بغداد: على الرغم من الإرتياح الذي عم الجماهير العراقية بموافقة مجلس النواب على حزمة الإصلاحات التي قدمها رئيس الوزراء حيدر العبادي، إلا أن المتظاهرين المحتجين، يؤكدون الاستمرار في التظاهر إلى ان تتحقق كل مطالبهم.
&
وأبدى العديد من شباب الحراك الشعبي حذرهم مما سيحدث في الايام المقبلة، مؤكدين أن موافقة مجلس النواب على حزمة الإصلاحات رسمت ابتسامة فقط على وجوههم، فيما توقعوا أن أحداثا ستقع لاحقا وعليهم الانتباه جيدا لما يدور حولهم، وقال البعض إن الجلسة رفعت، لكن علينا ان لا نركن إلى الكسل، مشيرين بقولهم إلى ان (ساحة التحرير تنتظرنا غدا الجمعة.. وما انتصارنا إلا في اول جولة وأمامنا عدة جولات).
كما أبدى البعض ملاحظات تفيد أن المعارضين للإصلاحات والمتضررين منها، لم يبدأوا بعد هجومهم الشوارعي، كما وصفوه، وهذا يتطلب، كما يعتقدون استباقاً لما ستأتي به الأيام المقبلة، وترصيناً أكثر لـ"كتلة التظاهر" في بغداد والمحافظات، ووفق ما يتردد على ألسنة الكثيرين من اقتراحات تتمثل في فرز قيادة واضحة لميادين التظاهر، قادرة وحدها على تمثيل المتظاهرين، والتنسيق بين قيادات التظاهر في بغداد والمحافظات، فعلى الرغم من المطالب العامة شبه الموحّدة، هناك اختلاف في ظروف كل محافظة. ومن الضروري ان لا يؤدي هذا الاختلاف إلى تشتيت زخم التظاهر.
واكد البعض ايضا ان هناك معلومات مؤكدة تفيد أن احد اكبر المتضررين من اصلاحات العبادي يقوم بأجتماعات سرية وتجنيد المندسين وارسالهم للدخول بين المتظاهرين وإعطائهم التعليمات، ومن هذه التعليمات: التصادم مع القوات الأمنية وإرباك الوضع الأمني وقطع الشوارع والتهجم على القوات الأمنية وحرق الإطارات، وقطع الطرق والترويج للنظام الرئاسي بدلاً من النظام البرلماني ومهاجمة الدوائر الحكومية واحراق محتوياتها.
&
الشباب واعداء الاصلاحات
فقد اكد الشاب احمد الجيلاوي، ناشط مدني ومتظاهر، أن الحذر مطلوب لأن أعداء الإصلاحات كثيرون، وقال: تصويت أعضاء البرلمان على إصلاحات العبادي كانت رغما عنهم لانهم يعرفون أن الشعب لن يسكت عليهم، لذلك هناك من يمتلئ قلبه غيظا علينا، ولا أعتقد انه سيرضى بالهزيمة بسهولة لاسيما ان هناك عددا كبيرا من الفاسدين واتباع الفاسدين .
&واضاف: اقترحنا ان نستمر في التظاهر كل جمعة إلى أن تتحقق كل مطالبنا مع أخذ الحيطة والحذر والانتباه إلى الذين سيندسون بيننا او يعكرون الأجواء، ومن هنا سنجد انفسنا متهيئين إلى صيد كل مندس ونسلمه إلى القوات الأمنية.
&
اما الشاب علي محمد بركة، طالب جامعي ومتظاهر، فقد أكد تخوفه من ألاعيب بعض السياسيين، وقال: لا أخفيك انني فرحت بما تحقق لنا حينما وافق مجلس النواب على الإصلاحات، ولكنني أقولها بصراحة ان جانب بعض السياسيين لا يؤتمن، خاصة الذين تضررت مصالحهم وربما يفعلون معنا مثلما فعل الاخوان المسلمون في مصر، نحن نريدها سلمية وتمشي على خير ولكنهم لا يريدون ذلك.
واضاف: الحذر واجب ومن الممكن أن نتوقع اي شيء منهم ويدخلوننا في إشكالات لأننا سنظل نتظاهر كل جمعة، ونؤكد للجميع أن الشعب هو الأقوى، واننا ‏نحن البرلمان.
فيما اكد عباس بريسم ،موظف ومتظاهر، ان التظاهرات ستستمر ولن تتوقف الا بتنفيذ الإصلاحات، وقال: قطار التغيير انطلق، ولن يتوقف، وما علينا سوى إدامة زخم التظاهر، حتى لو اضطررنا إلى الاعتصام &لدعم اصلاحات رئيس الوزراء، وسوف نبقى متواجدين في ساحة التحرير نفتخر بما حققناه ونطمح إلى المزيد حتى تسقط الطائفية والمحاصصة ويسقط السياسيون الفاسدون.
واضاف: نحن نعلم أننا سنواجه هجمة شرسة من أزلام الكتل ومن المتملقين والوصوليين، ولكن علينا جميعا ان نتصدى لهم بكل ما اوتينا من قوة، فالثورة مستمرة للقضاء على الفساد والمحاصصة، وعلينا ان نعرف ان هذه اول خطوة &صحيحة في مسار عملية الاصلاح التي نعتقد انها طويلة لكن سوف توصل الجميع إلى بر الأمان، وهذا ما يتطلب منا أن نواصل تظاهرتنا كل يوم جمعة.
اما سعدي الموسوي، متظاهر، فقد اكد ضرورة اليقظة والوعي لما يجري، وقال: رغم السعادة التي تغمرني والإحساس بنشوة النصر، لما حققه ثوار ساحة التحرير والساحات الأخرى وللإستجابة السريعة والشاملة لمطالبهم من قبل الطبقة السياسية بكل عناوينها، الا انني لا استطيع كبح مخاوفي مما قد يدبر بالخفاء.
واضاف: من غير المعقول أن تضحي هذه الطبقة السياسية الفاسدة بكل مصالحها وامتيازاتها ونفوذها وتستسلم لمصير مجهول بهذه السهولة. لابد من أن نبقى متيقظين وواعين لما يجري حولنا.

المتضررون&
من جانبه اكد أحمد عبد الحسين، احد اقطاب الحراك الشعبي، وقال: لم يتحقق شيء، إلغاء المناصب لم يكن من مطالب المتظاهرين رغم انه خطوة على الطريق الصحيح، الجمعة المقبلة نحن خارجون إلى التحرير وساحات المدن العراقية الأخرى لتحقيق مطالبنا التي رفعناها في التظاهرات السابقة.
واضاف: قد يحاول المتضررون من قرار اليوم، كالمالكي مثلا، الطعن به او استئنافه في المحكمة الاتحادية، وقد يحاولون شراء ذمم البعض، والخروج باحتجاج هنا أو هناك، لكن هناك حقيقة ساطعة لا لبس فيها: حياتهم السياسة انتهت.
وتابع: ستستمر تظاهراتنا كل يوم جمعة، وبعد التشاور مع عدة تنسيقيات في بغداد والمحافظات، ستكون تظاهرة الجمعة &المقبل، في ساحة التحرير في بغداد، وساحات المحافظات ضد فساد القضاء، القضاء العراقي سيكون مسؤولاً عن ملفات الفساد التي ستفتح تباعاً يجب تنظيفه أولاً.
&
&الهدنة غير مرحب بها&
من جانبه أكد وكيل وزارة الثقافة مهند الدليمي تواصل التظاهرات ، وقال : مقترح منح الهدنة غير مرحب به من قبل الكثير من الاخوة الثوار، وان اشد مايقلقني هو ادامة الزخم الثوري الجماهيري، والمحافظة على نسغ تقدمه وتصاعده المستمر،يبدو &ان حزمة الاصلاحات التي أعلنت، راقت للكثيرين، وقد تكون مقنعة لهم ومبرراً للتوقف والمراقبة، وهذا سيؤثر حتما على حجم المتظاهرين واعدادهم في الفترة المقبلة.
واضاف: ما زالت التظاهرات التي جرت لم تبلغ الحجم والعدد اللازم المؤثر في تحقيق الاهداف، اسلوب التظاهر بطريقة الجمع فقط، لن يؤدي إلى نتائج باهرة، لذلك اعتقدت ان ذريعة عدم الالتزام بتنفيذ الاصلاحات، ستكون القشة التي تقصم ظهر البعير من خلال تظاهرات مليونية متواصلة يشارك فيها عموم الشعب وقطاعاته، بعد ان يثبت بالدليل القاطع لكل متخوف او متردد او متفرج، ان لاسبيل للخلاص الا بالمشاركة.
&
محاولات مريبة
اما الناشطة المدنية سلوى زكو &فقد اشارت إلى اهمية الحذر، وقالت: لا ينبغي أن يمر تصويت البرلمان بالإجماع على حزمة الإصلاحات دون أن يثير الريبة في نفوس المتظاهرين، والداعين إلى بناء دولة مدنية حديثة.
واضافت: تلك الدرجة العالية من التنسيق بين اطراف كانت بالأمس تتقاتل وتتراشق، بتهم التسقيط والتخوين في فضائيات دفعت اموالها من ثروات العراقيين، جولات المفاوضات المطولة وأساليب الضغط باستخدام كل الأوراق المشروعة وغير المشروعة، من اجل تمرير او عدم تمرير مشروع قانون واحد، اليوم تبدت كل الخلافات والاختلافات في المواقف، واصبح الموقف موحدا بالكامل.
اضافت: هناك محاولات واضحة لاقناع الجماهير بأن هذا الحراك لا يحتاج إلى من يقوده، ونقرأ كل يوم العديد من (التحليلات) التي تريد لهذا الحراك ان يتيه وحده، فتعمد إلى التشكيك بنوايا بعض الشرفاء الذين تصدوا للدعوة إلى الانتفاض على واقع مرير واسود وتفتعل خصومات تافهة مفترضة من أجل الزعامة.
وتابعت: يجب عدم التصديق أن الحراك المجتمعي الفاعل، يمكن أن يكون بلا رأس يخطط، وينسق ويرسم الخطوات القادمة، وأخطر ما في مثل هذا الأمر الترويج للفكرة الرومانسية من أن الجماهير يمكن ان تخرج بعفوية لتملأ الميادين فتصنع التغيير.
&
مؤامرة ضد المتظاهرين
&إلى ذلك حذر اياد الزاملي، مدير موقع كتابات، من مؤامرة تحاك ضد المتظاهرين، وقال: هناك مؤامرة بدأت تلوح في الأفق، هدفها تفريغ الإصلاحات من محتواها او تسويفها وسحب البساط من تحت أقدام المتظاهرين، ابطال هذه المؤامرة معممون، واكراد، والمحكمة الاتحادية.
واضاف: على ابطال العراق الانتباه لهذا والحذر منه، اياهم والتراجع عن تظاهراتهم والا سنعود إلى نقطة الصفر، هذه فرصة العراق الأخيرة في الخلاص من كل هذه الوجوه الفاسدة والكالحة التي تسلطت على العراق، اسقاط مدحت المحمود وحل البرلمان مطلبان لا بد منهما اذا اراد المتظاهرون حماية مكتسباتهم، من دون الإصرار على هذين المطلبين سيبقى العبادي مشلولا لا يمكنه فعل شيء.
&
&
&