بعد قرار ألمانيا، سحب منظومة صواريخ (باتريوت)، أبلغت واشنطن من جانبها، حكومة أنقرة بأنها لن تمدد نشر منظومة صواريخ الباتريوت الدفاعية على الأراضي التركية.

نصر المجالي: نشرت وزارة الخارجية التركية، الأحد، إعلاناً مشتركاً للحكومتين الأميركية والتركية قالت فيه أن الولايات المتحدة ستسحب بطاريات الباتريوت المتمركزة في تركيا منذ 2013 في إطار مهمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والعسكريين المرافقين، وذلك لإجراء تحديثات حساسة عليها.

وتنتهي مهمتها في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وقالت واشنطن إنها مستعدة لإعادة إرسالها مجدداً خلال أسبوع في حال دعت الضرورة مستقبلاً. وشدد الإعلان على التزام الولايات المتحدة والناتو بتعهداتها بخصوص الدفاع عن حلفائها، بما فيهم تركيا، مشيرة إلى نشر "عناصر جوية" إضافية فيها، في إطار مواجهة تنظيم داعش.

وكانت أربع طائرات نقل أميركية، هبطت يوم الإثنين الماضي، في قاعدة إنجيرليك الجوية، بولاية أضنة، جنوبي تركيا، بعد يوم من وصول 8 طائرت عسكرية أميركية للقاعدة، منها 6 مقاتلات من طراز (إف-16).

دعم قدرات أنقرة

وأوضح الإعلان أن واشنطن ستواصل العمل عن كثب مع أنقرة بخصوص كيفية دعم القدرات الدفاعية الجوية التركية، ضد المخاطر بما في ذلك تهديدات الصواريخ الباليستية.&&

كما لفت الإعلان إلى استمرار انتشار سفن (إيجيز) المتعددة المهام، التابعة للأسطول الأميركي، في شرق البحر المتوسط، منوها أن تلك السفن تمتلك العديد من القدرات، بما فيها إمكانية دعم القدرات الدفاعية الجوية لتركيا والناتو.

وشدد البيان على أن أنقرة وواشنطن تناقشان الخطوات المحتملة الأخرى، على الصعيد الثنائي، فيما يتعلق بتعزيز أمن تركيا، وأنهما سيتشاوران مع بقية الحلفاء في الناتو، بخصوص مستبقل بعثة دعم الدفاع الجوي في تركيا.

ألمانيا تسحب المنظومة

وكانت ألمانيا أعلنت يوم الخميس، أنها ستسحب منظومة صواريخ "باتريوت" والوحدة العسكرية المكلفة بتشغيلها، من ولاية قهرمان مرعش التركية مع نهاية العام الجاري.

وذكر بيان، نُشر على موقع الوزارة، السبت، أن مهمة الوحدة العسكرية، المكونة من 250 عسكريًّا، ستنتهي في 31 كانون الثاني (يناير) 2016، بسبب "تضاؤل احتمال إطلاق صواريخ باليستية من سوريا إلى الأراضي التركية".

يذكر أن حلف الناتو وافق على نشر منظومة الدفاع الصاروخي في بعض المدن التركية في 4 كانون الثاني (ديسمبر) 2012،& وبدأت صواريخ الباتريوت الوصول إلى تركيا مطلع العام 2013. وأعلنت وزيرة الدفاع أورسولا فون دير ليين أن برلين ستسمح بانتهاء مهمة الصواريخ باتريوت الخاصة بها ومدتها ثلاثة أعوام بدلا من السعي للحصول على موافقة برلمانية لتمديدها.

ونشرت كل من ألمانيا والولايات المتحدة وهولندا صواريخ باتريوت في أوائل العام 2013 بعد أن طلبت تركيا من حلفائها في حلف شمال الأطلسي المساعدة في حماية أراضيها وسط تصاعد الصراع السوري. وأنهت هولندا مهمتها في وقت سابق من العام الحالي وحلت محلها اسبانيا.

وقالت فون دير ليين في بيان على موقع وزارة الدفاع على الانترنت "شهد التهديد في هذه الحرب التي تمزق المنطقة تحولا... ينبع الآن من تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي. ومن ثم سنظل منخرطين في المنطقة في جهد متواصل لإرساء الاستقرار بها".

حملة تركيا العسكرية

ويأتي القرار بعد انتقادات من مسؤولين ألمان لحملة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان العسكرية ضد مقاتلين أكراد وإعلانه الشهر الماضي أن عملية السلام التي بدأها مع حزب العمال الكردستاني في عام 2012 بلغت نهايتها فعليا.

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في مقابلة مع صحيفة بيلد ام زونتاغ "استثمرت حكومة إردوغان الكثير في المصالحة مع الأكراد... لا يمكن أن تسمح بهدم كل الجسور التي بنيت على مدار هذه العملية".

وفي الوقت ذاته حذر شتاينماير من الحكم على تركيا سريعا مشيرا إلى أنها تستقبل لاجئين من سوريا والعراق أكثر من أي دولة أخرى وتتعامل مع تهديد كبير على حدودها جراء الحرب الأهلية في سوريا.
&