أدمت صورة الطفل السوري الذي قذفته أمواج البحر إلى الشواطئ التركية قلوب العالم، حتى بات رمزًا يختزل مأساة كبرى قضى بسببها الكثير من النساء والرجال والأطفال، وتفاعل رواد مواقع التواصل مع صورة الطفل التي كانت حدث الأمس، وأجمعوا على ضرورة وضع حد لهذه المآسي والرحلات غير مضمونة العواقب والوجهة.


سالم شرقي من دبي: "نم يا صغيري.. كلنا جبناء.. موتك قد يكون هو إعلان الحياة.. يا ربيع سوريا لماذا تفر إلى الموت؟، ولماذا تفعلها على سواحل الغرباء؟"... كلمات صاغتها أنامل وقلوب عربية على مواقع التواصل الإجتماعي، تفاعلًا مع صورة الطفل السوري، الذي قذفته شواطئ البحر في تركيا، خلال رحلة البحث عن الهجرة إلى اليونان، ومنها إلى أوروبا.

وروى والد الطفل السوري الذي غرق قبالة سواحل تركيا واثارت صورته صدمة في العالم، ان ولديه "انزلقا من بين يديه" حين انقلب المركب الذي كان يقلهم الى اليونان.

واضاف عبدالله شنو متحدثا لوكالة دوغان للانباء التركية "كان لدينا سترات نجاة لكن المركب انقلب فجاة لان بعض الناس نهضوا. كنت امسك يد زوجتي لكن ولدي انزلقا من بين يدي".

واثارت صورة جثة الطفل البالغ الثالثة من العمر ممددا على بطنه على رمال شاطئ بودروم جنوب غرب تركيا لدى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم على الصفحات الاولى للعديد من الصحف الاوروبية، صدمة حقيقية وموجة تاثر في العالم.

وكان بين مجموعة من 12 مهاجرا سوريا غرقوا ليل الثلاثاء الاربعاء بعد انقلاب المركب الذي كان ينقلهم من بودروم نحو جزيرة كوس اليونانية.

وقال الوالد "كان الظلام مخيما والجميع يصرخون لذلك لم تتمكن زوجتي وولداي من سماع صوتي. حاولت ان اسبح الى الساحل مستهديا بالاضواء لكنني لم اتمكن من العثور على زوجتي وولدي حين وصلت الى اليابسة"، مضيفا "ذهبت الى المستشفى وهناك علمت بالكارثة".

إهتمام عالمي
وبعيدًا عن عاطفة رواد مواقع التواصل الإجتماعي، سواء من العرب أو غيرهم، فقد كانت لصورة الطفل السوري أصداء واسعة عبر الصحف العالمية، حيث قالت صحيفة التلغراف اللندنية، إن هذه الصورة هي تجسيد للمأساة والتراجيديا التي يعيشها الآلاف من اللاجئين، وكذلك هي تجسد المأساة الأوروبية في التعامل مع هذا الملف الأكثر تعقيدًا فهو يحمل جانبا إنسانيا، ولا تمكن مناقشته من هذا الجانب، ولكنه لا يخلو من منغصات تتعلق بالنواحي القانونية، وقدرة الدول الأوروبية على التنسيق بينها لاستيعاب المهاجرين، أو التعامل بطريقة أكثر إيجابية مع هذا الملف.

نيويورك تايمز
أما صحيفة "نيويورك تايمز" فعنونت: "هذه الصورة الوحشية اللاإنسانية يجب أن يراها الجميع.. هذا ما يقوله النشطاء"، وتابعت: "لقي 12 مهاجرًا مصرعهم أثناء محاولاتهم العبور في المياه من تركيا إلى أقرب جزيرة يونانية، ومن بين من لقوا مصرعهم طفل سوري ألقى به الموج على الشواطئ التركية، لتنتشر صورته، وتثير تعاطفًا عالميًا كبيرًا، وسط مطالب من النشطاء بأن يرى الجميع هذه الصورة، لكي يستيقظ ضمير العالم".