أثار الخروج الخفي للسفير الإيراني من صنعاء تساؤلات عديدة. فكيف خرج إن كان التحالف يراقب كل الممرات من اليمن وإليه؟، وهل هناك مسرب سرّي تستخدمه إيران لتسليح الحوثيين؟.


حيان الهاجري: خرج سيد حسين نيكنام، السفير الإيراني في صنعاء، من اليمن، وما زال الغموض يلفّ طريقة خروجه، خصوصًا أن كل الممرات من اليمن وإليه تخضع لمراقبة لصيقة من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، من خلال طائرات الاستطلاع والسيطرة البحرية على المياه الإقليمية اليمنية. وكانت مرضية أفخم، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أكدت وصول نيكنام إلى طهران لقضاء إجازته الصيفية.

عبر الطرق النظامية
ونقلت "الشرق الأوسط" عن العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، قوله إن قوات التحالف لم يصلها أي طلب بشأن خروج السفير نيكنام من اليمن، مؤكدًا أنه رجل دبلوماسي يستطيع الخروج عبر الطرق النظامية من دون أي عرقلة.

أضاف عسيري: "قوات التحالف لديها الوثائق الرسمية عمّن يغادر أو يصل إلى اليمن، وهناك طائرات يومية بعضها لإخلاء الرعايا الأجانب، وأخرى لجلب اليمنيين من الخارج، وأيضًا طائرات أخرى إغاثية، وجميعها تمر عبر الإجراءات النظامية".

وكان رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني، اتهم السفارة الإيرانية في صنعاء بتقديم الدعم المالي والاستخباراتي والاستشاري واللوجستي والعسكري إلى الحوثيين المتمردين على الشرعية اليمنية، وبأن ثمة غرفة عمليات حوثية داخلها، لديها مميزات تتجاوز قدرات الحكومة اليمنية نفسها، وبأن الكثير من العمليات الحربية والاستخباراتية تدار داخل تلك السفارة.

إحراج لإيران
وكان مراقبون أثاروا مسألة الخروج الغامض للسفير الإيراني سيد حسين نيكنام من صنعاء، المهددة بالسقوط، بعدما أخذت القوات المشتركة، المؤلفة من قوات التحالف العربي والجيش اليمني الوطني والمقاومة الشعبية، تضيق الخناق حولها.

وتساءل المراقبون عن كيفية هذا الخروج، الذي لم تكشفه لا طائرات استطلاع التحالف ولا استخباراته البرية ولا البحرية، سائلين: "هل تملك إيران ممرات إلى اليمن ما تزال سرية، لم يكشفها طيران التحالف، استخدمها نيكنام في خروجه، وتستخدمها طهران في تهريب السلاح إلى الحوثيين في صنعاء، وفي إدخال المستشارين وعناصر الحرس الثوري، ليشاركوا في هذه الحرب إلى جانب ميليشيا الحوثي وصالح؟".

ورأى هؤلاء المراقبون أن الكشف عن وجود السفير الإيراني في صنعاء فضيحة تعادل فضيحة فراره. فوجوده دليل على عدم التزام إيران بنود اتفاق قطر الأخير بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان الخليج واليمن، كالحياد تجاه اليمن، وانكشاف أمر تورط سفيرها بدعم الحوثيين يحرجها تجاه المجتمع الدولي، لخرقه الأعراف الدبلوماسية والمواثيق الدولية.

&