح قوانين الصحافة والنشر، وكذا لجنة ميثاق أخلاقيات المهنة بوكالة الانباء المغربية.
&
ونشر المساري العديد من المؤلفات، من بينها "معركتنا ضد الصهيونية والإمبريالية" سنة 1967 و"المغرب/اسبانيا في آخر مواجهة" 1974 ، و"الأرض في نضالنا السياسي بعد الاستقلال" 1980، و"صباح الخير أيتها الديمقراطية" 1985، و"المغرب بأصوات متعددة" 1996 ، و"المغرب ومحيطه" 1998 ، و"محمد الخامس: من سلطان إلى ملك" 2009، و"ابن عبد الكريم الخطابي من القبيلة إلى الوطن" 2012.