أكد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أن الديمقراطية هي الضمانة الوحيدة لمستقبل البلاد، وتوعد "التنظيمات الإرهابية" بأنها لن تبقى من دون عقاب.
نصر المجالي: في خطاب للأمة، بعنوان "على طريق تركيا الجديدة"، نقلته قنوات التلفزيون التركية، قال داود أوغلو إن الديمقراطية هي الضمانة لكي لا تفقد تركيا سنوات كالتي فقدتها في فترات الانقلابات والإرهاب، ولكي لا تشهد نزاعات بين الإخوة.
وأضاف أن "السلام والاستقرار والتنمية في تركيا، مرتبطة بالديمقراطية"، وأن الضمان الأكبر لمستقبل تركيا يتمثل في الديمقراطية القائمة على حقوق الإنسان والحرية، قائلًا "إن حماية الديمقراطية هي العنصر الأساس الذي يجب أن يتوحد عليه جميع أفراد الشعب التركي بغض النظر عن آرائهم السياسية".
البرلمان
وقال رئيس الحكومة المكلف في خطابه الذي نقلت فقرات منه وكالة (الأناضول): "إرادة الشعب التركي تتجلى في البرلمان، وبالتالي فإن أية محاولة للعمل باسم الشعب يقوم بها أي محفل آخر، في الوقت الذي يقوم به البرلمان بدوره في تمثيل الشعب، ستسفر عن تجاهل إرادة الشعب".
وأشار داود أوغلو إلى أن تركيا تشهد عمليتين مهمتين منذ السابع من حزيران (يونيو) الماضي (تاريخ إجراء الانتخابات البرلمانية)، تتمثل أولاها في محاولات تشكيل الحكومة، والثانية في مكافحة الجهات التي تسعى إلى نشر الإرهاب والفوضى في تركيا، خاصة بعد الهجوم الانتحاري الذي شهدته مدينة سوروج في العشرين من الشهر الجاري.
وقتل 32 شخصًا، وأصيب قرابة 104 آخرين بجروح، جراء تفجير انتحاري وقع الإثنين، في حديقة مركز ثقافي في مدينة "سوروج"، التابعة لولاية شانلي أورفة في جنوب شرق تركيا، بحسب تصريحات مسؤولين أتراك.
داعش وبي كي كي
واعتبر داود أوغلو أن العمليات الإرهابية التي شهدتها تركيا في الأيام الأخيرة، والتي يقف وراءها تنظيم داعش ومنظمة بي كي كي الإرهابيتين، تستهدف أرواح البشر وكرامتهم ومستقبل تركيا، كما تهاجم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وهو ما استدعى إطلاق تركيا عملية عسكرية في ثلاث مناطق بشكل متزامن، أطلق عليها عملية "السلم والديمقراطية"، لأنها تواجه الإرهاب الذي يستهدف السلم والديمقراطية في تركيا.
وأشار إلى أن العملية العسكرية بدأت أولًا في سوريا، ضد تنظيم داعش، ليلة 23/24 تموز (يوليو) الماضي، حيث تمكنت القوات الجوية التركية من تدمير مخابئ داعش، ومخازن ذخيرته، وأماكن تجمعه.
وأوضح داود أوغلو أن القسم الثاني من العملية العسكرية بدأ مساء يوم 24 تموز (يوليو) الماضي في العراق، مستهدفًا كلًا من تنظيم داعش ومنظمة بي كي كي، في حين تمثل القسم الثالث بحملة أمنية داخل تركيا ضد داعش، وبي كي كي، وجبهة حزب التحرير الشعبي الثوري الإرهابية (DHKP-C)، أسفرت عن اعتقال 1302 مشتبه فيهم حتى مساء 29 تموز (يوليو).
العمليات العسكرية
وأكد رئيس الوزراء استمرار العملية العسكرية "حتى لا يجرؤ أحد على تهديد المواطنين الأتراك، ووحدة تركيا وحريتها". ودعا داود أوغلو، المواطنين الأتراك لدعم العملية العسكرية، وألا يراودهم أي شك في قدرات قوات الأمن التركية.
وطلب داود أوغلو من المواطنين الأتراك، التأكد من ثلاثة أمور، أولها استمرار الجهود المكثفة الرامية إلى تشكيل الحكومة، وثانيهما استمرار العمل ليل نهار من أجل حماية النظام العام وتأمين المواطنين، وثالثهما قيام الحكومة باتخاذ جميع التدابير اللازمة من أجل ضمان عدم تأثر الاقتصاد التركي سلبيًا بالأحداث الجارية. كما طالب المواطنين الأتراك بدعم الحكومة التركية في جهودها من أجل حماية وحدة تركيا.
مقال وتهديد
إلى ذلك، توعد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، "التنظيمات الإرهابية التي تستهدف تركيا، بأنها لن تبقى من دون عقاب"، مؤكدًا أن بلاده تحتفظ بجميع حقوقها بموجب القانون الدولي، وسترد على الهجمات بكل حزم.
جاء ذلك في مقال له، نشرته صحيفة (واشنطن بوست)، اليوم السبت، أكد فيه "أن الحرب على الإرهاب لا تعني انتهاء البحث عن سبل الحل"، موضحًا أنه عازم على طرح المسألة بشكل سريع لإيجاد حل منطقي لها، عقب تشكيل حكومة جديدة في البلاد، كما شدد على ضرورة أن تنهي منظمة (بي كي كي) أنشطتها الإرهابية، وأن تسحب عناصرها المسلحة من الأراضي التركية.
وأشار رئيس الوزراء التركي، "أن الأمن القومي التركي يواجه العديد من التهديدات، على الحدود الجنوبية، في الوقت الذي يتنافس فيه النظام (السوري) الفاقد لشرعيته، وتنظيم داعش الإرهابي، على ممارسة البربرية، وقتل مئات الآلاف في سوريا، فيما اضطر الملايين الآخرون إلى ترك منازلهم"، لافتًا إلى وجود مليوني سوري في تركيا.
التصدي للأشرار
وأكد داود أوغلو، أنه لا يمكن حل جميع المشاكل بالطرق الدبلوماسية، قائلًا "كما يوجد طيبون، يوجد أشرار ينبغي التصدي لهم"، مشيرًا إلى أن تركيا قدمت تضحيات جسامًا ضد الإرهاب، وأن عزيمتها لم تفتر، وأنها مستعدة لمواجهة أي خطر إرهابي.
وأضاف، أن بلاده بوصفها عضوًا في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، تستخدم في الوقت الراهن كل إمكاناتها الوطنية بشكل فعال، لإجبار تنظيم "داعش" على التراجع، وأنهم يتخذون خطوات مهمة بهذا الصدد، وفقاً للقانون الدولي، كما أوضح أن التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية، سيجعل الحرب ضد الإرهابيين بمعية الحلفاء أكثر فعالية، مبيناً بالقول "مع إزالة داعش من الحدود التركية، لا يكونون (الحلفاء) قضوا على تنظيم إرهابي بشع وحسب، وإنما سيمدون يد المساعدة للمعارضة السورية، العنصر الوحيد الذي يقاتل ضد النظام وداعش".
الاتفاق التركي ـ الأميركي
وبشأن الاتفاق التركي - الأميركي، بيّن داود أوغلو أنه جاء إيماناً أن بإمكانهم من خلال العمل المشترك مع واشنطن، قلب اتجاه التطرف في المنطقة، وخلق أرضية مناسبة للاستقرار، مضيفاً "داعش يشكل عدونا المشترك، سنحاربه سوية بجميع إمكاناتنا المتاحة، حتى القضاء على أسلحته وفكره المتطرف بشكل تام".
وخلص داود أوغلو، إلى أنه لا يمكن إنقاذ سوريا من أزمتها، ما لم يتم إبعاد نظام الأسد عن السلطة في دمشق، مؤكداً أن الأسد هو المسؤول عن إرتكاب المجازر والفوضى، التي أدت إلى ظهور داعش، وأنه لا يمكن القضاء على التطرف والظروف المؤاتيه له، ما لم يرحل بشار الأسد والمقربون منه.
التعليقات